هل حالات الوسواس تحتاج إلى مضاد ذهان بجانب مضاد الاكتئاب؟

0 493

السؤال

السلام عليكم.

السيد الدكتور: محمد عبد العليم تحية طيبة، وبعد:

أرجو من سيادتكم أن توضح لي ما يلي:
أولا: هل هناك حالات من الوسواس تحتاج إلى مضاد ذهان بجانب مضاد الاكتئاب؟ أي أن الدوبامين يؤثر في إحداث المرض؟ أم أنه في كل الحالات يمكن الاستغناء عن مضاد الذهان؟ لأني استخدمت الريسبردون بجانب الفلوتين، صحيح أنه يساعد كثيرا، لكنه يسبب خمولا وكسلا، والكثير من القلق، فأردت أن أعرف هل يمكن الاستغناء عنه بالفلوتين فقط، حتى ولو كانت الحالة شديدة؟ أم لابد منه؟

ثانيا: السبرالكس دواء ممتاز، وأنا جربته في علاج القلق، وكذلك الاستيكان كمنتج تجاري منه، ولكن حالتي المادية لا تسمح بشراء الاستيكان، فهل هناك منتج من الاسيتالوبرام رخيص الثمن حتى أتمكن من شرائه أم لا؟ وإن كان كذلك فما رأي سيادتكم في عشبة المليسا؟ هل تعتبر بديلا جيدا للسبرالكس أم أنها شيء آخر؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحين نقول إن مضادات الاكتئاب أو القلق أو الوساوس تعمل من خلال السيروتونين، هذا لا يعني أنها محصورة فقط في عملها على هذه المادة، فهنالك أدوية تعمل على الدوبامين، مثلا عقار (ولبيوترين) وكذلك حتى (الزيروكسات) يعرف عنه أنه يؤثر بعض الشيء على الدوبامين.

الوساوس القهرية يعتقد أن السيروتونين هو الموصل العصبي الرئيسي الذي يتأثر، لكن هذا لا ينفي أبدا أن مسارات عصبية أخرى قد تلعب دورا في إحداث الوسوسة، لذا وجد أن إضافة جرعة بسيطة من مضادات الذهان لمضادات الوساوس ستكون لها نتائج رائعة جدا في بعض حالات الوساوس، التي ربما تكون مستعصية بعض الشيء، وهذا كله نتج من أبحاث وملاحظات علمية.

فإذن الوساوس المطبقة أعتقد أن العلاج الدوائي لها لابد أن يشمل جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان، وأنا أركز على جرعة صغيرة؛ لأنها ليست الجرعة التي تعالج الأمراض الذهانية، مثلا الرزبريادون في حالة علاج الوساوس يضاف بجرعة واحد إلى اثنين مليجرام، علما بأن الجرعة التي تعالج الذهان هي أربعة مليجرام على الأقل، فالأمر كله قائم على ملاحظات علمية وبحثية -كما ذكرت لك- والموصلات العصبية لم تتضح الرؤيا كاملة بالنسبة لدورها في إحداث الحالات النفسية وكذلك الذهانية.

بالنسبة للتكاسل الذي تحس به من الرزبريادون، أتفق معك أنه في بعض الحالات قد يؤدي إلى شيء من الخمول، لكن تناوله بجرعة واحد مليجرام ليلا وفي وقت مبكر ربما يقضي على هذا الشعور بالكسل، أما إذا كان هو السبب في القلق ففي هذه الحالة قطعا الدواء يصبح غير مفيد.

هنالك بديل ممتاز جدا للرزبرياون، وهو موجود في مصر، ويسمى بإبليفاي أو إرببرازول، هذا دواء جيد جدا، يمكن أن يضاف بجرعة خمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– كبديل للرزبريادون، ويتم استعماله مع الفلوتين، لكن يعاب عليه أنه مكلف بعض الشيء، لذا أنا أقول لبعض الإخوة: يمكن تناول عقار قديم يعرف باسم (استلازين) واسمه العلمي (ترايفلوبرزين) يمكن إضافته بجرعة واحد مليجرام يوميا مع الفلوتين.

الخيارات كثيرة جدا وكلها طيبة إن شاء الله، وحتى إن تناولت الفلوتين لوحده أعتقد أن النتائج أيضا سوف تكون جيدة، ويجب أن لا تنسى اتباع الإرشادات السلوكية الخاصة بعلاج الوساوس.

بالنسبة للسبرالكس: أتفق معك أنه دواء ممتاز، ويعاب عليه أنه مكلف، لكن -الحمد لله تعالى- في الآونة الأخيرة بدأت شركات أدوية كثيرة غير الشركة الأم تنتج هذا الدواء، فيمكن أن تسأل الصيادلة في مصر، وهم أكثر إدراكا ومعرفة بالمنتجات التجارية التي تكوينها في الأساس يرجع للإستالوبرام أو ستالوبرام، وكل الأدوية المصرح بها الآن نستطيع أن نقول أنها جيدة، وهنالك منتجات هندية ممتازة جدا، لكن لا أعرف إن كانت موجودة في مصر أم لا، فهي فعالة وكذلك رخيصة الثمن.

بالنسبة لعشبة المليسا: إن كنت تقصد بها ما يسمى بـ (صفامود) في مصر، والمسمى الشائع الآخر هو (عشبة القديس يوحنا) أو (عشبة عصبة القلب) فهذه لها فوائد في علاج القلق والاكتئاب البسيط، لأنها أيضا ذات فعالية إيجابية في تنظيم إفراز مادة السيروتونين، لكن قطعا لا ترقى أبدا لمستوى الأدوية التي تم تصنيعها كيميائيا مثل السبرالكس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات