ما هي آثار أقراص (Danazol) على الجنين؟

0 334

السؤال

السادة الأفاضل العاملين في الموقع: السلام عليكم.

منذ فترة وزوجتي تشتكي من آلام في منطقة الصدر -تحديدا في الثديين- ونظرا إلى كون عائلة زوجتي لديها مرض وراثي هو سرطان الثدي, قمنا بإجراء سونار لمعرفة حقيقة تلك الآلام, فاكتشفنا وجود أكياس أو تكتلات, أو ما شابه ذلك في الثديين, ولكن وبمراجعة الطبيبة اتضح ـ ولله الحمد ـ أنها أكياس حميدة تعود لمرحلة الإرضاع, وأنها تفصدات لحليب الرضاعة.

الطبيبة المعالجة كتبت لزوجتي مجموعة من الأقراص الطبيعية للعلاج, ولكن حيث لم تتحسن حالتها كتبت لها من جديد أقراص (Danazol), وأوصتها بعدم الحمل أثناء فترة العلاج.

النقطة الأهم في القصة هي تفاجؤنا بحدوث الحمل, علما أن معرفتنا به جاءت بعد تناول زوجتي أربعة أقراص فقط, ومع ذلك فإن حديث الأطباء عن احتمال حدوث تشوهات للطفل تكاد تصيب زوجتي بالجنون.

سؤالي هو: ما طبيعة تلك التشوهات التي يتحدث عنها الأطباء؟
وما تلك الأعراض التي قد يتعرض لها الطفل؟
وما مدى خطورتها؟
وهل هي جدية حقا؟
وهل يكفي أخذ السونار للحمل في شهره الثالث أو الرابع في تبديد تلك المخاوف ومعرفة الحقيقة؟

إن عنايكم بسؤالنا لا تقدر بثمن لدينا, واهتمامكم به يخلصنا من حالة القلق الدائم والكآبة العميقة التي تخيم على قلوبنا, ولكم منا فائق التقدير والاحترام والدعاء بالتوفيق, والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

أتفهم قلقك - أيها الأخ الفاضل - فالدنازول دواء مصنف من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية على أنه من الصنف -X- وهذا يعني بأنه لا يجوز استخدامه في الحمل؛ لأن له تأثيرات سيئة مؤكدة على الجنين أثبتتها الدراسات.

ولكن أحب أن اطمئنك, بأن تأثير الأدوية في المرحلة المبكرة جدا من الحمل, أي قبل بلوغ الحمل عمر 4 أسابيع, يكون بتأثير يوصف على أنه (إما كل شيء أو لا شيء), أي إما أن يؤدي تناول الدواء إلى قتل خلايا المضغة كاملة, وبالتالي يحدث الإجهاض بشكل مبكر جدا, أو أن لا يؤثر الدواء مطلقا على خلايا المضغة, فيستمر الحمل بشكل طبيعي, أي أن التشوه في المراحل المبكرة جدا من الحمل لا يحدث؛ لأن الحمل يكون عبارة عن بضع خلايا فقط, ولم يصل بعد إلى مرحلة تشكل الأعضاء, والخلايا لا تتشوه, بل تموت عندما تتعرض لدواء ضار, أما الأعضاء فهي التي تتشوه.

لذلك إن تم عمل التصوير التلفزيوني لزوجتك, وظهر كيس الحمل, وظهرت المضغة بداخله, وفيها ظهر نبض القلب, فهنا يكون الحمل لم يتأثر إن شاء الله, ويمكن التعامل معه على أنه حمل طبيعي, مثله مثل أي حمل لم يتعرض للدواء.

وأيضا هنالك بعض النقاط التي أود ذكرها لك, علها تفيد وتريح إن شاء الله:
1- إن التأثير المشوه لدواء الدانازول يكون على الأجنة الإناث فقط, حيث قد يؤدي إلى تخنث في الأعضاء الجنسية الظاهرة عند الجنين الأنثى.

2- رغم أن الدانازول ممنوع تناوله في الحمل, ومثبت بالدراسات بأنه يؤدي الى تخنث في الأعضاء الجنسية الخارجية للجنين الأنثى, إلا أنه لم تسجل حالات للتخنث بسببه في الأجنة الإناث عند الحامل الذي صادف أن تناولته قبل بلوغ الحمل عمر 8 أسابيع, وقد يكون هذا بسبب أن تمايز الأعضاء الجنسية الخارجية يحدث متأخرا بعض الشيء.

3- إن التأثير السيء أو المشوه لأي دواء, يتبع الجرعة والمدة التي تم فيها تناوله, وزوجتك لم تتناول سوى أربع حبات, وهي جرعة قليلة جدا, ولمدة قصيرة جدا, وبما أنها كانت في مرحلة مبكرة جدا, فإنني أرى بأنه لا داعي للخوف أو القلق بإذن الله.
وعليك الانتظار إلى عمر 7 أسابيع فإن ظهر نبض المضغة, فعليك بتجاهل كل ما حدث, والتعامل مع الحمل بشكل طبيعي.

طبعا هذا الكلام الذي ذكرته هو ما تقول به أحدث الدراسات العلمية, ويبقى فوق كل ذي علم عليم, ويبقى الله خير الحافظين.

نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك المعافاة, والذرية الصالحة التي تقر بها عينك.

مواد ذات صلة

الاستشارات