الخوف من الموت والقلق والتوتر كدر حياتي.. فمدوا لي يد العون

2 435

السؤال

السلام عليكم.

أولا: أنا أحبك في الله, وأسأل الله أن يبارك فيك, ويكرمك, ويحفظك من كل سوء, وأتمنى مساعدتي فإني في حاجة إلى استشارة منك.

أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة, دائم الخلاف مع والدي حول أقل الأشياء عندما كنت في سن البلوغ, وكان عمري وقتها 21, وكان يهددني أنه سيتركني ولن يزوجني كنوع من العقاب, وكان كثير المال, ولم أكن أعلم بذلك أنه عبارة عن عقاب؛ لأن كبريائي تمنع أن أترجاه في ذلك الأمر, وسلمت نفسي لهذا الأمر أني لا أريد الزواج, وكنت سعيدا جدا عندما أرى أن أناسا كثر غير متزوجين, وكنت أشعر أن الأمر عادي, وعندما كنت أشعر برغبة في العفة كنت أنظر للأفلام الإباحية لكي أريح نفسي, وبعد ذلك عملت بإحدى الشركات الكبرى, ورزقني الله المال, والارتباط, و بدأت أشعر بعدها بهذه الأشياء: أن الارتباط شيء ليس من حقي, وكأني من كوكب آخر, وبدأت أشعر بخوف وقلق نفس, وخاصة الخوف من الموت, وأنا مرتبط الآن, وأشعر أني سأموت, وأشعر أن الوقت ضيق, ولا أنظر إلى المستقبل, كما أني أشعر بالوسواس في أشياء كثيرة, وكلما اقترب وقت الزواج أخشى أن تزيد الحالة عندي, فأرجو مساعدتي وأكون شاكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alaa444 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فنشكرك على رسالتك الطيبة والمعبرة، ونقول لك: بارك الله فيك، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه.

رسالتك تعبر عن أنك تعاني من قلق الوسواس، وأنا لا أريدك أبدا أن تنظر إلى علاقتك بوالدك كعلاقة سلبية، والاختلافات بين الآباء والأبناء موجودة، ولكن نقول: إن الأبناء دائما يجب أن يكونوا هم الذين يأخذون المبادرات لبر آبائهم، خاصة حين يكون الابن في سن تؤهله للوعي والإدراك, ومعرفة قيمة الأبوة.

أنت -الحمد لله تعالى- شاب، لك كل مقومات الحياة الطيبة، تعمل، وعملك جيد، وتفكر الآن في الزواج، وكل الذي يعيقك من هذا الأمر هو قلق المخاوف، وقلق المخاوف يتركز في الخوف من الموت، والخوف حول المستقبل، وأنا أقول لك: إن هذا في الأصل وسواس وليس أكثر من ذلك، فيجب أن تغلق عليه – أي على هذا الفكر – من خلال تجاهله تجاهلا تاما، وأنا حين أقول تتجاهله لا أعني أن تتجاهله لمرة أو لمرتين، يعني يجب أن يكون فكرك مضاد لفكرة الخوف ومتجاهلا لها متى ما أتتك هذه الفكرة، ويجب أن تدخل أفكارا مضادة، وهي أنك الحمد لله تعالى تتمتع بصحة جيدة، لديك العمل الجيد، تعيش حياة طيبة، وفي ذات الوقت يجب أن تسعى لأن تكون متواصلا اجتماعيا، ألا تترك للفراغ مجالا، احرص على صلاة الجماعة، مارس الرياضة، فهذه كلها سلوكيات إيجابية جدا تصرف - إن شاء الله تعالى – تفكيرك عن الخوف والقلق والوسواس.

في ذات الوقت سوف أقوم بوصف دواء لك، أنصحك أن تتناوله؛ لأنه من أفضل الأدوية المضادة لقلق المخاوف، خاصة المخاوف ذات الصفات الوسواسية من النوع الذي تعاني منه, والدواء موجود في مصر، يعرف تجاريا باسم (مودابكس), واسمه الآخر (لسترال), ويسمى أيضا باسم (زولفت), ويسمى علميا باسم (سيرترالين), ويمكنك أن تحصل عليه من الصيدلية، وابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا، وقوة الحبة هي خمسون مليجراما، واستمر عليه بانتظام لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين يوميا – أي مائة مليجرام – يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء، أو تجعلها حبة صباحا وحبة مساء، المهم أن يكون هنالك التزام تام بتناول هذه الجرعة، والتي نسميها بالجرعة العلاجية، والجرعة التي سبقتها هي جرعة البداية أو الجرعة التمهيدية.

الجرعة العلاجية حبتين في اليوم, تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم، فعال، لا يسبب الإدمان، وإن شاء الله تعالى بعد مضي أربع إلى خمس أسابيع من بداية العلاج الدوائي سوف تحس بتحسن كبير، وحين يبدأ هذا التحسن عليك بالتطبيقات السلوكية الأخرى التي ذكرناها لك، وأهمها: أن تكون إيجابيا في تفكيرك، وأن تتجاهل الخوف والوسواس، وأن تشرع في الزواج مباشرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات