كيف أحقق النجاح والتفوق في الدراسة؟

0 366

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أن كنت فتى صغيرا في الـ 13 أو الـ 14 من عمري لاحظت أنني أعاني من ضعف في القدرة على التعلم، وأعتقد أن مرد ذلك هو: الضعف الشديد الغير الطبيعي في ذاكرتي، والبطء في معالجة المعلومات أي فهمها ثم ربطها بالمعلومات الأخرى.

والآن وأنا في عمر الـ 28 ألاحظ أن المشكلة تفاقمت بشكل كبير جدا، فأنا غير قادر على الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة التي أتعلمها، وغير قادر على استرجاع المعلومات القديمة التي تعلمتها خلال سنوات دراستي السابقة، بإمكانكم أن تقولوا إني لا أتذكر سوى 1 % منها أو أقل! بالإضافة إلى ذلك فإن قدرتي على التركيز والفهم أصبحت ضعيفة جدا لدرجة أني أحتاج إلى عدة ساعات لفهم فقرة ما، في صلب مجال تخصصي، وهذا يؤثر سلبا بشكل كبير على تحصيلي الدراسي.

علما أني غير مدخن، لا أمارس الرياضة، نظام التغذية جيد، لا أتناول اللحوم الحمراء، لا أشرب المنبهات، مثل القهوة، إلا نادرا، لدي حالة اكتئاب مزمن، أعيش في حالة ضغط نفسي شديد، مستوى TSH ضمن المجال الطبيعي، لم أتعرض لأي رض على الرأس، ولم أجر أية عملية جراحية للدماغ -ولله الحمد- لا أتناول أي نوع من الأدوية.

أرجو منكم الإفادة بشكل تفصيلي إن كان ذلك ممكنا.

وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنت ما دمت طالب دراسات عليا فلا شك أن ما استوعبته في الماضي كان ناتجا من جهدك ومقدراتك المعرفية، فإذا أخذنا الأمر من جوهره فلا أعتقد أنه لديك سبب ثابت يمنعك من التركيز والاستيعاب، الأمر كله ربما يتعلق بالاكتئاب النفسي الذي ذكرته، فالاكتئاب يضعف من تركيز الإنسان، بل يقلل من رغبته في التركيز، وقد يؤدي إلى تشتت ذهني واضح.

في بعض الأحيان الإنسان أيضا قد يقلل من مقدراته ويكون تحصيله جيدا، ولكن نسبة لتطلعه للإجادة التامة لكل شيء تظهر لديه بعض العلل الوسواسية التي تجعله دائما محبطا ودائما يحس بأنه ضعيف التركيز والإدراك.

الذي أراه هو: أولا أن تعالج موضوع الاكتئاب، أنت ذكرت أنه لديك اكتئاب مزمن، وهذا يتطلب مقابلة الطبيب النفسي، والآن توجد أدوية فعالة جدا لعلاج الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي قد لا يكون حادا لكن قد يكون مطبقا.
هذا الإطباق يحاصر الإنسان في معنوياته ومزاجه، ويقلل من دافعيته، وكذلك تركيزه، فأنا أقترح حقيقة أن تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وتتناوله بجرعة صحيحة، ولمدة طويلة، ولا شك أنه سوف يساعدك كثيرا.

ثانيا: لا تراقب أداءك وتركيزك كثيرا، فالإنسان حين يراقب أداءه ويدقق كل صغيرة وكبيرة، ويصبح مسلطا على نفسه نوعا من (التلسكوب) كما يقولون هذا لا شك أنه ليس أمرا جيدا.

ثالثا: تنظيم الوقت مهم جدا، وفي حالتك أعتقد أنه من الضروري أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، لأن الراحة تجدد الطاقات، النوم الجميل يؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ واستقرارها، ولابد أن تمارس الرياضة، الرياضة مفيدة جدا لتحسين التركيز، وهي تعمل من خلال منظومة كيميائية وفسيولوجية متكاملة.

من الجميل أن نظام التغذية لديك متوازن ومنضبط، وهذا جيد، لا مانع من أن تتناول فنجانا واحدا من القهوة في اليوم، فالكافيين بكميات معقولة وبسيطة يحسن التركيز.

يجب أن تستكشف أي الحواس لديك أقوى في الاستيعاب، فبعض الناس ذاكرتهم السمعية ممتازة جدا، والبعض الآخر ذاكرته البصرية، وهكذا، فأنت يجب أن تستكشف أيهما أفضل، إذا كانت الذاكرة السمعية أكثر قوة فحاول أن تقرأ المواضيع التي تزيد الاطلاع عليها ثم تسمعها من مصدر سماعي، وهكذا بالنسبة للذاكرة البصرية.

حاول أيضا أن تقرأ مواضيع قصيرة وتكررها أكثر من مرة، ثم تحاول أن تستذكرها، وقراءة القرآن الكريم بتمعن وبتدبر لا شك أنها تقوي من التركيز {واذكر ربك إذا نسيت}.

هناك أمر مهم جدا، وهي أن تتأمل في الهدف الذي تريد أن تصل إليه، وهدفك واضح جدا، وهو أن تصل إلى مبتغاك وأن تتحصل على الدرجات العليا التي تسعى لها، والهدف نفسه محرك لطاقات الاستذكار والتركيز، فتحين هذا الأمر.

من المهم جدا أن تتخير الأوقات التي يكون فيها استيعاب الإنسان جيدا، مثلا الدراسة بعد صلاة الفجر مفيدة جدا لكثير من الناس، لأن الدماغ يكون في حالة استرخاء والخلايا الدماغية تكون في حالة تواصل ممتاز، وهذا لا شك أنه يحسن التركيز.

توجد بعض المركبات الدوائية السليمة جدا مثل مركب (أومجا ثري) هذا معروف جدا، ولا يحتاج لوصفة طبية، وكثير من الناس يقول إنه استفاد منه في تجديد طاقاته النفسية، وكذلك الجسدية وتحسين التركيز، فلا مانع أن تتناوله، لكن لا تنسى نصيحتي بمقابلة الطبيب النفسي من أجل وضع برامج حقيقية علاجية للاكتئاب، وكذلك تناول الدواء المطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات