زوجي يتخيل مناظر القتل وتحمر عيناه ويسود وجهه .. ماذا نفعل معه؟

0 494

السؤال

متزوجة منذ سنة ونصف، زوجي في الأشهر الأولى من الزواج يبكي كثيرا بدون أسباب، ولا ينام – يصيبه أرق - وكان يفضل عدم النوم، صبرت معه, وبعد فترة صار يقول: أنا أتخيل أني أقتلك.

وإذا رأى مشهد قتل في التلفزيون يقول: غيري, أخاف أن أقلده، والدته تقول: فيه عين، وهو يقول: مس، وأخي يقول: من الممكن أنه تناول مخدرات، وأنا حائرة.

وطبعا هو لا يصلي إلا نادرا إذا ألححت عليه، ومحتارة: هل أطلب الطلاق، أم أستمر معه، فهو لا يرفض لي طلبا؟

وفي الفترة الأخيرة تحسن النوم، وخف البكاء، لكنه مازال يتخيل وتحمر عيناه، ويصبح وجهه أسود، وهو يخيفني كثيرا، أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتب لي ربي، لكني أريد أن أعرف هل هو موسوس، أم به مس، أم شيء آخر؟

لم أر قط معه شيء، دائما أراقبه، يقول: إنه يشم أحيانا رائحة كريهة أنا لا أشمها.

أرجو أن تردوا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله الجليل جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يصلح لك زوجك، وأن يصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - فالذي يبدو منها أن زوجك ليس طبيعيا فعلا، وأنه في حاجة إلى تحديد موقف، وهذا الموقف يحتاج فقط إلى رقية شرعية، بصرف النظر عن كونه مسا، أو حسدا، أو عينا، أو سحرا، أو غير ذلك، فإن الرقية الشرعية هي التي تفصل في هذا الأمر، ولذلك أنا أنصحك بضرورة عمل رقية شرعية لزوجك، خاصة وأنه لا يصلي، وترك الصلاة في حد ذاتها مشكلة تمكن الشيطان منه بصورة أقوى وأشد وأعنف.

ومن هنا فإني أقول: أتمنى أن تستعينوا بعد الله تعالى بأحد الرقاة الشرعيين الثقات ليقوم برقية زوجك لمرة، أو لمرتين، أو لأربعة، أو لأكثر، وبإذن الله تعالى إذا كان شيئا يتعلق بالعين، أو المس، أو الحسد، أو السحر، فسوف يكشفه الله تبارك وتعالى وينتهي.

أما إذا كان يتعلق بالمخدرات -كما يزعم أخوك- فإن الأمر يحتاج إلى وقفة جادة مع الرجل، وأن يبين له أن هذه المسائل كلها بسبب المخدرات، وإن كنت أنا حقيقة أستبعد ذلك لأن هذه الأعراض لا علاقة لها بالمخدرات.

فأنا أقول: العلاج في الرقية الشرعية، ولا ينبغي أن نضيع وقتنا في مسألة هل هذا حسد، أم مس، أم عين؟ اجعلوه أي شيء، ولكن علاجه بالرقية الشرعية، إذا كان هناك أحد من أفراد الأسرة يستطيع أن يقوم برقية هذا الأخ، فذلك يكون أحسن وأستر، وإذا لم يوجد أحد لديه القدرة، فكما ذكرت من الممكن الاستعانة بأي أخ من إخواننا المشايخ الرقاة المعروف عنهم سلامة المعتقد, وصحة العبادة، والذين يعالجون بالطريقة الشرعية السليمة، وبإذن الله تعالى لن يستغرق الموضوع وقتا طويلا، وسيتم القضاء على هذه المسألة بإذن الله تعالى نهائيا، أكرر إذا كان الأمر يتعلق بالعين أو الحسد أو المس أو السحر فإنه ليس له من علاج أعظم من الرقية الشرعية، وبإذن الله تعالى سوف تزول هذه الأعراض كلها -إن شاء الله تعالى- إن كانت من هذا الباب.

ولكن هناك أمر آخر وهو مسألة المحافظة على الصلاة: ينبغي عليك أن تحثي زوجك على المحافظة على الصلاة، وأن تجتهدي في ذلك، وهناك أشرطة وكتب وكتيبات، وهناك دعاة ومشايخ، ومن الممكن أن تستعيني بأحد الصالحين أيضا من أقاربكم أو جيرانكم، أو إمام المسجد المجاور لكم ليزوره، وليتكلم معه؛ لأن ترك الصلاة كما تعلمين من أكبر الكبائر، ومن أعظم الأمور، بل إن هناك من العلماء من اعتبره كفرا ومخرجا من الملة, والعياذ بالله تعالى.

فأنا أنصح بضرورة معالجة قضية ترك الصلاة؛ لأنها تأتي على رأس المشاكل التي تسبب كل هذه المشاكل أيضا، فهي أعظم سبب وأخطر سبب؛ لأن الإنسان عندما يترك الصلاة يكون ضعيفا, ولا يتمتع بحصانة الله وحفظه؛ لأن الله يحفظ أهل الصلاة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من صلى الفجر في جماعة كان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، يعني كان في حفظ الله وعنايته ورعايته.

كذلك أيضا من قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومساء أيضا لا يمسه الشيطان أبدا, كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، وكذلك من قرأ آية الكرسي، فالإسلام هو الذي يوفر للإنسان الحماية والرعاية، والحفظ، والصيانة، وكونه تارك للصلاة معناه أنه رجل ضعيف، والشيطان يلعب به كما يلعب الأطفال بالكرة.

فاجتهدي -بارك الله فيك- في أن يحافظ على الصلاة، ولو في البيت بصفة مبدئية، فإذا ما واصل الصلاة وبدأ يحافظ عليها فمن الممكن أن نطالبه بعد ذلك بالمحافظة على الصلاة مع المسلمين جماعة.

أسأل الله أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يشفي زوجك، وأن يمتعه بسلامة في دينه ودنياه، إنه جواد كريم, هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات