أعيش بين ظلم زوجي وتسلط زوجة أخيه علي، فما الحل؟

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد حلا من فضلكم!!

أنا امرأة متزوجة منذ سنة, كنت أعمل محامية, ولسوء الحظ زوجي خدعني! كنا متفقين على بناء الحياة الزوجية, ولكنه انقلب بعد زواجي, وهذا خوفا من عائلته, لا يحبون مهنة المحاماة؛ لأن امرأة أخيه الأكبر لا تعمل, حتى أنا لا أعمل, وليكن في العلم أن هذه المرأة -زوجة أخيه- هي التي تقرر الكلام, كونهم يخافون منها.

يا أخي العزيز أعطني حلا والله لقد سئمت, هل الطلاق حل ولدي طفلة عمرها 7 أشهر؟ كل يوم يضربني ويشتمني أمام امرأة أخيه, يحبني أن أعمل لها, وأنا مريضة والله مريضة نفسيا, لدي أعراض صداع, طنين, دوخة, ثقل الجسم, تعب, وإرهاق, قلبي سوف يتوقف, ووخز مثل الإبر, وألم في صدري, و خدر في جسمي, وطقطقة في الأذن, أشعر بأنه سيغمى علي, وكأن الموت قادم, كل اليوم أنتظر الموت, كل يوم نرفزة, ساءت معيشتي, حتى أن أمه لا تأتي معي خوفا من امرأة أخيه, مع أنها كبيرة وحجت بيت الله, ولكن تشارك في النميمة, وتتكلم في أعراض الناس, وتسلط ابنها علي, ولأنا أسمع ذلك بأذني, أكاد أختنق والله, هل أرفع قضية الطلاق؟ الأمور تكون جيدة مع أهله, وعند حضور امرأة أخيه كل شيء ينقلب, عند مرضي تضحك علي, وتقول أنت مريضة عقليا, ولكن أحمد الله على نعمته فهو الذي أعطاني هذه النعمة.

أفيدوني أريد أن أتعالج وتعود لي صحتي, هل أذهب للطبيب كي تذهب عني هذه الأعراض؟ أنا منذ 6 أشهر وللأسف لم أتعاف!

شكرا لكم على هذا المجال, وسامحوني على الإطالة, أريد الرد في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خليدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانينه، ونحن ننصحك أختنا الكريمة أن تنظري إلى الجانب الحسن في حياتك، فأنت مهما كان بك من الضيق فإنك ولله الحمد تعيشين أنواعا عديدة من نعم الله تعالى عليك، ولو نظرت إلى ما لا يحصيه إلا الله تعالى من أعداد النساء اللاتي يتمنين النعم التي تعيشينها، لأزال عنك الكثير من الهم والغم الذي أنت فيه، فقد تزوجت وحرم نساء كثيرات هذه النعمة، ورزقت الذرية ويتمنى ذلك غيرك الكثير.

النظرة الإيجابية أيتها الأخت لحياتك ومعرفة ما فيها من خير وحسن؛ سيساعدك على إزالة ما أنت فيه من الهم، وسيكون ذلك عونا لك في تحسين ومعالجة ما ساء في حياتك.

نحن ننصحك أيتها الكريمة بجملة من النصائح، ونحن على ثقة بإذن الله تعالى بأنك إذا عملت بها؛ فإنك ستجدين أثر ذلك عاجلا غير آجل.

أولا: خير ما نوصيك به وننصحك به: الاجتهاد بقدر الاستطاعة في تحسين علاقتك بالله سبحانه وتعالى بكثرة ذكره واستغفاره، وقراءة كتابه، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، وملازمة الأذكار لاسيما أذكار الصباح وأذكار المساء، ونحو ذلك من الأذكار الموظفة في اليوم والليلة، فإن ذكر الله تعالى سبب أكيد لتطمين القلوب, وانشراح الصدور, وهدوء النفس.

الوصية الثانية: نوصيك أيتها الأخت الكريمة ببذل وسعك في التحبب إلى زوجك، وإن أحسست منه إساءة فإن مقابلتك لإساءته بالعفو والصفح مع بذل الوسع في استمالة قلبه إليك، هذا أسلوب نافع، وسيعود عليك بالخير الكثير، وبه ستكسبين زوجك وتحافظين على بيتك.

ونحن نذكرك الثواب العظيم الذي أعده الله عز وجل للمرأة حين تسلك هذا السلوك، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم – وهو يتحدث عن نساء الجنة: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العؤود، التي إذا آذت أو أوذيت جاءت فوضعت يدها في يد زوجها وقالت: لا أذوق غمضا حتى ترضى).

فهذا وصف نساء الجنة اللاتي ينزل عليهن رضى الله تعال, ويستحققن حبه سبحانه وتعالى، فإن الواحدة منهن إذا أذاها زوجها بادرت هي باكتساب رضاه بقدر الاستطاعة، ووضعت يدها في يده وقالت: (لا أذوق غمضا حتى ترضى)، ولك أن تتصوري كيف سيكون رد فعل زوجك إذا بادرته أنت بمثل هذه المواقف.

لا شك أيتها الأخت أن زوجك سيتأثر بهذا كثيرا، وسيعرف حينها مدى فضلك وإحسانك إليه، وسيعرف أيضا تقصيره وقبح ما يفعله معك.

ولهذا نحن ننصحك بأن لا تستكثري شيئا تفعلينه في سبيل كسب قلب زوجك، وإذا منعك من العمل فعليك أن تطيعيه في ذلك، ما دام يقوم بالواجب عليه من النفقة، فإن من حق الزوج على زوجته أن تقر في بيته، ولا ينبغي أن يكون هذا سببا لضيق صدرك، وعلى فرض أنه تم العقد على هذا الشرط فإن نصيحتنا لك أيضا أن تنزلي عن شرطك هذا، وتلبي رغبة زوجك في البقاء في بيتك، وهو خير لك ولأولادك بلا شك.

ثالثا: نحن نوصيك مع هذه المرأة أن تبادري إلى الإحسان إليها، وتقابلي إساءتها بالإحسان، فإن هذا أسلوب نافع لرد كيد الإنسان المعادي، فإن الله تعالى قال: { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}، فادفعي عنك شر هذه المرأة بمحاولة الإحسان إليها، وتفادي الوقوع معها في نزاع، وبذلك ستكسبينها أيضا بإذن الله تعالى، وسيعينك الله تعالى على ذلك.

حاولي الإحسان إليها ماديا ولو بأن تهدي لها هدية بسيطة، وحاولي أن تسمعيها كلاما حسنا من قبلك، فإن ذلك سيكسر ما في نفسها من الحنق والغيظ عليك، وقد قال الله تعالى: { وقولوا للناس حسنا}.

أحسني إلى من حولك أيتها الأخت محتسبة أجرك عند الله تعالى، وكوني على ثقة بأن الله تعالى لن يضيع أجرك، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وهو مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

ونوصيك أيتها الأخت ونؤكد عليك أن تجتهدي بالرقية الشرعية لرقية نفسك من هذا الذي تعاني منه، فحافظي دائما على قراءة الفاتحة وآية الكرسي، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، في كفيك وانفثي فيهما – يعني اتفلي تفلا يسيرا – وامسحي بذلك جسدك، وداومي على هذا، مع قراءة ما تقدرين عليه من القرآن، وسيدفع الله عز وجل عنك بإذنه هذه الآلام، ويستحسن أن تعرضي نفسك على طبيبة حاذقة، فإن هذا من الأسباب المشروعة التي دعانا الله تعالى إلى الأخذ بها.

نسأل الله تعالى أن يكشف عنك كل كرب، ويدفع عنك كل مكروه وسوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات