أردد كلمة طالق في نفسي من غير شعور!

0 305

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة ألا وهي: أنني أردد كلمة طالق في نفسي من غير شعور, وأحيانا عندما أتكلم مع زوجتي وأقول لها: اذهبي أحضري شيئا يأتيني ما يقول لي: إنك نويت الطلاق, وإنه سوف يقع, وأحيانا أخرى عندما أقول شيئا لا علاقة له بالطلاق كقول: أحبك, أو أستغفر الله يأتيني إحساس يقول حتى الكلمة التي لا دخل لها بالطلاق إذا كانت بنية الطلاق تعتبر طلاقا, وقد حاولت مرارا أن أسكت الذي يتحدث في نفسي, ولكن من غير جدوى, فهل هذه المعلومات صحيحة؟

انصحونا, جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

مرحبا بك - أيها الأخ الكريم - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفيك من داء الوسوسة؛ فإن الوساوس من شر الأدوية التي إذا سيطرت على الإنسان أفسدت عليه دينه ودنياه؛.

ولذا فنصيحتنا لك - أيها الحبيب - أن تسعى جاهدا في مداواة نفسك من هذا الداء, وليس لهذا الداء دواء مثل الإعراض عنه, كما قرر ذلك العلماء, وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمن يعاني من الشكوك والوساوس إذ قال: " فليستعذ بالله ولينته" فانصرافك عن هذه الوساوس وعدم التفاتك إليها هو السبيل للشفاء منها, فكلما أتاك الوسواس وحاول أن يزين لك بأنك قد طلقت زوجتك فلا تلتفت إليه, واعلم بأن النكاح يقين جازم, ولا يزول إلا بيقين مثله, فمجرد الشك في وقوع الطلاق لا يضر, ولا تطلق به الزوجة, بل المبتلى بالوساوس إذا وقعت تحت تأثير الوسوسة, وصار يتكلم بلفظ الطلاق بغير إرادة منه فإن هذا الطلاق لا يقع منه كما أفتى بذلك علماؤنا رحمهم الله, ومن أولئك العلامة الشيخ بن عثيمين إذ يقول: المبتلى بالوسواس لا يقع الطلاق به حتى لو تلفظ به بلسانه إذا لم يكن عن قصد بأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة بل هو مغلق ومكره بقوة الدافع وقلة المانع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا طلاق في إغلاق" فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقة وطمأنينة، فهذا الشيء الذي يكون مرغما غليه بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به. انتهى كلامه رحمه الله.

وبهذا الكلام الواضح الجلي تعلم - أيها الحبيب - أنك في عافية من الطلاق, وأن المطلوب منك أن تجاهد نفسك للانصراف عن هذا الوسواس, وأن لا تلتفت إليه, وأن تعلم بأن زوجتك لا تزال في عصمتك, إلا إذا طلقتها بالتلفظ بالطلاق قاصدا الطلاق مع طمأنينة النفس, وإرادة حقيقية لفراق زوجتك, أما مع كراهتك للطلاق وفراراك منه وخوفك منه فإن هذا كله يدل على أنك غير مريد للطلاق فاصرف نفسك عن هذه الوساوس, وإذا سلكت هذا الطريق ستشفى بإذن الله تعالى.

نسأل الله أن يعجل لك بالشفاء, وأن يزيل عنك كل هم وكرب.

مواد ذات صلة

الاستشارات