فقدت الإحساس بالسعادة والحزن فما السبب؟

0 462

السؤال

السلام عليكم.

فقدت الإحساس بالسعادة والحزن والفرح, بدأ هذا منذ فترة بعد سفري لأحد البلاد للعمل, وقبلها كنت إنسانا طبيعيا, ولاحظت بعد سفري أن هذا الأمر قد بدأ لأول مرة عندما مات أخي الصغير فلم أحزن ولم أبك, وعندما تقدمت لخطبة إحدى الفتيات لم أفرح, رغم أني كنت أنتظر هذا الأمر, وعندما ذهبت للعمرة لأول مرة كانت المصيبة الكبيرة, فعند دخول الحرم حدث نفس الشيء, فقد أحسست ببلادة, ولم أفرح, ولم أرهب المكان, رغم ما سمعت عنه, وعن أول رؤية للبيت الحرام, وما يصاحب الإنسان من الفرح والهية والإجلال لهذا المكان المقدس, فهل أنا مريض أم منافق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

أخي: مثل هذه الإحساس نشاهده أحيانا عند مرضى الاكتئاب النفسي، فالاكتئاب النفسي قد يكون مبدلا للمشاعر, ويجعل الإنسان لا يحس بجمال ما هو جميل وطيب، وفي ذات الوقت قد يشوب القلب شيء من القسوة, وهذا نشاهدها أحيانا مع بعض حالات الاكتئاب، والوضع الأمثل -أخي الكريم- أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي لمزيد من الفحص والمناظرة والاستقصاء, وإن أثبت فعلا أن الذي تعاني منه اكتئاب نفسي فهذا علاجه -إن شاء الله- سهل من خلال الأدوية المضادة للاكتئاب, وهي كثيرة جدا, وفعالة جدا بشرط أن يلتزم الإنسان التزاما تاما بالجرعة العلاجية، وهنالك أيضا متغيرات سلوكية لابد منها، ومن أهمها:
أن لا أقبل الفكر السلبي، أيا كان نوعه, وإذا أحسست أني مشاعري متبلدة فيجب أن لا أقبلها, بل يجب أن أرفضها وأعتبرها فكرا تلقائيا سلبيا، والإنسان يجب أن يسعى لأن يستبدل الفكر الذي يرى أنه غير سوي ويخالف مشاعره الحقيقية.

فيا أخي الكريم: التغير المعرفي مهم جدا، وعليك أيضا بتذكر الإيجابيات, وهذا فيه خير كبير.

بالنسبة لموضوع عدم التأثر حين زيارة البيت الحرام، لا أقول لك: إنها قسوة في القلب, لكن قد يكون هنالك نوع من عدم استشعار المقام، وهذا -أخي الكريم- قد يحدث في الإنسان المكتئب أيضا، لكن تذكير الإنسان نفسه بعظمة هذا المكان، والخشوع في الصلاة هو أحد الأمور التي تلين القلب كثيرا.

فيا أخي: حاول أن تخشع في الصلاة، وهنالك الكثير مما هو مكتوب عن الخشوع في كثير من كتب الفقه وأعتقد أن استرشادك بهذا الأمر سوف يفيدك كثيرا.

أخي: حاول أن تنخرط في أي نوع من العمل الاجتماعي، الأعمال الاجتماعية, خاصة أعمال الخير والبر والإحسان, تلين القلب كثيرا، مثل المسح على رأس اليتم.

فيا أخي: هذه إن شاء الله تعالى تساعد وتساعد كثيرا في استبدال المشاعر لتصبح مفرحة لك، والحرص أيضا – أخي- على بر الوالدين وصلة الرحم فهذه تلطف الذات الإنسانية, وتنقل النفس نقلات إيجابية جدا.

هذا -أخي الكريم- الذي أريدك أن نصحك به, وأعتقد أن زيارة الطبيب النفسي سوف تكون مفيدة لك جدا، وحاول أيضا أن تتواصل مع إمام مسجدك، واجلس معه واستمع إليه, وتناصح معه, وسوف تجد إن شاء الله منه كل ما هو طيب وخير.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات