ضعف النطق أمام الآخرين سبب لي الحرج.. فما السبيل للتخلص منه؟

0 479

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعاني منذ أربع سنوات تقريبا من ضعف في النطق عند التحدث مع الآخرين؛ حيث إنني فجأة أجد صعوبة في ذلك، مع تلعثم واضح في الكلام وتمتمة، وأحور في الكلام ليسهل علي اللفظ، فمثلا إذا أردت (أحيانا) أن أقول: الشجرة المحترقة، فإنني أقول المحترقة الشجرة وهكذا، علما أن هذا ليس دائما، وإنما أحيانا، وإن ذلك يسبب لي الحرج، خاصة عندما أكون في المدرسة وأريد التحدث أمام الطلاب، فإنني أمتنع عن المشاركة خوفا من ذلك فما تفسير ذلك؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالتك هذه يمكن أن تفسر أنك ربما تكون تعرضت لموقف حدث فيه نوع من الخوف والقلق والرهاب، وهذا جعلك تجد صعوبة في التحدث أمام الآخرين، ومن ثم تدهورت ثقتك في مقدراتك، وأصبحت تجد هذا التعثر في القدرة على التعبير، وتحول الأمر إلى خوف اجتماعي ووسوسة، وأصبت تراقب أداءك، خاصة فيما يتعلق بطريقتك في إخراج الكلام.

إذن نستطيع أن نقول: إنها حالة قلقية وسواسية مرتبطة بما نسميه بالمخاوف الاجتماعية.

وعليه يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وحاول أن تقوم بتدريبات كلامية وأنت وحدك، وأنت جالس بالغرفة تصور أنك تخاطب عددا كبيرا من زملائك الطلاب، وقم بالفعل بمخاطبتهم في موضوع معين، كأنك تعرض درسا أو تتحدث في موضوع عام، كرر هذا التمرين عدة مرات، ولا مانع أن تسجل – بل الأفضل أن تسجل – ما تقوم بأدائه, ثم تستمع لما قمت بتسجيله، فهذا يساعدك كثيرا على بناء قناعات داخلية ذاتية أن أداءك أفضل مما تتصور.

الأمر الثاني: هو أن تكثر من القراءة والاطلاع، وتزود نفسك بالمعارف, فالتزود بالمعارف يقوي مقدرة الإنسان على إخراج الكلام بصورة صحيحة.

ثالثا: اقرأ القرآن بتدبر وتمعن وتجويد.

رابعا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وإليك بعض الاستشارات السابقة التي توضح لك كيفية تطبيقها، وهي برقم (2136015).

خامسا: إن تمكنت من أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا جيد، فالطبيب النفسي سوف يوجه لك المزيد من الإرشاد، ويصف لك دواء مضادا للخوف، والتلعثم في الكلام عند المواجهات الاجتماعية، وتحوير الكلام هو جزء من المخاوف والبحث عن ما هو أسهل.

فقابل الطبيب، وإن لم تستطع طبق ما ذكرته لك من إرشاد، وأضف إليه أن تذهب إلى الصيدلية بعد التشاور مع أهلك, وتحصل على دواء يسمى علميا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريا باسم (لسترال)، أو (زولفت)، وربما تكون له مسميات تجارية أخرى في فلسطين المحتلة.

جرعة الزولفت المطلوبة هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة – تتناولها ليلا بعد الأكل، تستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة، تتناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء, وهو من الأدوية الطيبة والفاعلة والسليمة جدا.

ولمزيد من الفائدة انظر علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يحلل العقدة من لسانك ليفقهوا قولك.

مواد ذات صلة

الاستشارات