كيف أقضي على هذه الكآبة التي تلازمني؟

0 325

السؤال

يا دكتور:
أنا أحس بكآبة غير طبيعية، لا أحس أن هناك شيئا يلفت انتباهي ويشجعني لأعيش لليوم الذي بعده، أنام وأنا أدعو أن لا أقوم, حاولت الانتحار لكن الدين يمنعني، ومع ذلك فقد حاولت مرتين, لكنها محاولات خفيفة، أصبحت منعزلة في غرفتي, لا أحب أن أطلع، وأجلس مع أهلي, عصبية دائما، أي شيء يستفزني, وكلامي صار قليلا جدا,، وأغضب من الصوت العالي، وأرى كل شيء يضحكون منه سخيفا لا يضحكني, ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غزل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

لا شك أن محاولات الانتحار خطأ جسيم، وكثير من الفتيات يقمن به، وهو لعب بالنار،وخسارة الدنيا والآخرة، ولا شك في ذلك، فليس كل ضيق أو غضب أو عصبية أو انفعال نفسي سلبي أو كدر في الحياة أو مشاكل تمر بالإنسان يأخذ الإنسان نفسه عنوة، ليس معالجتها من خلال محاولات الانتحار، هذا خطأ جسيم, وإثم عظيم, ولا فائدة فيه، قال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا}, وقال - صلى الله عليه وسلم - : (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا ومن ‏‏تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا)؛ لذلك يجب عليك التوبة من محاولتك لذلك.

ومعظم الذين يحاولون الانتحار في مثل عمرك تجد أن الذي يدفعهم لذلك هي أمور بسيطة جدا، أمور انفعالية تمر على الناس بصورة طبيعية في هذه المرحلة العمرية, أنت مسلمة, وتعرفين أن الانتحار حرام, كما بينا لك، وفي ذات الوقت محاولات الانتحار تشوه صورة الفتاة، وتسيء إلى سمعتها، وتضعف موقفها أمام أهلها, وكل من يطلع ويعرف أنها قد حاولت الانتحار, فأرجو أن تغلقي هذا الباب تماما، وتفكري بصورة مختلفة.

ليس هنالك ما يدعوك للكآبة، فأنت في مرحلة عمرية فيها الكثير من التغيرات، وإن شاء الله التغيرات هذه تكون إيجابية، واجتهدي في دراستك، وشاركي أسرتك في الأنشطة المنزلية، ولا تنعزلي في غرفتك، وتواصلي مع صديقاتك، ولابد أن يكون لك صحبة طيبة مع الفتيات المثاليات، وإن كان هنالك أي شيء في خاطرك فلابد أن تتحدثي مع والدتك فيه - فهذا مهم جدا - والإنسان يحتاج إلى التفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يأتي من خلال أن يعبر الإنسان عن نفسه, وألا يكتم، فالذي أدعوك إليه وأرجوك هو أن تتحدثي مع والدتك, أو إحدى أخواتك, أو صديقة تثقين فيها, وتبثي لها هذه المشاعر، خاصة المشاعر السلبية, ومجرد التعبير عما بداخلك هو نفسه يشكل علاجا كبيرا ومفيدا جدا.

مفهومك عن نفسك سلبي، وهذا ليس صحيحا، بل يجب أن تكون مفاهيمك عن نفسك إيجابية، ومن خلال حديثك مع والدتك أو صديقتك أو أختك يمكن أن تطلبي من والدتك على سبيل المثال أنك تريدين أن تقابلي مختصا نفسيا، فليس هنالك مانع في ذلك أبدا, وجلستين أو ثلاثة مع المختص أيضا سوف تتيح لك الفرصة أن تفرغي كل ما بداخلك، ويمكن أن توجه لك المزيد من الإرشادات والنصائح التي تفيدك, وركزي تماما على دراستك كما ذكرت لك، وزعي وقتك بصورة صحيحة، خذي قسطا كافيا من الراحة، وممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة مهمة ومفيدة في حالتك، والصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، والدعاء، والذكر ... فهذه مطمئنات كبيرة جدا يجب أن يكون لها وضع أساسي في حياتك, وهنالك أيضا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي مفيدة وتساعد النفس على الهدوء، وإليك بعض الاستشارات التي بها كيفية تطبيقها، وهي برقم (2136015) فأرجو الحرص على أدائها.

أخيرا: أقول لك: الحياة طيبة، وأنت صغيرة في السن، وأمامك - إن شاء الله تعالى – أيام جميلة وحياة سعيدة، وكوني إيجابية في تفكيرك، وهذا أحسن الوسائل لأن يخرج الإنسان من الاكتئاب.

ولمزيد من الفائدة انظري تحريم الانتحار والتفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518)

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات