ما المقصود بالتكافؤ الاجتماعي؟

0 498

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا معجب بفتاة وأريد أن أتقدم لها, ولكن هناك بعض النقاط أريد أن آخذ رأيكم فيها.

أنا من أسرة ريفية, ومعظم أفراد عائلتي -بما فيهم والدي ووالدتي- غير متعلمين, ولكن إخوتي متعلمون, فلي أخ في كلية التجارة, وأخت في كلية الصيدلة, وأنا مهندس.

بالنسبة للفتاة: أشعر أن مستواها الاجتماعي أعلى مني, فهي من سكان المدينة, ولكن من نفس المحافظة, ووالدها محام, ووالدتها مهندسة, وهما موظفان, وإخوتها متعلمون تعليما عاليا, وعائلتها معظمهم متعلمون, ففيهم المستشار, والدكتور, والمهندس, والمحامي, والمدرس.

إضافة إلى أنهم أعلى منا في المستوى المادي, لكن لا يوجد فارق مادي كبير, والفتاة مهندسة أيضا, 0فما تعليقكم على هذا الفارق؟ وما هو المقصود بالتكافؤ الاجتماعي؟

الفتاة أطول مني بحوالي 2 أو 3 سم, وطولي 171, فهل يعتبر هذا مشكلة؟
مع أن الفتاة بها مميزات كثيرة, وأنا قلبي متعلق بها, فما نصيحتكم لي: هل أتوكل على الله وأتقدم لها أم أن هناك قولا آخر؟

السؤال الآخر: أنا لا أتحدث مع بنات بدون سبب, والسبب لا يتعدى نطاق العمل أو الدراسة, ومنذ 3 شهور تحدثت مع هذه الفتاة على الشات, وهذه الفتاة أنا أعرفها من أيام الكلية, لكنها معرفة لا تتعدى حدود الدراسة, وكنت أنوي أن أفاتحها في التقدم لها, وبعد حوالي أقل من شهر كلمتها, وقلت لها: أريد أن أتقدم لك, فقالت: إنها غير مستعدة للارتباط حاليا, فهي لا تستطيع أن تقول لي لا أو نعم, وهي لا تريد أن تخسرني, وأخبرتني بظروفها, واقتنعت بها, وهذه الظروف نفسية, وقالت لي: دعنا نتكلم هكذا, وربنا يقدر الخير, وظللنا نتكلم على الشات لمدة شهرين, وكان في بعض الأيام يصل إلى 4 أو 6 ساعات, وكنا نتكلم من الساعة 10 مساء حتى أذان الفجر.

وبعد شهرين كلمتها مرة أخرى, وقلت لها: لا بد أن أصل لقرار واضح منك, وقلت لها: أريد أن أتقدم لك؛ لأني أحس بالذنب, وضميري ليس مرتاحا, وكان ردها كالسابق, فعقدت النية والعزم على أن لا أكلمها مرة أخرى وعرفتها برغبتي, فقالت لي: إذا كانت رغبتك فأنا أحترمها, مع أني لم أكن أتمنى أن تقاطعني, وقالت: إن كان لنا نصيب بالارتباط والزواج فسنتقابل مرة أخرى, لكنني لم أستطع أن أقطع علاقتي بها, ورجعت أتكلم معها مرة أخرى كالأول, فأنا أحبها ومتعلق بها جدا من أيام الجامعة, لكني تعلقت بها أكثر عندما تكلمت معها على الشات.

وخلال هذه الشهور أشهد الله أن علاقتي بها لا تتعدى علاقة الأخ بأخته, وهي أيضا ساعدتني على هذا, ولكننا اعتدنا على بعضنا, وكل طرف يحكي للثاني كل شيء في حياته, حتى أني مرة طلبت منها رقم جوالها فرفضت, وقالت لي: إنها أعلمت أمها أنها تتكلم معي, وقالت: إنه لا ينبغي أن يكون هناك كلام في التليفون بدون أي شيء رسمي, وأنا حالتي النفسية مدمرة حاليا, وأحس بالذنب لما أقوم به, وفي نفس الوقت متعلق بها جدا جدا, وأريد أن أتقدم لها, وكلمتها مرتين, وهذا الموضوع أثر علي في عملي, ولم أعد مركزا ولا أعرف ما العمل, أحس أني تائه, فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك إيمانا وصلاحا وتقى وهدى وعفافا، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك في شقها الأول - أخي الكريم خالد – فإني أرى أنه لا توجد هناك فوارق كبيرة، وأن التكافؤ الاجتماعي موجود، خاصة وأنك مهندس والفتاة مهندسة، وكما تعلم أننا الآن نعيش في مجتمع يختلف تماما عن المجتمعات القديمة، فعملية الدراسة الآن والوظيفة أصبح لها دور فعال ومؤثر، وأنت رجل بفضل الله تعالى مهندس، كما أنها مهندسة، فهناك تكافؤ قوي بينك وبينها، وهذه الفوارق التي ذكرتها لا اعتبار لها ولا قيمة ولا وزن.

المشكلة تكمن في هذه الفتاة التي ترفض أن تتقدم لها إلى الآن، وأنا لا أدري هل أعذارها أعذار مقبولة أم لا، فأنت لم تذكر قوة هذه الأعذار, وهل هي أعذار وجيهة فعلا أم أنها حجج واهية تريد من خلالها ألا ترتبط بك ارتباطا شرعيا؟

فأتمنى -بارك الله فيك- أن تحسم هذه المسألة مرة أخرى؛ لأنك رجل تريد تقوى الله تبارك وتعالى، ولا تريد استمرار العلاقة المحرمة، حتى وإن كانت علاقة ليس فيها شيء من الحرام الصريح، إلا أن مجرد الكلام معها والعلاقة معها لا يرضي الله تعالى، فأنت تقول بأنك تشعر بتأنيب الضمير، فمعنى ذلك أن هذا الوضع غير طبيعي، وأنت لا ترتضيه لأختك مثلا أن تظل تتكلم مع شخص أجنبي من الساعة العاشرة مساء إلى الفجر، فهذا أمر غير طبيعي، حتى وإن كانت أخبرت أمها بذلك, فليس معنى ذلك أن ما تفعله صواب، وليس معنى ذلك أن رأي والدتها صواب، وإنما هي مخطئة ووالدتها مخطئة، وأمها التي تسمح لها بأن تكلم رجلا أجنبيا لعشر ساعات أو أقل أو أكثر، أعتقد أنها امرأة دينها ضعيف، أو أنها تجهل أحكام دينها، ولعلها تأثرت بنظام العولمة, ونظام الحياة المنفتحة التي تخيف الإنسان؛ لأنه كان الأولى بهذه المرأة أن تطلب من ابنتها أن تقطع علاقتها بك، لأنه لا يجوز لها أن تكلم رجلا أجنبيا عنها، وأنت لم تتقدم لها بصفة رسمية.

وقضية أنها رفضت التليفون، هذا شيء جيد، ولكنه ليس دليلا أيضا على كمال الشخصية التي تريدها كزوجة مسلمة بالنسبة لك.

إذن أنا أريدك - أخي الكريم (خالد) بارك الله فيك– أن تقطع الأمر نهائيا، بمعنى أنك تطلب منها الآن قرارا نهائيا، قل لها: (أنا الآن لا أستطيع أن أستمر بهذه الطريقة), وبين لها أنك متعلق بها، وأعتقد أنها تشعر بذلك يقينا، وأن هذا الأمر قد يترتب عليه شؤم المعصية الذي قد يؤدي إلى حرمانكما من بعضكما البعض.

قطعا هي تستريح لك، والدليل على ذلك أنها طلبت منك عدم المقاطعة في المرة الأولى، والدليل على ذلك أيضا أنك ما إن عدت إليها إلا وبدأت معك الحديث مرة أخرى كأن لم يحدث شيء، ولعلها كانت سعيدة أيضا برجوعك إليها، وكثرة التواصل والكلام المستمر يؤدي إلى الألفة, ويؤدي إلى المحبة، فهذا الوقت الطويل الذي تقضيانه معا يؤدي قطعا إلى نوع من الراحة النفسية بينكما، وأعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك شرع يقدم على هذه الراحة النفسية، وأنت تحرص على ذلك، ولكن الأخت ترفض أي ارتباط شرعي بك إلى الآن.

فأنا أقول -بارك الله فيك-: حاول أن تطرق الباب معها مرة أخرى، وأن تعتبر هذه هي المرة الأخيرة، وأن تطلب منها مبررات مقبولة وحججا معقولة، فإن وجدت كلامها مبررا وجادا وصادقا فأرى أن تأخذ بقولها فعلا، وأن تصبر إذا كنت تستطيع الصبر، على أن تكون هناك مدة، وبذلك يقل الكلام نهائيا بينكما، أو يتوقف، على أمل أن تحاول أن تعيد النظر في موقفها.

أما إذا أصرت على الرفض ولم تقدم مبررات قوية فأنت بالخيار، إما أن تبيع دينك، وإما أن تشتريها، فإن بعت دينك فأعتقد أنك لن تكسبها, ولن تكسب شيئا أصلا؛ لأن الذي يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، هذا -والعياذ بالله تعالى- يعاني من انتكاسة دينية خطيرة جدا، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل).

فإذا رفضت هذه الأخت ولم تقدم لك مبررات مقنعة وقوية وجادة، فأنا أرى أن تتوقف ابتغاء مرضاة الله, وحياء من الله، وقضية التعلق هذه سوف تزول مع الأيام -أخي الكريم (خالد)- والتعلق الآن جاء من كثرة الكلام، وأنت عندما تتوقف قطعا ستعاني فترة من الزمن, وأنا لا أنكر ذلك؛ لأن هذه العلاقات يستحيل أن تمر هكذا دون تعلق قوي وشديد وعنيف، وبالتالي ستكون هنالك آثار عظيمة على نفسيتك، إلا أن ما عند الله خير وأبقى، وينبغي عليك أن تعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وأن من أعف نفسه عن شيء في الحرام ناله في الحلال.

فتوقف عنها ابتغاء مرضاة الله بعد أن تستمع إلى وجهة نظرها، إن وجدتها مقنعة وكانت لديك القدرة على الصبر فعليك أن تصبر، ولكن توقف عن الكلام معها ابتغاء مرضاة الله، حتى يجعلها الله تبارك وتعالى من نصيبك.

إذا لم تكن لديك القدرة ولم تقتنع بكلامها ووجدته كلاما واهيا أو هشا أو حججا لا تقوى على إقناعك، فعليك أن تعتذر لها, وأن تتركها حياء من الله، وأن تتفرغ لدينك ولمولاك سبحانه وتعالى، وأن تقدم رضا الله على رضا نفسك وهواك؛ لأن الذي تعيشه الآن نوع من الهوى المتبع الذي هو من أخطر الأمور عليك وعلى دينك وعلى دنياك، والدليل على ذلك أن هذا الأمر – كما ذكرت – أصبح يؤثر على عملك، حتى إنك أصبحت غير قادر على التركيز.

لا بد من وضع حد لهذه العلاقة في أقرب فرصة، وثق وتأكد من أن الله تبارك وتعالى معك على قدر طاعتك واستقامتك وحبك له وتعظيمك لشرعه، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فضع النقاط على الحروف في أقرب وقت، واعلم أن الله لا يضيع أهله، وأن الله لم ولن يتخلى عنك، وإذا كنت متعلقا بهذه الفتاة فقد لا تكون هي المناسبة لك، وقد تكون هناك هدية ادخرها الله لك في علم الغيب وأنت لا تدري تكون أفضل من هذه بمراحل ومراحل.

وفقك الله لكل خير، وهيأ لك أسباب سعادة الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات