ما أنجع علاج لمرض صرع الفص الصدغي؟

0 831

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أسئلة تتعلق بمرض صرع الفص الصدغي:
1- ما هو أنجع علاج لمرض صرع الفص الصدغي حاليا؟ وهل تمكن الطب من التوصل إلى عقار جديد في هذا المجال يقضي على نوبات المرض الحركية والنفسية في نفس الوقت؟

2- وهل صحيح أن عقار التكريتول يتعارض مع استخدام عقار( Olanzapine) في علاج المرض من حيث إن أحدهما يزيد من طرح الآخر خارج الجسم، وهل ينطبق هذا على بقية مضادات الذهان والتشنج؟

3- قرأت أن بعض مضادات التشنج ومنها: التكريتول والديباكين قد تسبب نوعا من أنواع الذهان لدى المريض، فكيف تتم المعالجة بها خصوصا أن مرضى الفص الصدغي يعانون أساسا من الذهان؟

4- كما أن بعض مضادات الذهان قد تسبب تنشيطا للبؤر الصرعية، فكيف تصرف للمريض أيضا؟

5- هل الذهان الذي يعاني منه المريض أساسه الشذوذ الكهربائي أم الكيميائي في الدماغ؟

6- أخيرا: هل المرض مزمن؟ وما هي نسبة الشفاء منه؟

أرجو أن لا أكون قد أطلت بالأسئلة, ولكم فائق الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن الرافدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فنشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى أسئلتك الواضحة جدا.
بالنسبة لصرع الفص الصدغي: هذا النوع من الصرع - كما تعرف - له أهمية كبيرة جدا متعلقة بتخصص الطب النفسي؛ لأن هذا النوع من الصرع له إفرازات نفسية وسلوكية ووجدانية ومزاجية, وربما ذهانية كثيرة جدا.

الأدوية التي تستعمل لعلاج صرع الفص الصدغي هي الأدوية المضادة للصرع بصفة عامة، وكما تعرف أن التجراتول - وكذلك الدباكين, والكبرا, واللامتروجين, والتوباماكس - هي الأدوية الأساسية التي تستعمل في علاج هذه الحالة، ويعرف أن هنالك أدوية تعرف بأدوية الخط الأول، ثم أدوية الصف الثاني، وأدوية الصف الثالث، وهكذا، والتجراتول من وجهة نظري يأتي على رأس الأدوية التي تفيد في علاج صرع الفص الصدغي، وذلك لسبب أساسي، وهو أن التجراتول في مكوناته هو أصلا قريب جدا من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

لذا نجد أن هذا الدواء له فعالية خاصة جدا في تثبيت المزاج، في التحكم في الانفعالات السلبية, وإزالة القلق؛، لذا هو في الأصل مفيد، وإن كان فعاليته في التحكم في الصرع ربما تكون ضعيفة بعض الشيء في بعض الأحيان، ونسبة نجاحه قد تكون في حدود ثمانين بالمائة، إلا أن فعاليته إن لم تكن كاملة فلا مانع أن يدعم بعلاج آخر، أي اللجوء إلى أدوية الصف الثاني.

لا توجد عقارات جديدة فيما أعرف.

عقار كبرا يفيد أيضا في بعض الحالات، وهو الدواء الجديد نسبيا.

إذن لا نستطيع أن نقول: إن هنالك دواء يقضي أو يتحكم في النوبات الصرعية, وفي ذات الوقت يعالج النوبات النفسية إن وجدت، وكما تفضلت وذكرت فهنالك قد تكون إشكالية، فمعظم الأدوية التي تعالج الحالات النفسية ربما تؤدي إلى إثارة البؤرة الصرعية، لكن الأطباء يحاولون دائما أن يقربوا ويسددوا, ويختار الطبيب الدواء الذي يراه مناسبا، وبالطبع لكل مريض ما يناسبه من الأدوية، ومن المهم جدا أن يكون هنالك نوع من المتابعة الطبية المستمرة.

بالنسبة للعلاقة بين عقار أولانزبين وتجراتول: التجراتول يعرف عنه أنه من خلال التمثيل الأيضي والاستقلاب من خلال الكبد قد يؤدي إلى إفراز زائد في بعض الأنزيمات، وهذه -كما تفضلت- قد تؤثر على مستوى بعض الأدوية وتؤدي إلى تخفيضها في الدم، بعكس الدباكين، والدباكين يعرف عنه أنه يحسن من مستوى الأدوية الأخرى في الدم، لكن هذا التأثير الذي يحدث من التجراتول بسيط، وليس حقيقة أمرا مزعجا، وكثير من الأطباء يقومون بزيادة جرعة الدواء المقابل زيادة تقديرية، وذلك لتغطية النقص الذي سوف يتأتى من زيادة نشاط التجراتول.

إذن ليس صحيحا أبدا أن نقول إن الأولانزبين والتجراتول لا يمكن أن يتم تناولهما مع بعضهما، فهذا ليس صحيحا، لا يوجد تعارض، لكن يجب أن يتم التحكم في الجرعات مراعاة لما ذكرناه حول الاستقلاب والتمثيل الأيضي لهذه الأدوية.

بالنسبة لمضادات الذهان: أكثر الأدوية التي لا تتأثر حقيقة بالتفاعلات التي قد تنتج بتناول الأدوية المضادة للتشنجات هو عقار قديم يعرف باسم (استلازين), واسمه العلمي (ترايفلوبرزين), وهذا الدواء لا زال يستعمل كمضاد للذهان في بعض حالات صرع الفص الصدغي التي تصاحبها أعراض ذهانية.

من أكثر الأدوية التي قد تثير البؤر الصرعية - بالرغم من تميزه في علاج الذهان - هو عقار (كلوزابين) لذا يجب أن تجنبه بقدر المستطاع بالنسبة للذين يعانون من مرض الصرع.

أما بالنسبة لمضادات الاكتئاب: فأكثر الأدوية التي تثير البؤر الصرعية هو عقار (ولبيوترين), والذي يعرف علميا باسم (ببربيون)؛ لذا لا ننصح أبدا باستعماله في حالات القلق أو الاكتئاب الذي يعاني منه مرضى الصرع، خاصة صرع الفص الصدغي.

بالنسبة للتجراتول والدباكين فإنها قد تسبب نوعا من أنواع الذهان, وهذا نادر جدا، وقد يحدث مع الدباكين لكن في حالات نادرة جدا، وحقيقة يجب ألا نأبه بهذا الموضوع ونعطيه بالا كي لا نحرم المرضى من نعمة العلاج, أكثر دواء قد يؤدي إلى الذهان هو الكبرا, وكذلك التوباماكس، وإن كانت هذه الحالات أيضا نادرة.

بالنسبة لسؤالك: كما أن بعض مضادات الذهان قد تسبب تنشيطا للبؤر الصرعية؟ نعم, أجبنا عن هذا السؤال، وحتى مضادات الاكتئاب - كما ذكرت لك- والأمر يتم التعامل معه من تجنب الأدوية المشهود لها بالإثارة الصرعية, واختيار الدواء الذي يكون أقل ضررا, وأكثر نفعا للمريض.

بالنسبة: هل أن الذهان الذي يعاني منه المريض أساسه الشذوذ الكهربائي أم الكيميائي في الدماغ؟
نعم, العلة الدماغية الموجودة أصلا هي السبب في النشاط الصرعي، وكذلك السبب في الحالة الذهانية أو النفسية التي يصاب بها بعض المرضى.

ومن نافلة القول: أن علل الفص الدماغي الأيسر كثيرا ما تؤدي إلى نوبات اكتئابية أو قلقية، وعلل الفص الأيمن قد تؤدي إلى نوبات ذهانية تشبه الفصام.

سؤالك: هل المرض مزمن؟ وما هي نسبة الشفاء؟
هذا سؤال يصعب حقيقة الإجابة عنه بدقة؛ لأن الحالات تتفاوت من إنسان إلى آخر، كما أن درجة التزام المريض بالأدوية، ودرجة استجابته لهذه الأدوية هي المحددات الرئيسية لمآل المرض، لكن نستطيع أن نقول بصفة عامة: إن حوالي خمسين بالمائة من المرضى بهذا المرض يمكن شفاؤهم بإذن الله تعالى، ونسبة جيدة منهم قد تأتيهم النوبات لكن متفرقة ومتباعدة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات