إذا تذكرت حلمًا مخيفًا أو منظرًا مرعبًا فإن صورته لا تفارقني.

0 498

السؤال

أنا فتاة في السادسة عشرة من العمر، ولكني أخاف خوفا غير طبيعي من كل شيء، فإذا ذكر أحد أمامي فيلما مرعبا أو حلما مخيفا، أو رأيت صورة تخيفني، تظل أمام عيني لا تفارقني وتحرمني النوم، فقد رأيت مرة منظرا لشهيد من شهداء الثورة، وإلى الآن والمنظر أمام عيني لم تمحه الأيام، وأظل أفكر في الشيء الذي أخافه، وأزيد عليه أشياء تخيفني أكثر، وعندما يكون هناك شيء يخيفني أتذكر كل ما كنت أخاف منه.

لا أنام وحدي في الظلام، وإذا نام أحد بجانبي وأنا خائفة، أخاف من هذا الشخص وأحس أنه سيتحول إلى الشيء الذي أخافه، لا أعرف لماذا؟ علما بأني متدينة، أرجوكم انصحوني، فأنا لا أنام، والمشكلة أني لا أحلم بها، بل لا أنام ما دامت أمام عيني، أنا حقا خائفة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه المخاوف التي تعانين منها ناتجة من قلق وسواسي، ويظهر أنك قد تعرضت لبعض التجارب السلبية مثل التخويف من جانب الأهل مثلا، وأنت ذكرت وبوضوح شديد أنك تخافين حتى إذا تكلم أحد عن فلم مرعب أو حلم، وهذا ناتج من الخبرات السابقة، والعلاج يتمثل في الآتي:

أولا: أن تحقري فكرة الخوف، وأن تعرفي أنك في كنف الله، وفي حفظه، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.

ثانيا: أعطي نفسك ثقة أكثر بأن تتفاعلي مع زميلاتك في الدراسة، وأن تعزلي نفسك في المنزل في غرفة بعيدة عن الوالدين مثلا لمدة ساعة على الأقل، وتخيلي أنك جالسة في هذه الغرفة لوحدك، وقد أغلق الباب فجأة، وظهر شخص غريب في المنزل، أو شيء من هذا القبيل، الهدف هو أن تعرضي نفسك لمواقف يكون فيها نوع من الرعب، وذلك من خلال عرض فكري، وليس عرضا فعليا، وهذا يقلل كثيرا من المخاوف.

من المهم أيضا أن تتدربي على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، فهي تزيل القلق والتوتر.

أحد العلاجات المهمة هو أن تقارني بينك وبين الآخرين، الناس تنام لوحدها، الناس تذهب إلى أماكن بعيدة دون أي نوع من الخوف والرعب، فلماذا أنت؟ يجب أن تسألي نفسك، أنت لست بأقل من أي شخص.

كوني حريصة على الأذكار (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) هل تتصورين أن هذا الشخص يمكن أن يخاف؟ لا لا يمكن أن يخاف، لأنه وضع لأنه حصن نفسه تحصينا كاملا، نحن لدينا في شرعنا الإسلامي أذكار عظيمة، لكننا نقرأها بصورة سطحية أو لا نتفهمها، فأرجو أن تستدركي مثل هذه الأذكار بعمق.

أنصحك أيضا بأن تنخرطي في الأنشطة الطلابية، أنا متأكد أن هناك نوعا من الأنشطة الطلابية في مكان الدراسة في مدرستك، هناك جمعيات ثقافية وجمعيات تطوعية، هذا يقوي من عزيمتك ويعطيك الدافعية والقوة بألا تخافي، وكثير من الناس استطاعوا أن يبنوا شخصياتهم ويقووها من خلال العمل التطوعي والخيري والمجتمعي.

لا أعتقد أبدا أنك في حاجة إلى أي علاج دوائي، طبقي ما ذكرته لك، واصرفي هذا الخوف من خلال المزيد من الثقة في النفس، وأنك في حفظ الله وفي حرزه.

ما ذكرته حول رؤية منظر شهيد من شهداء الثورة: يجب أن تنظري إلى مثل هذه المواقف بمفهوم مختلف تماما، هذا شهيد، ودرجة الشهيد يتمناها كل مؤمن مخلص، وهو في حرز الله وفي جنة الخلد.

إذن الأمر كله يرتبط بتغيير المفاهيم، والتفكير بصورة مخالفة تماما من نمط التفكير الذي يسيطر عليك الآن، فكوني حريصة على تطبيق ما ذكرناه لك، وأنا متأكد أنه سيفيدك، وإذا لم تحصل لك الفائدة المرجوة فيمكن أن نفكر في أن نعطيك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وإن كنت لا أفضل ذلك.

أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات