عندي أعراض الخوف والهلع وضيق في التنفس، ما العلاج؟

0 1128

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ عشر سنوات عانيت من ضغوط نفسية حياتية، وظهرت عندي أعراض الخوف والهلع، وكنت أشعر بضيق في التنفس والخوف من الموت، وخفقان سريع في القلب، وكنت أذهب على الفور للطوارئ، وبعد فحوصات المستشفى تكون النتيجة طبيعية ولا يوجد شيء.

أذكر أني ذهبت للمستشفيات وأقسام الطوارئ أكثر من عشر مرات خلال ثلاثة أشهر، والنتيجة إيجابية، وكنت أعمل (شوفير شاحنة) مما جعلني أترك (السواقة) لخوفي من حصول هذه الحالة، وأنا أسوق لأني كنت أفقد السيطرة عند حدوثها لي، وقد بدأت هذه الحالة بعد حصول طلاق بيني وبين زوجتي.


راجعت طبيب أعصاب ووصف لي علاج الزولوف خمسة وعشرين ملغم لمدة أسبوع، وخمسين ملغم لمدة شهر، وبعدها يرفع الجرعة مرة أخيرة، ولكني لم ألتزم بالعلاج، خاصة عند استعماله وعند النوم كانت تتسارع دقات قلبي لدرجة أني كنت أسمعها ورأسي على وسادة، وأوقفت العلاج بعد أسبوعين عندما بحثت في النت عن تركيبة العلاج وأعراضه الجانبية، أخافتني بزيادة والله عز وجل أكرمني برجوع حياتي الطبيعية سنتين، ولكن دون الرجوع لعملي لسواقة الشاحنات، وأصبحت أسوق (تاكسي)، وبعد السنتين كنت أسوق على الطريق السريع وحدثت معي ثانية لدرجة أني أوقفت السيارة بطريقة سريعة وقفزت خارجها، وخفت من الرجوع لداخلها ومنذ تلك الحادثة أصابني رهاب من السواقة على الطريق السريع، وقد هجرت مهنة السواقة، ولم أستطع أن أسوق لمدة شهرين، وكنت أخاف الصعود في السيارة.

قد راجعت الطبيب وأعطاني علاج (ال بروزولام) نصف ملغم، وله اسم ثاني (زاناكس) واستعملته عند اللزوم ولكنه يسبب الإدمان، وعندما علمت تركته، وقد تغيرت حياتي كليا، غيرت عملي ودخلي صار قليلا، وتفكير وقلق كلها أثرت في حياتي بشكل سلبي وقاس، بعدها عملت بمحطة بنزين ومنذ أسبوع طردت من العمل لأني كنت أعصب من أي شيء لا يعجبني، ولا أتمالك نفسي وأصبحت عدوانيا.

عندما أي شخص يزعجني أشعر برجفة وتوتر عصبي، يبتدئ في بطني وأشعر بغضب شديد ويجب أن أدخل بعراك أو أشعر بألم وتوتر شديد في المعدة.

هذا مع العلم أني أعاني من مرض الارتداد الحامض في المريء منذ عشر سنوات بسبب فتق بالحجاب الحاجز، وأخذ علاجا لذلك وقد أجريت تشخيصا بالمنظار للمعدة، والقولون وكل شيء طبيعي، والأمر الآخر بعد فقدان عملي بمحطة البنزين بعد يومين أصبحت أفكر وأقلق ماذا وكيف أجد عملا يناسب حالتي المرضية؟ وكنت أصلي شعرت بأن ثقلا شديدا على أكتافي وضربات قلبي قد توقفت، وجلست على الأرض، وشعرت أني فقدت عقلي وسوف أموت.

خاصة بعد أن استعملت جهاز الضغط ووجدت ضغطي مرتفعا لدرجة كبيرة 95/200 وكلما أقف للصلاة أقوم بتحسس صدري من جهة القلب لأني أشعر بوخزات باردة على منطقة الحلمة، وفي منطقة الطوق حول العنق من الجهة الشمال وأستعمل حاليا علاج الزاناكس.

أرجوكم أرشدوني ما العمل؟ خاصة عندما أوقف الزاناكس يرتفع ضغطي وتزيد حالة الهلع والخوف، والأعراض الحالية نقصان الوزن، لا أحب النوم في الليل والتعب والقلق تفقد الأبواب، إذا كانت مغلقة ثلاث أو أربع مرات متتالية، ونسيان الأحداث التي وقعت من وقت قريب، وعدم القدرة على التركيز والسرحان علما أن عمري هو خمسون عاما.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد العنقري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بتدارسي لحالتك فإن النوبات التي انتابتك في بداية الأمر هي حالة قلقية حادة، تسمى بنوبات الفزع أو الهرع، وهي منتشرة ومخيفة لصاحبها جدا لكنها ليست خطيرة.

بعد أن توقفت هذه النوبات بدأ يظهر لديك المخاوف والوساوس البسيطة، وهذه نتج عنها أيضا ما نسميه بالاكتئاب الثانوي من الدرجة البسيطة.

من الأشياء الإيجابية لديك أنك تحاول دائما أن تكون في ساحة العمل، والعمل بالطبع هو الوسيلة التأهيلية والأساسية للإنسان، فلا توقف أبدا محاولاتك في أن تجد عملا يناسبك.

الشعور بالقلق وسرعة الإثارة والانفعال في مثل عمرك كثيرا ما تكون مرتبطة بدرجة من الاكتئاب النفسي، وهذا يسمى بالاكتئاب المقنع، والقلق النفسي كثيرا ما يتطور بعد عمر الأربعين لتكون هنالك جزئية اكتئابية رئيسية.

الذي أنصحك به أخي الكريم هو أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا إذا كان ذلك ممكنا، أما إذا كان ذلك ليس ممكنا فلابد من أن تتناول دواء مضادا للنوبات الهرع والخوف والاكتئاب في نفس الوقت، ولا شك أن عقار سبرالكس – والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام) – هو الأفضل، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بعشرة مليجرام، تتناولها يوميا ليلا بعد الأكل لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة – أي خمسة مليجرام – ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول السبرالكس، وهو من الأدوية الفاعلة والممتازة والمفيدة جدا.

السبرالكس يمكنك أن تدعمه بدواء آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول)، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) وهو دواء مضاد للقلق مهدأ للنفس، وله أثر تدعيمه على فعالية السبرالكس، جرعة الفلوناكسول المطلوبة هي نصف مليجرام، تتناولها يوميا صباحا لمدة أسبوع، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، لكن يجب أن تستمر على السبرالكس بنفس الصورة والكيفية التي ذكرناها لك.

حاول أن تعبر عما بداخلك، فإن السكوت والصمت والاحتقان الداخلي هذا يؤدي إلى انفعالات سلبية، لكن الإنسان إذا عبر عن نفسه أولا بأول وفي حدود الذوق والأدب الاجتماعي هنا يحس الإنسان براحة كبيرة جدا.

لا شك أن الزاناكس دواء مريح جدا لعلاج القلق والتوترات، ولكنه بالطبع قد يؤدي إلى الإدمان، فأنا أنصحك أن تحد من استعماله ثم تتوقف عنه نهائيا.

لا شك أن السبرالكس ومع الفلوبنتكسول ستكون أدوية تعويضية ممتازة جدا لأنها تعالج الحالة ذاتها، تعالج المرض وليس الأعراض فقط كما يحدث مع الزاناكس.

رياضة المشي مهمة جدا في مثل حالتك، وكذلك تطبيق تمارين الاسترخاء (2136015)، فهي تزيل القلق والتوتر.

لا بد أن تغير من نمط حياتك، تكون فعالا، تكون متحليا بروح الجماعة، وفي ذات الوقت يجب أن تتغافل وتتجاهل السلبيات، وأنت لديك الحمد لله تعالى إيجابيات كثيرة جدا في حياتك.

القدرة على عدم التركيز والسرحان هي ناتجة من القلق الاكتئابي الذي تعاني منه، وإن شاء الله تعالى بتطبيق العلاجات السلوكية وتناول الدواء الموصوف سوف تحس أن الأمور قد تحسنت جدا، كما أنه ثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن قراءة القرآن بتدبر تحسن من تركيز الإنسان، فكن حريصا على ذلك.

لا بد أيضا أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، فالراحة مهمة ومطلوبة في حياة الإنسان.

ضغط الدم أريدك حقيقة أن تراقبه، ففي مثل عمرك عشرون بالمائة من الناس يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، فإذا النسبة عالية جدا، وكثير من الإخوة والأخوات يعتقدون أن الانفعال هو الذي يزيد ويرفع من ضغط الدم.

هذا القول حوله شيء من التحفظ، وأنا من وجهة نظري أن كل من يرتفع ضغطه حتى وإن كان ذلك ناتجا من الغضب أو الانفعال فلابد أن يراقب نفسه، لأنه ربما يكون قابلا لأن يكون لديه ارتفاع في الضغط من النوع الطبيعي، ولابد أيضا أن تتم فحوصات عامة للتأكد من نسبة الدم ووظائف الكلى ووظائف الكبد ونسبة الدهنيات خاصة الكولسترول والدهنيات الثلاثية، ووظائف الغدة الدرقية.

لا تهمل هذا الجانب، وأنا على ثقة تامة أنك إن شاء الله بتطبيقك للإرشادات التي ذكرناها لك سوف تتحسن حالتك بصورة ملحوظة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات