أعاني من الوسوسة حتى في أثناء الصلاة! ما نصيحتكم؟

0 392

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الوسوسة منذ فترة طويلة، وهذه الوسوسة تكون في الصلاة! وخاصة في قراءة الفاتحة، لابد أن أرفع صوتي، وبعض الآيات تخرج الكلمات بصعوبة بالغة، مثل: (المستقيم) و (غير المغضوب عليهم) أعاني من صعوبة كأني قد جننت! الكلمات تخرج بصعوبة وأعاني من التوتر في الصلاة، كأن الصلاة أمر ثقيل جدا علي، فما العلاج؟ ذهبت لأطباء نفسيين وأخذت أدوية مهدئة -لا أذكر اسمها- مضادات اكتئاب، أريد علاجا من الأعشاب.

جزاكم الله خيرا، أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولا ما دمت تعاني من الوسوسة ويظهر أنه لديك أيضا شيء من المخاوف التي نسميها بالمخاوف الاجتماعية، هذه هي التي دفعتك لأن تمر بهذه الصعوبة في إخراج بعض الكلمات حين تقرأ القرآن في الصلاة.

هناك حقيقة لابد أن أؤكدها: أنا أقدر مشاعرك تقديرا كاملا، لكن أريدك أن تعرف أن حكمك على الأمور قد لا يكون دقيقا، وأقصد بذلك أن أداءك أفضل مما تتصور، جميع الإخوة الذين يعانون من خوف اجتماعي أو وساوس تجدهم يثقلون على أنفسهم بشكل فظيع، ويعنفون أنفسهم ويعاقبون أنفسهم، ويكون التصور السلبي حول أدائهم هو المسيطر عليهم، هذه هي طبيعة الوساوس وهذه هي طبيعة المخاوف، فأرجو أن تطمئن أن أداءك أفضل مما تتصور.

ثانيا: المخاوف والوساوس تعالج من خلال التجاهل، والتجاهل يعني أن لا أهتم بالأمر، وأن أضغط نفسي حتى أصل إلى هذه المرحلة.

ثالثا: أنصحك أن تتواصل مع أحد المشايخ وتقرأ عليه، وتتصور أنك في الصلاة، حين تقرأ عليه ويعطيك بعد ذلك ملاحظاته، هذا سيكون مفيدا جدا لك، لكن حين تقرأ اقرأ كأنك في الصلاة وتواصل معه، ووضح معه طبيعة هذه المشكلة، ويمكن لهذا الأخ الإمام أن يجعلك تقوم بدور -لا أقول تمثيليا- لكن بدور واقعي، وهو أن تصلي أمامه، تصلي صلاة جهرية أمامه، ليست من الفروض بالطبع، لكن حتى السنن في مثل هذه الحالة يمكن أن تقرأ فيها، وتصلي ركعتين مثلا وتتصور أنك تؤم الناس، هذا تمرين تطبيعي تدريبي يؤدي إلى التواؤم وإزالة الخوف، فأرجو أن تكون حريصا عليه.

الجزء الأخير هو أن المخاوف حتى وإن كانت مختصة بشيء واحد، لكنها ربما تعطل جوانب أخرى في حياة الإنسان.

أريدك أن تتواصل اجتماعيا، ويكون لك حضور مثلا حضور المحاضرات، والمساهمة في الأعمال الخيرية، وهي في مصر كثيرة جدا، العمل الاجتماعي يزيل من مهارات الإنسان، صلة الرحم أيضا تقوي المهارة الاجتماعية، وكذلك ممارسة الرياضة الجماعية، فأرجو أن تأخذ بهذه النصائح.

بالنسبة للعلاج: مضادات الاكتئاب الحديثة يعرف عنها أنها تزيل المخاوف والوساوس، وكثيرا ما توصف هذه المضادات لمن يعانون من الخوف والوسوسة دون أن يشرح لهم، وهذا خطأ كبير نقع فيه نحن الأطباء، والآن توجد محاولات كبيرة جدا لتغيير أسماء هذه الأدوية، لأنها ليست مضادات للاكتئاب فقط، هي تعالج القلق، تعالج المخاوف، تعالج الوساوس، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الأدوية العشبية ليست مضمونة النتائج وليست مضمونة النقاء، فهذا أود أن أنصحك به وأؤكده لك، وإن كان هناك دواء عشبي فهو عشبة القلب أو ما يسمى بعشبة القديس يوحنا، واسمها في مصر (صفامود)، لا مانع من أن تجرب هذا العلاج، تناوله بجرعة حبة واحدة لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها.

إذا لم تشعر بفائدة حقيقية بعد مضي شهر من تناول هذا الدواء فلا أعتقد أنه سوف يفيدك، وفي مثل هذه الحالة يجب أن تقتنع بأن الأدوية الحديثة هي الأفضل لك، ولديكم في مصر عقار يعرف تجاريا باسم (مودابكس) وهو ممتاز جدا، نقي جدا، فعال جدا، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) هو الخيار المفضل حتى وإن بدأت به قبل أن تبدأ بالصفامود، أنا سأكون سعيدا جدا، لكن عموما الأمر لك والقرار لك، إن أردت أن تبدأ بالصفامود، وإذا فشل تنتقل للمودابكس، فهذا أيضا قرار صحيح.

جرعة المودابكس هي أن تبدأ بخمسين مليجراما، تتناولها ليلا بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين يوميا، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا، أو تتناولها بمعدل حبة صباحا وحبة مساء، المهم هو أن تستمر على هذه الجرعة العلاجية، وبانضباط شديد ولمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات