كيف أتخلص من الوساوس والهم فترة الامتحانات؟

0 442

السؤال

السلام عليكم

أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع

مشكلتي طويلة, ولكن سأختصر, كنت من المتفوقين منذ صغري في دراستي, ثم دخلت الطب, وكنت من الأوائل على دفعتي, ثم بدأت مأساتي مع الوسواس القهري, وصديقاتي هن اللاتي يقللن من عزيمتي, فحصلت على تقدير جيد جدا في السنة الثالثة, فاكتأبت لأنها أول مرة, ثم عزمت على التفوق في السنة الرابعة, فحدثت الثورة في بلادنا فضاعت السنة الدراسية علينا كلنا, وأثرت هذه السنة علي, فقد تركت صديقاتي وبدأت أكون صداقات في دارسي الطب في النت.

جاء موعد الامتحان وهو هذا الشهر, وبدأت أشعر بصداع, ودوخة, وتعب لأقل مجهود, ولم أستطع ترك الإنترنت, وأتضايق من زميلاتي اللاتي يراقبنني في كل كبيرة أو صغيرة أدرسها, ويسألنني حتى متى أستيقظ, ومتى أنام ظنا منهم أني مازلت تلك المتفوقة, أنا الآن محبطة, ومتوترة, ويزداد توتري كلما تذكرت الامتحانات الشفوية والعملية, وأعاني من رعشة واضحة في يدي, عند أبسط توتر لا أستطيع السيطرة عليها, هذا يخيفني من امتحانات العملي.

أرجو مساعدتي وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الحي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن المكون الرئيسي للوساوس القهرية هو القلق، والوساوس القهرية أيضا قد تؤدي إلى نوع من الشعور بالإحباط، وهذا الشعور بالإحباط يظهر في شكل تدهور في المقدرات والأداء فيما يخص الأنشطة الحياتية بصفة عامة، خاصة فيما يتعلق بالدراسة.

إذن الحالة الوسواسية أدخلتك في شيء من الكدر وعسر المزاج، وهذا نتج عنه ما تعانين منه الآن، وأنا من وجهة نظري أن الحالة حالة بسيطة جدا، من الضروري جدا أن تفهمي أنك صاحبة مقدرات، وأن تدفعي نفسك دفعا نحو الأداء المتميز.

يجب ألا تنقادي بمشاعرك، اتركي المشاعر جانبا، وضعي جداول يومية تديري من خلالها أنشطتك، فيما يخص الدراسة، فيما يخص الراحة، فيما يخص ممارسة الرياضة، المشاركة في الأعمال المنزلية، الترفيه عن النفس بما هو متاح ومباح، وهكذا.

إذن يفرض الإنسان على نفسه طريقة يؤدي بها أنشطة حياتية مختلفة, هي الوسيلة التي من خلالها يغير مشاعره السلبية لتصبح إيجابية، والشعور حين يكون إيجابيا يعطي الشعور بالرضى، والشعور بالرضى يؤدي أيضا إلى المزيد من التحسن.

هذا هو المنهج السلوكي الصحيح والذي ننصحك باتباعه.

أمر آخر: يجب ألا تشغلي نفسك وتكوني حساسة وتتضايقي مما يصدر من زميلاتك, أنا لا أريدك أبدا أن تتصيدي تصرفاتهن خاصة حيالك, لابد أن يكون هنالك شيء من الأريحية والتسامح وحسن التأويل وحسن الظن, هذا مهم وضروري جدا, لا تتركي القلق والوساوس والتفكير السلبي يسيطر عليك أبدا.

أنا أعتقد أنك أيضا في حاجة لعلاج دوائي، وإذا تمكنت من الذهاب إلى عيادة نفسية ومقابلة طبيب فهذا سوف يكون أمرا جيدا، أما إذا لم تتمكني فهنالك دواء ممتاز وفعال يعرف تجاريا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين), أعتقد أنه سوف يساعدك جدا في التحكم في القلق والوساوس والمخاوف وعسر المزاج.

جرعة الفلوكستين المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراما، يتم تناولها بعد الأكل، هذه الجرعة تستمري عليها كجرعة تمهيدية لمدة شهر، بعد ذلك ابدئي الجرعة العلاجية وهي كبسولتان في اليوم، تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى الجرعة الوقائية وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

يتميز البروزاك بسلامته, وأنه لا يسبب الإدمان، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسائية.

إذن أمامك دواء ممتاز لتتناوليه، وسبل النجاح للعلاج الدوائي هي الالتزام التام بتناول الجرعة، وعليك أيضا بالتطبيقات السلوكية التي ذكرناها، ولابد أن يكون لديك الوازع الداخلي القوي، وأنت تعلمين أيتها الفاضلة الكريمة أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. هذا يجب أن يكون هو دافعك وحافزك من أجل التغير.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب وثقتك فيه.

مواد ذات صلة

الاستشارات