زوجي يكرهني ويسيء معاملتي بسبب الحجاب..ماذا أفعل؟

0 548

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخيرا وبعد عذاب طويل، ومحاولات عدة للحجاب مع رفض زوجي التام له تحجبت -ولله الحمد-؛ لأنني لم أعد أستطيع تحمل الذنب، ومن يومها زوجي يكرهني سب وشتائم وضرب وإهانات...

نحن نعيش ببلد غربي ... آه إنه يخاف منهم أكثر من الله.. قالها لي مرارا: إنه سيقول لله أنه السبب لكي أنزع الحجاب، وهو سيتحمل الذنب... يا ربي ماذا أفعل؟

والله لو مت فلن أنزعه، كنت أعمل قبلها وبعدها أنجبت وجلست بالبيت، وهو كاره لذلك كان أمله أن أعمل معه بشركته، ويحصل على مشاريع تعطيها الدولة للأقلية وأنا منهم، زوجي يتهمني بالأنانية لأنني اخترت رضى الله، ولم أختر مساعدته، وقوله إن الدين في القلب...

كنت مواظبة على تحفيظ القرآن لأولادي فمنعه، علما أنه لا يصلي، كلما قال له الأولاد قم للصلاة يقول لهم أنتم صلوا لوحدكم أنا صليت من زمان.

فكرته أن المسلمين كلهم شعب متخلف متطرف، بالنسبة لي لا أبالي لما يقول، ولكن أولادي كرهوا أبيهم من تصرفاته وحقده ومعاملته السيئة لي، وأنا أخبرهم ببر الوالدين، ولكنهم لا يطيقونه، لا أريد أن يغضب الله عليهم، والله لا أعرف ماذا أفعل؟

ابنتي -الحمد لله- تحجبت معي، وذاقت نفس اللوعة، أول الأمر كنت أدعو له بالهداية، ولكن والله الآن أصبحت أدعو عليه من كل قلبي، وأنا خائفة من الله سبحانه وتعالى ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا عني وعن كل شخص ساعدتموه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المتوسلة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يثيبك ويجزل لك المثوبة على صبرك على دينك، وتحمل للمكاره في سبيل مرضاة الله تعالى، وكوني على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى لن يضيع عملك، فإنه سبحانه كما أخبر عن نفسه في كتابه، فقال سبحانه وتعالى: {إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا} وأنت قد أحسنت أيتها الأخت غاية الإحسان حين بادرت إلى امتثال أمر ربك بالحجاب، وكذلك أمرت بذلك ابنتك، وقد أحسنت في تربية أبنائك على طاعة الله تعالى والقيام بحقوق الوالدين، وهذه الأعمال الخيرة أيتها الأخت نحن على ثقة تامة بأنها إذا صحبت بالإخلاص وابتغاء وجه الله ستكون سببا بإذن الله تعالى لنيلك كل ما تتمنين، فإن الفلاح مرتبط بحرص الإنسان على طاعة ربه، فقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم بفلاح المؤمنين الذين يبادرون بالأعمال الصالحة المطلوبة منهم، والفلاح معناه النجاة من كل مرهوب والفوز بكل محبوب.

فأحسني ظنك بالله أيتها الكريمة، واعلمي بأنه سبحانه وتعالى يدخر لك ثواب ما تعملين وتقدمين، وأنك ستحمدين هذا المسعى الذي تسعين فيه وستجدين ثواب أعمالك موفورة، فدومي على ما أنت عليه واثبتي، وكوني على ثقة بأن الله تعالى سيجعل لك فرجا ومخرجا لا محالة، فهذا وعده الذي لا يتخلف، فقد قال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

وهذا الزوج إن بذلت له النصح وحاولت في إصلاحه وتذكيره بالله تعالى لعل الله تعالى أن يصلحه على يديك، فتفوزين أيضا بأجر عظيم، فإن من دل على خير له مثل أجر فاعله، ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم، كما جاء في الحديث.

فحاولي أن تسمعي زوجك المواعظ التي تذكره بالله والدار الآخرة والنار، وما فيها من أهوال وشدائد، لعل الله تعالى أن يوقظ قلبه من غفلته، وذكريه بأن الرزق مقسوم وأن ما كتب له سيأتيه لا محالة، وأن الخير الذي عند الله لا ينال بمعصية الله، فإن المعصية سبب للحرمان وليست سببا للعطاء، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

فإن لم تجد فيه النصائح فلا عليك منه ولا تلتفتي إلى ما يقوله، ولو قدرت على مفارقته – والحال هذه – فإن المفارقة ستكون خيرا لك بإذن الله تعالى، فإن البقاء مع مثل هذه الأنواع من الأزواج لا خير فيه، واحرصي كل الحرص على تربية أبنائك على الفضيلة وتنشئتهم على الدين، فإنهم رصيدك وذخرك بعد مماتك، وهم سينفعونك في دنياك بإذن الله تعالى.

خير ما نوصيك به أيتها الكريمة: صدق اللجوء إلى الله، والإكثار من استغفاره، ودعائه بصدق واضطرار، فاسأليه سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير وأن يتولى أمرك ويحفظك ويحفظ أبناءك ويهدي زوجك، وأملي خيرا فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).

وأما الدعاء على هذا الزوج فإنه قد لا يفيد، فالدعاء له خير من الدعاء عليه أيتها الأخت، ولكن إذا ظلمك في شيء فإن الدعاء على الظالم بقدر المظلمة مما أجازه الشارع، ولكن خير منه العفو والصفح، والدعاء له قد يفيده فيستفيد بذلك أبناؤك وتستفيدين أنت، فداومي على الدعاء له بالهداية لعل الله تعالى أن يتوب عليه، ويرده إليه ردا جميلا. ولا تيأسي من ذلك، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات