الخوف من الفشل وعلى مستقبلي جعلني حزينا لا أذاكر، فما الحل؟

1 353

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:

أنا محمد من فرنسا، كنت من المتفوقين -والحمد لله-، ولكن بعد التحاقي بمدرسة المهندسين تغير كل شيء بالنسبة لي، فقد حصلت على أدنى الدرجات، وأصبحت أكره الدراسة، وأكره تخصصي، وتراودني وساوس كثيرة بالفشل والعودة إلى وطني الأصلي (المغرب)، أو إحدى البلدان العربية للدراسة، علما أنني أرجو من الله أن أصبح مهندسا.

فما العمل يا إخواني لكي أستعيد قوتي؟ فقد عانيت الاكتئاب وأتذكر عائلتي كلما فتحت الكتاب، وهل يمكن للآخرين أن يؤثروا على مستقبلي بالعين مثلا، فقد أصبحت خائفا على مستقبلي لدرجة أنني حذفت حسابي من الفيسبوك؛ خوفا من العين؟

أنا باختصار حزين وخائف على مستقبلي، ولوم والدي واستهزاء الآخرين، ولا أستطيع المذاكرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا بد أن أبدأ هذه الرسالة بأن أذكرك وأذكر نفسي أن المسلم الذي يكون في معية الله، وذلك من خلال تقوى الله وإحسان الظن بالله، وهذا لا يتأتى مطلقا إلا من خلال الالتزام التام بما شرع الله تعالى، والنهي عما نهانا عنه.

الصلاة الخاشعة في وقتها، تلاوة القرآن، الدعاء والذكر هو سلاح المؤمن لإفشال كل المكائد التي يخشاها الناس، خاصة فيما يتعلق بالخوف من العين والسحر والمس وما خلافه، لن يصيبك أبدا شر لا من إنس ولا من جن ما دمت أنت على طريق المحجة البيضاء. هذا سلاح بتار يقطع ويسقط كل هذه المخاوف التي بكل أسف يضخمها الناس أحيانا، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أنت من المتفوقين والمتميزين، وهذا رصيد سوف يبقى -إن شاء الله- لن تفقده أبدا.

الحالة التي أشعرتك بالإحباط الآن هي حالة مؤقتة نسيمها بعدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التواؤم، ويعرف عنها أنها تؤدي إلى شيء من عسر المزاج، وأن يقلل الإنسان من قيمة مقدراته. هي حالة عابرة ومؤقتة تحدث لبعض الشباب من أمثالك الذين ينتقلون من مجتمعاتهم إلى مجتمعات مختلفة الثقافات ونمط الحياة.

أنا أريدك أن تبني دوافع إيجابية داخل نفسك، هذه الدوافع تقوم على الآتي:

أولا: أنت من المتميزين والمتفوقين.

ثانيا: أنت من شباب هذه الأمة المحمدية العظيمة، والعلم هو السلاح الذي نبني به أمتنا، ونكون من المتميزين، ونكون على أعلى سلم المعرفة لنقود الأمم كما قدناها سابقا.

ثالثا: التعليم يطور من ذاتك، وهذا يفيدك ويفيد أهلك وذويك ومجتمعك.

رابعا: العلم نور، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، وأنت وجدتها في هذه البلاد (في فرنسا)، فلا ترفضها أبدا ما دمت متمسكا بعقيدتك ودينك.

خامسا: أريدك أن تبني علاقات اجتماعية جيدة، وأن ترفه عن نفسك بما هو مشروع، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون دائما إيجابيا في تفكيرك.

التفكر في العائلة أمر جيد، والتواصل مع الأهل أصبح سهلا، وتذكر دائما أن أهلك في انتظار لليوم الذي يفرحون فيك بك وبإنجازاتك، هذه أعظم هدية تقدمها لأهلك.

إذن أنت مطالب بتغيير نمط التفكير ونمط حياتك، وهذا ليس بالبعيد أبدا، أهلك لن يلوموك أبدا، وأنت يجب أن لا تترك فرصة لأحد لكي يلومك، فأنت صاحب مقدرات، وصاحب إمكانيات، أتيحت لك هذه الفرصة العظيمة التي لم تتح للكثير من الناس.

ابق في فرنسا، أكمل دراستك، وكن متطلعا لأن تنال أعلى الدرجات، وهذا ليس ببعيد أبدا.

الجالية العربية الإسلامية المغاربية كبيرة جدا في فرنسا، ولا بد أن يكون هناك الكثير من الشباب الصالح. اتخذهم خلة لك، -وإن شاء الله تعالى- تجد فيهم العون.

بقي أن أزف لك بشرى كبيرة وهو أنه توجد أدوية فعالة جدا تساعدك على إزالة هذه الغشاوة التي أطلت عليك من خلال عسر المزاج وعدم القدرة على التكيف. الدواء الذي أريد أن أصفه لك يعرف تجاريا باسم (بروزك) ويعرف علميا باسم (فلوكستين) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجراما، تناولها بعد الأكل بانتظام، وبعد شهر اجعلها كبسولتين في اليوم، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء. الدواء فعال وسليم وغير إدماني وغير تعودي ولا يحتاج لأي وصفة طبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات