أعاني من أعصاب المعدة كلما خفت أو قلقت، ولم تنفعني الأدوية النفسية كثيراً

0 566

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 36 سنة، من تونس، متزوج، ولكني أعاني منذ سنة 2003 من الأعصاب في المعدة، ولم أعرض نفسي على أخصائي نفساني إلا في سنة 2008، ومنذ ذلك الوقت أتناول الأدوية التالية:

- dogmatil 50 mg
- lysanxia 10 mg

كانت عندي في البداية عصبية نفسية، ثم أصبحت أعاني من الخوف في المواقف مع القلق، وأحس بالمرض يبدأ من المعدة برهبة شديدة، ثم تسيطر الأمور النفسية من ارتباك في التصرفات والرعشة والقلق، والرغبة في مغادرة المكان الذي حصل فيه الموقف، أرجو أن تفيدوني بأدوية أخرى أنجع من التي أتناولها، لأن الطبيب النفسي جرب معي كل الأدوية الاكتئابية ولم ينجح؛ لأنها في كل مرة تعطي مفعولات غير مرغوب فيها، فانصحني جزاك الله خيرا، والسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد يكون من الأفضل أن تعرض نفسك على أخصائي نفسي، وأنا أعرف أن تونس الخضراء بها الكثير من الأخصائيين المتميزين، هذا أفضل؛ لأن الفحص المباشر والمناظرة الطبية دائما أفضل للإنسان للتأكيد على التشخيص ووضع البرامج والآليات العلاجية، ثم بعد ذلك المتابعة .. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: إذا كان أمر الذهاب إلى الطبيب صعبا بالنسبة لك فأنا من جانبي أقول لك: أرجو أن تعتمد على الآليات السلوكية قبل الأدوية، والآليات السلوكية تتمثل في التفكير الإيجابي، ممارسة الرياضة، إدارة الوقت بصورة صحيحة، وأن تصرف انتباهك نحو ما هو مفيد، فالأعراض النفسية -خاصة ذات الطابع النفسوجسدي وكذلك المخاوف- تأتي للإنسان وتتصيده من خلال الفراغ وعدم الاستفادة من الوقت بصورة صحيحة والتوقف عن التواصل الاجتماعي.

كما أن الرياضة مفيدة جدا للإنسان من الناحية النفسية والجسدية والسلوكية والفكرية، والرياضة الجماعية هي وسيلة ممتازة جدا للتفاعل الاجتماعي الإيجابي.

هنالك أنشطة كثيرة أخرى أيضا وجد أنها مفيدة، مثلا: الانخراط في الأعمال التطوعية والخيرية والثقافية والدعوية، والحرص على صلاة الجماعة، وحضور حلقات التلاوة، وزيارة الأرحام، وبر الوالدين... هذه كلها متنفسات نفسية عظيمة تفيد الإنسان في دنياه وآخرته.

هذه المناهج جيدة، فأرجو أن تثابر عليها، وعليك أن تبحث أيضا عن عمل، العمل مهم جدا، التأهيل الحقيقي للإنسان هو في العمل، ويوجد الآن علم كبير جدا في علوم النفس والسلوك يسمى العلاج بالعمل، نحن نحرص كثيرا في المستشفيات أن يأخذ هذا النوع من العلاج حيزا أساسيا في البرامج العلاجية لكثير من الذين يأتون إلينا طلبا للمساعدة الطبية، فأرجو أن تحرص على هذا – أي العمل -.

العلاج الدوائي: أعتقد أن الأدوية من المهم جدا الالتزام بجرعتها، والأدوية كلها قريبة ومتشابهة، وإذا أردت أن تستبدل هذه الأدوية، فـ (dogmatil الدوجماتيل) يمكن استبداله بعقار فلوناكسول، والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) والجرعة هي نصف مليجرام صباحا ومساء، تناولها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين إلى ثلاثة، ثم توقف عن تناوله.

أما الدواء الآخر وهو (lysanxia) فهذا يمكن أن يستبدل بعقار يعرف علميا باسم (سيرترالين) ويعرف تجاريا باسم (زولفت) أو (لسترال) وربما يكون تحت مسمى تجاري آخر في تونس، فيمكن أن تسأل عنه تحت مسماه العلمي، وجرعته هي أن تبدأ بخمسين مليجراما يوميا، تتناولها بعد الأكل ليلا، وبعد شهر اجعلها حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل حبة صباحا وأخرى مساء، استمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة مساء، تناولها لمدة تسعة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

كما ذكرت لك مقابلة الطبيب النفسي قد تكون أفيد مما ذكرناه لك، وأسأل الله أن ينفعك بما ورد في هذه الاستشارة، وأن تكون -إن شاء الله تعالى- معافى تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات