التبول الليلي اللاإرادي يمنعني من ممارسة حياتي

1 529

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، عمري 21 سنة، أعاني من مشكلة التبول الليلي اللاإرادي منذ أكثر من 10 سنوات، وللأسف بدأت العلاج مؤخرا منذ قرابة عامين، بعد توقيع الطبيب الفحوص الطبية، تبين أني لا أعاني من مشاكل عضوية (بعد تحليل البول وأشعة العمود الفقري) فوصف لي الطبيب عقار (التفرانيل) أو الـ imipramin ، وشعرت بتحسن ملحوظ مع العلاج، لكني وبعد أن أنهيت فترة العلاج والتي استمرت قرابة عام، قمت بسحب الدواء حسب إرشادات الطبيب، فوجئت بالحالة تعود تدريجيا حتى أصبحت كالسابق دون أدنى تحسن مع الأسف الشديد.

طلبت استشارة طبيب آخر فوصف لي عقار الـ tryptizol (Amitriptyline ) بتركيز 25، وعقار sofenacin 10 mg، وداومت على العلاج قرابة الشهر، ولاحظت تحسنا، لكني أخشى أن يزول هذا التحسن بانتهاء مدة العلاج الطويلة كما حدث في المرة الأولى.

أفيدوني، هل العقار مناسب أم أنه مجرد تحسن فوري، وسيزول مع انتهاء فترة العلاج؟ فأنا لا أريد أن تضيع سنة تلو الأخرى في تجريب شتى الأدوية المتاحة دون أن أصل إلى نتيجة حقيقة، وإن كان العقار مناسبا، فما هو التدرج العلاجي في التركيزات؟

أغيثوني يرحمكم الله، فهي مشكلة تؤرقني وتسبب لي من المشاكل ما يمنعني من ممارسة حياتي بالشكل الطبيعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالتبول اللاإرادي في مثل عمرك ما دام لا يوجد أي سبب عضوي نقول لك أن التطبيقات السلوكية هي الوسيلة المهمة جدا لئلا تحدث لك انتكاسات حين التوقف عن الدواء.

الأدوية التي وصفت لك وهي (الإمبرامين والإمتربتالين) كلها أدوية جيدة، لكن مهمة هذه الأدوية هي وقتية كما ذكرت وتفضلت، ولذا يجب أن تدعم تدعيما كاملا بالعلاجات السلوكية، والتدعيم السلوكي نقصد به:

1) يجب أن تسعي دائما لمسك وحصر البول أثناء النهار، بمعنى أن تتيحي الفرصة لأكبر كمية من البول للتجمع داخل المثانة، وذلك يساعد في تحسين حجم المثانة لاستيعاب أكبر كمية من البول، وفي ذات الوقت يجعل محابس البول أكثر انضباطا.

2) عليك بأن تمارسي الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف يكون مفيدا لك، والرياضة التي تقوي عضلات البطن لا شك أنها جيدة جدا.

3) تجنبي شرب المدرات في فترة الليل، ومن المدرات المشهورة (الحليب – البيبسي – الكولا – الشاي – القهوة – الشكولاتا) هذه ينبغي تجنبها بقدر المستطاع.

4) يجب أن تذهبي إلى الحمام قبل النوم، وتفرغي المثانة تماما، وهذا لا يمكن أن يصل إليه الإنسان إلا أن يجلس بعد انقطاع البول لمدة دقيقة أو دقيقتين وتحاولي دفع أي كميات متبقية من البول داخل المثانة، هذه ملاحظة مهمة جدا.

فاتباعك لهذه الخطوات -إن شاء الله- سوف يساعدك تماما، وذلك بجانب استعمال الدواء.

الإمتربتلين كما هو ممتاز والإمبرامين الذي وصفه لك الطبيب الأول ربما يكون أفضل؛ لأن الإمبرامين لا يزيد مستوى النعاس لدى الإنسان ولا يؤدي إلى جفاف في الفم.

عموما أيا كان اختيارك للدواء، فيمكنك أن تستمري عليه لمدة ستة أشهر أخرى، وجرعة خمسة وعشرين مليجراما هي جرعة جيدة، ويمكن أن ترفعيها حتى خمسين مليجراما في اليوم، بعد ذلك خفضيها، وأعتقد أن فترة ستة أشهر من العلاج سوف تكون مناسبة جدا بالنسبة لك، لكن التدعيم السلوكي يعتبر أهم وهو الوسيلة الوحيدة لمنع الانتكاسات في مثل هذه الحالات.

هنالك طريقة معروفة أيضا وهي طريقة الجرس المنبه، وهو جهاز كهربائي بسيط جدا يوصل ببطاريات جافة صغيرة، ويوضع على الفراش، ويعرف أن البول حين ينزل على الأسلاك الموصلة في الجهاز هذا سوف يؤدي إلى انطلاق صوت الجرس، وهذا الصوت مزعج جدا ويؤدي إلى استيقاظ الإنسان، ووجد أن تكرار عملية التنبيه هذه تؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن المثانة تكون قد تدربت على تجنب إفراغ البول في أثناء الليل.

هذه طريقة أيضا جيدة وفاعلة، لكن بعض الناس يشتكون منها لأنها مزعجة، حيث إن الجهاز يجب أن يحضر بصورة صحيحة ويوضع على الفراش كما ذكرت لك، وبعد أن ينطلق الجهاز عند التبول لابد للإنسان أن يستيقظ كاملا، ويقوم بإعداد الجهاز مرة أخرى ووضعه بالصورة الصحيحة، لكن الكثير من الناس استفادوا منه، والبعض يرى أن فعاليته أكثر من فعالية الأدوية.

عموما الخيارات أمامك متاحة، ونصيحة أخرى، وهي: أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية جدا، وأن تكوني فاعلة من حيث الدراسة والتواصل الاجتماعي وتنمية المهارات –هذه مهمة جدا– وكوني حريصة أيضا على أذكار النوم، فلا شك أنها من المطمئنات الأساسية، والإنسان حين يدخل في النوم دون قلق أو توتر، لاشك أن هذا يجعل جسده وأجهزته المختلفة تكون في وضع انبساطي مما يقلل أيضا من فرص التبول اللاإرادي، حيث إن التبول اللاإرادي كثيرا ما يرتبط بما يسمى بالمثانة العصبية لدى بعض الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات