زوجتي تشتم أمي وإخوتي وتسيء معاملتي.. فكيف أتعامل معها؟

0 617

السؤال

السلام عليكم.

متزوج، ولي طفل عمره 15 شهرا؛ منذ أن تزوجت وزوجتي تحاول أن تختلق لي المشاكل مع أهلي لكي لا أزور بلدتي التي تربيت فيها، واستضللت تحت أشجارها، ودرست بين بساتينها ومجاري سواقيها.

كي لا أطيل وبالضبط يوم 7 أبريل السبت أخذت زوجتي وابني إلى دار أبويها، وذهبت إلى العمل؛ رجعت تقريبا الرابعة زوالا أعطتني الطعام، وذهبت لأنام فبدأت في إزعاجي بكلام قبيح كان اليوم الموالي بداية عطلة تمتد 10 أيام، وكنا سنذهب إلى البلدة، فبدأت تستفزني: لا نأخذ الابن معنا، وتارة أخرى اذهب وحدك لثلاثة أيام فقط، آنذاك لبست حذائي، وتوجهت إلى منزلي صباح اليوم الموالي، وصلت إلى بلدتي دون أن أكلمها من شدة غضبي عليها كل يوم تحاول الاتصال بي دون جدوى، لا أرد على الهاتف آنذاك، اتصلت بأخي تهدده، وتسبه وانتقلت إلى أختي المتزوجة تسبها، بل الأكثر والأقبح من هذا لم تسلم أمي التي لا تنطق بالقبح المسكينة لتسمع من زوجة ابنها باللهجة (بالدارجة) التي توفي لها الزوج ...

حينما عدت إلى المنزل وجدت أنها أبدلت قفل الباب، ونزعت التلفاز من الحائط، وقالت إنها باعته، بل الأكثر من ذلك أنها هددتني، وضربت يدها بسكين، والله أعلم وسقطت إلى الأرض، فطلبت رجال الإطفاء، لكن بعد حضورهم طردتهم، وادعت أن الصحن سقط فأصابها فقط، المشكلة الحقيقية هو حبي لأمي وإخوتي، وأنني لا أحتمل العيش من دونهم!

أخي أقسم أنه لا ثقة في هذه الزوجة بعد الذي حصل، وأنه لن يصافحها أبدا؛ أمي هي الأخرى خائفة من أن تأتي إلى منزلي لا تثق في زوجتي لا أحد أصبح يطيقها، أخاف الله الواحد القهار في أن أظلم أحدا.

إخواني في الله بم تنصحونني أن أفعله في إطار الإسلام ؟ اللهم فرج همي وهموم المسلمين أجمعين.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم آمين .. والحمد لله رب العالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abderrahmane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يصلح زوجتك، ويردها إلى رشدها ردا جميلا.

نحن نرى أيها الحبيب أن الأمر لا يزال يسيرا، وأن معالجته ممكنة، فإن زوجتك ربما صدرت منها هذه الأفعال والأقوال في ساعة غضب، فلا ينبغي أن تعمم هذه اللحظات من حياتها على سائر أوقاتها، والنبي - صلى الله عليه وسلم – قد أوصانا إلى الموازنة بين محاسن المرأة ومساوئها، حتى إذا ذكرنا المحاسن الكثيرة هانت علينا بعض المساوئ التي قد نجدها، فقال - عليه الصلاة والسلام -: (لا يفرك مؤمن مؤمنة – أي لا يبغض مؤمن مؤمنة – إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فلا ينبغي أن يعمم هذا الخطأ على كل شخصية زوجتك، بل ينبغي أن تنصف، وأن ينظر إلى جوانبها الإيجابية.

وهي وإن كانت قد أخطأت قبل هذا الخطأ، لكن مما لا شك فيه أنك أيضا أخطأت حين تركت الرد عليها، وما كان هذا ليبرر لها كل هذه الأعمال التي عملتها، لكن نحن نرى بأن إصلاح زوجتك والسعي في تهذيبها وتهذيب أخلاقها ومحاولة إيجاد نوع من الموائمة والملائمة بينها وبين أهلك خير بلا شك من مفارقتها، لاسيما وأنه قد حصل بينكما الولد، فهو في حاجة إلى أن يعيش في وسط أسرة متماسكة ينعم بحنان أبويه وإصلاح ما بين الزوجين خير من فراقهما، وهي وصية الله تعالى لنا في كتابه الكريم، إذ قال: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير}.

وأما ما تعانيه هذه الزوجة من شدة النفرة من أهلك ومن قريتك، فنحن ننصحك أيها الحبيب أولا بمعرفة الأسباب، فإن معرفة السبب جزء مهم من العلاج، فربما تتخوف هذه الزوجة من أمور تطرأ على حياتها فتضر بها، فينبغي أن تبحث أنت عن هذه الأسباب وتوصل لزوجتك رسائل اطمئنان، وإذا علمت الزوجة صدق حبك لها، وحرصك عليها، وأنه ليس من السهل ولا اليسير أن تفرط فيها، ونحو ذلك من رسائل الزوج إلى زوجته التي تبث في نفسها الأمان والاستقرار النفسي، فإنها لن تخاف بعد ذلك أن تذهب معك إلى أهلك، أو أن تذهب أنت إلى أهلك، لكن ربما كانت هناك بعض المخاوف قد تكون حقيقية، وقد تكون وهمية تدفع الزوجة نحو هذا السلوك.

فحاول أنت أن تبحث عن هذه المخاوف بالحوار الهادئ اللين، ثم تعالج هذه المخاوف بالأسلوب الحسن، بحيث توصل رسائل الاطمئنان إلى زوجتك بأسلوب رفيق لين، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

وأما حلف أخيك أن لا يصافحها؛ فهذا هو الواجب عليه وإن لم يحلف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد في رأسه خير من أن يمس امرأة لا تحل له ..)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

وينبغي لك أيها الحبيب أن تناصح زوجتك برفق ولين أيضا في الاعتذار لوالدتك إذا كانت قد آذتها وسبتها، مع بيان أن هذا لا يجوز لها أن تفعله مع سائر المسلمين، فكيف بمن لهم صلة بها ونوع قربة، وأن سباب المسلم فسوق كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – فهذا النصح والوعظ للزوجة وتذكيرها بحقوق الناس عليها، وأن الله عز وجل سائلها عن أقوالها وأفعالها، ربما أرجعها إلى الطريق السوي المستقيم.

نحن ننصحك أيها الحبيب أن تبذل وسعك في محاولة التقريب بين قلب زوجتك وقلب أمك وباقي قريباتك من النساء، بأن تذكر لهن عن زوجتك أنها تثني عليهن بالخير، وهي تحبهن، ولكنها ربما تتخوف من بعض الأمور، ونحو ذلك من الكلام الذي تنقله إلى أهلك وأمك عنها، فإن الكذب في هذه المقامات ليس مما ينهى عنه الشرع ولا يحرمه، فإن الصلح بين الناس أباح فيه الشارع الحكيم أن يكذب فيه حتى يقرب المصلح بين قلوب المختلفين.

وكذلك تفعل مع زوجتك، فتنقل لها عن أمك الكلام الحسن والقول اللطيف بأنها تحبها، وأنها حريصة عليها، ونحو ذلك، وستشعر أنت مع مرور الأيام القليلة أن القلوب بدأت تتقارب وأن النفرة والوحشة بدأت تزول.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات