أخي تأتيه حالة ذهول لمدة معينة.. ما تشخصيكم لحالته؟ وما علاجها؟

0 398

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فضلا ما هو العلاج لهذه الحالة؟

لدي أخ عمره 26 سنة, منذ كان صغيرا وهو يسهو, كانت في البداية 5 دقائق، وتطورت الحالة إلى 15 دقيقة, أخذناه إلى عدة أطباء أخصائيين في الرأس، وكذلك أطباء نفسيين وكلهم يقولون: لا شيء فيه.

أجرى له الأطباء عدة فحوصات، ويقولون: شبكة الرأس جيدة، والدماغ جيد، ولا يعاني من أي شيء, إلا طبيبا واحدا قال: هذه الحالة تأتي عندما يجري الدم بسرعة في عروق الدماغ أو يتوقف, وفي هذه الأثناء يحصل له هذه الحالة, ظننا أنه مرض الصرع، لكن قيل: إن أصحاب الصرع إذا أغمي عليهم لا يتذكرون شيئا، لكن – أخي - لا يغمى عليه، ويتذكر كل شيء عندما تمر به تلك الحالة، لكن ما يحصل له أثناء الحالة أنه يجلس ثم يزيل حذاءه ثم يعيده.

يبقى في الحركة يقدم ويؤخر، ويتغير شكل النظر عنده, ويركز على مكان واحد، وتأتيه هذه الحالة في أي وقت, فليس هناك وقت محدد, إلا أنه عندما يكون قلقا تكثر معه، لكن المشكلة هي الوقت فقد زاد من 15 دقيقة إلى ساعة ونصف، وهو في هذه الحالة أخذناه إلى برفيسور في الرأس، وأجرى له ( سكنير للرأس), وكانت نتيجة الفحص ممتازة, والرأس جيد، والعروق جيدة، وقال البرفسيور: ربما الحالة نفسية، ونصح بعدم أخذ أي دواء يصفه له الطبيب النفسي؛ لأنه لا يعاني من شيء, وإنما يحتاج أخذ مهدئات, فضلا منكم ماذا نفعل؟ خصوصا أنه بدأ يتأثر نفسيا من هذه الحالة, خصوصا لو جاءته خارج البيت في العمل, وهو يشتغل.

فضلا منكم ما علاج هذه الحالة؟ وهل هي مرض الصرع أم الذهول أم حالة نفسية؟

بماذا تنصحونا؟ بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، وأسال الله لأخيك العافية والشفاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أعتقد أن كل الاحتمالات واردة في حالة أخيك - شفاه الله- فربما هو يعاني من نوع من صرع الفص الصدغي, وكما تعرفين فالصرع له عدة أنواع، وليس من الضروري أن يكون الصرع في شكل فقد للوعي، وتشنجات الصرع قد تكون في شكل نوع من الغيبة الظاهرة, بمعنى أن الإنسان يكون في حالة استيقاظ، لكن تحس أنه قد انقطع من العالم الذي حوله, وهذا نشاهده في صرع الفص الصدغي، وهذا قد لا يظهر حتى في تخطيط الدماغ، لكن حسب ما نسميه بالصورة الإكلينيكية أو السريرية، ففي هذه الحالة لا بأس أبدا من إعطاء الأدوية المضادة للصرع كعلاج تجريبي إيجابي.

بالنسبة للحالة النفسية: أحيانا بعض حالات الاكتئاب قد تظهر في هذه الصورة، والإنسان فجأة تأتيه لحظات من عسر المزاج التي تجعله لا يتفاعل بصورة إيجابية مع من حوله، وتوجد أيضا حالة أخرى تعرف بالتحول الهستيري، وأنا لا أفضل هذا المسمى كثيرا، لكن هذه يعرف أنها قد تظهر في هذه الصورة.

الذي أراه - أيتها الفاضلة الكريمة - هو أن يعرض أخوك على نفس البروفسور الذي أعتقد أنه متخصص في أمراض الأعصاب، ويكون هنالك تواصل مباشر بينه وبين الطبيب النفسي، ويقوم الأستاذ الدكتور البروفسور ومعه الطبيب بمعاينة الحالة مع بعضهم البعض، وهذا نقوم به نحن في الأماكن التي نعمل بها، وهذا من أفضل سبل مساعدة الذين يعانون من مثل هذه الحالات, التي ربما تكون معقدة بعض الشيء من الناحية التشخيصية، فإذن المشورة ما بين المختصين هي أفضل وسيلة خدمية تقدم لأخيك هذا، أنا أميل كثيرا إلى الناحية الصرعية، لكني بالطبع لا أستطيع أن أكون متيقنا التيقن التام.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، وأسأل الله له العافية و الشفاء, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات