ما الفرق بين القلق الاكتئابي، والقلق النفسي المصحوب بالاكتئاب العابر؟

0 671

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فشكرا جزيلا لكل كادر islamweb، وخصوصا الدكتور الفذ محمد عبد العليم.

أرجو أن تسمحوا لي بأن أطرح التالي:

ما هو الفرق بين القلق الاكتئابي، والقلق النفسي المصحوب بالاكتئاب العابر ( أنا أقصد من حيث التشخيص )؟

هل أعراض القلق النفسي المختلفة المصحوبة بأعراض مثل عدم الراحة والتوتر والضيق، أو الضجر من عمل بعض الإعمال مع شيء من عدم القدرة أو قلة الدافعية لإنجاز بعض الأعمال، وهذا الشعور - شعور الأعراض المرافقة للقلق - متقطع ويختفي مثلا عند الاطمئنان على أن الوضع الصحي ليس خطيرا، ولكن يعود مع نوم هادئ بدون أرق وشهية معتدلة، وعدم وجود حزن كما أن أعراض القلق هي الغالبة.

علما بأن كل هذه الأعراض تزول بزوال أعراض القلق التي هي أيضا تستمر لمدة 5 - 7 أشهر، ثم تغيب لمدة سنة أو سنة ونصف، ولكن تعود وهكذا.

هل هذا كله يشخض على أنه قلق اكتئابي، أم قلق نفسي مصحوب باكتئاب عابر؟ وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك على ثقتك بالموقع ومستشاريه، ونسأل الله تعالى أن يعيننا على إفادتكم وبذل النصح لكم.

المقصود بالقلق الاكتئابي هو أن كفتي القلق والاكتئاب متساويتان ويحدثان في نفس الوقت ولنفس المدة، ويعاني منها الشخص معاناة واضحة من حيث وجود الأعراض القلقية وكذلك الأعراض الاكتئابية.

إذن هنالك معايير كمية، ومعايير كيفية للتشخيص، أما القلق النفسي المصحوب بالاكتئاب، فيكون الجوهر والأصل في العلة هو القلق النفسي المتواصل، وهذا القلق تصحبه أعراض اكتئابية قد تكون متقطعة في الغالب أو مستمرة، وإذا كان الاكتئاب اكتئابا مستمرا لا يصل إلى مستوى القلق.

إذن هنالك اختلاف من حيث الكم والكيف مقارنة بالقلق الاكتئابي، ويوجد الكثير من التداخل، ففي بعض الأحيان يصعب تماما أن تفرق بين الاثنين، كما أن الكثير من المختصين يرون أن القلق الاكتئابي غالبا ما يكون عابرا، ومرتبطا بظروف مثل عدم القدرة على التكيف وعدم القدرة على مواجهات ضغوطات الحياة، وشيء من هذا القبيل.

شيء آخر: وهو أن القلق النفسي المصحوب بالاكتئاب تكون شخصية الإنسان لديها جوانب قلقية أكثر، بمعنى أن أحد صفات أو سجايا الشخصية هي وجود القلق كنواة أساسية في بناء الشخصية.

يعتقد الآن أن العلاج واحد تقريبا للاثنين، لأن مضادات الاكتئاب هي مضادات للقلق في نفس الوقت، لكن ليس العكس صحيحا.

أنا أعتقد أن الذي وصفته هو قلق نفسي أكثر من أي شيء آخر، ونوبات الاكتئاب التي تصاحبك هي نوبات عابرة جدا وخفيفة وبسيطة، فالجوهر والأصل هو القلق، والبعض قد يسمي هذا قلقا نفسيا فقط، والبعض قد يسميه قلقا نفسيا مصحوبا باكتئاب عابر.

هذه هي الفوارق تقريبا، وإن كان هنالك كثير من التداخل كما ذكرت لك، ومنهجية العلاج تقريبا متشابهة جدا، فالعلاج رزمة تتكون من:

أولا: أن يتفهم الإنسان حالته.

ثانيا: أن يحاول أن يزيل الأسباب إن كان ذلك ممكنا.

ثالثا: تغيير نمط الحياة مهم جدا.

رابعا: الأساليب السلوكية من حيث تأكيد الذات وتغيير نمط الحياة والاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، وتطوير المهارات الاجتماعية، وممارسة الرياضة، وتطبيق تمارين الاسترخاء، والتفكير الإيجابي... هذه كلها مناهج علاجية ممتازة جدا، أضف إلى ذلك بالطبع العلاج الدوائي.

الشيء المهم هو أن كثيرا من الأطباء يرون أن الجرعة العلاجية والجرعة الوقائية تكون واحدة في حالة القلق الاكتئابي، وأصلا الجرعة التي تستعمل في القلق الاكتئابي هي أقل من الجرعة التي تستعمل في الاكتئاب النفسي لوحده مثلا.

على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يعاني من القلق الاكتئابي أو قلق نفسي مصحوبا بالاكتئاب العابر، فأعتقد أن عقارا مثل زيروكسات (باروكستين) بجرعة نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام، ثم حبة كاملة مثلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك نصف حبة لمدة أسبوع، ثم يتم التوقف عن العلاج.

الأدوية الأخرى كثيرة جدا، فإذا كان القلق هو المهيمن أكثر فهنا يعطى دواء مثل فلوبنتكسول (فلوناكسول) وهو دواء بسيط جدا حتى يمكن استعماله عند اللزوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات