كيف أقنع أهلي بالفتاة التي أريدها؟

0 514

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أتقدم لكم بخالص الشكر والتقدير على كل الجهود والأعمال المبذولة؛ لجعل هذا الموقع بهذا الشكل والأهمية ليستفيد كل مسلم ومسلمة منه.

أما بالنسبة لسؤالي فهو كما يلي:

أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة، أتممت في هذا العام الدراسة الجامعية، ولقد أعجبت بفتاة هي في الأساس زميلتي في الكلية، وهي على خلق ودين، وذات سمعة وذكر طيبين.

الآن لما أنهينا دراستنا الجامعية طلبت يدها من أهلها، لكن أهلي عارضوا أن يتم الزواج وذلك لسببين هما:

أولا: عندما سألنا عن تلك الفتاة وأهلها وجدنا أنهم أسرة كريمة ومتدينة وطيبة، باستثناء عمتها (شقيقة والدها) فإنها ذات سمعة سيئة، وتمشي في الباطل، وهذا الشيء يثير استياء عائلتي.

ثانيا: تلك الفتاة التي طلبت يدها ذات قامة قصيرة (أي أقصر مني طولا)، وهذا أيضا لم يعجب العائلة.

فأنا الآن محتار جدا، ولا أدري ماذا أفعل, وكيف أتصرف.

أتمنى منكم الإرشاد والنصح، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونهنئك على النجاح والانتهاء من دراسة الجامعة، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وكم تمنينا دائما ألا يستعجل الشباب في مثل هذه الأمور، وأن يضعوا الأسر منذ بداية العلاقة منذ بداية التفكير فيها، لا أن تفاجأ الأسر التي تحتفل بأبنائها الخرجين من الجامعات، تفاجأ بأنهم جاؤوا بزوجاتهم، وجاءت هي بزوجها من الجامعة، والأسر غالبا قد تكون أعدت لها أزواجا أو أعدت للشاب أيضا ترشيحات من الفتيات، ولذلك غالبا ما يواجه الإنسان صعوبات في مثل هذه الأحوال لكونه فاجأ الأسرة، ولكونه باغتهم بهذا القرار الذي لم يشاورهم فيه.

ولكننا نحمد الله -تبارك وتعالى- في الحال المذكورة أنه لما سألوا عن الفتاة وجدوها تنتمي إلى أسرة كريمة متدينة وطيبة، وهذا ولله الحمد مؤشر طيب وجيد ومميز جدا، إلا أنك قلت باستثناء عمتها، وطبعا الله تبارك وتعالى يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ومن الصعب أن نجد امرأة أهلها في الطيبة والدين في الدرجة العليا، وكل من حولها من الجارات والعمات والخالات والجدات، هذا قد يصعب على الإنسان.

لكن طالما كانت الأسرة كريمة وطيبة ومتدينة فإن لكل قاعدة شواذ، ونعتقد أن الأهل إذا رفضوا من أجل هذا السبب فإن في ذلك سيكون ظلما وتقصيرا حقيقة في حق هذه الفتاة، وفي حق الفتى أيضا الذي يجد نفسه مع هذه الفتاة.

المسألة الثانية التي لاحظها الأهل: وهو أن الفتاة قصيرة القامة، وهذا أيضا لا يعتبر عيبا، لأن العبرة بنظر الشاب للفتاة وليس بنظر أهله، والناس نظرهم للجمال يختلف، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع, ومنه فنحن ننصحك بأن تجتهد مع أهلك في إقناعهم، وأن تطلب مساعدة العقلاء والفضلاء من الأعمام والعمات والخالات والخلان؛ حتى تنال رضى الأهل وتقنعهم بأن هذه الأسباب التي ذكروها لا تعتبر أسبابا فعلية, أو أسبابا تحول بينك وبين السعادة مع هذه الفتاة.

ونتمنى ألا تكون العلاقة بينكم قد أخذت مدى أكثر حتى بعد الخطبة، لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، فكيف إذا كانت مجرد علاقة عادية ليس لها غطاء شرعي, ولم يكن لأهلك أو لأهلها علم منذ بداية هذه العلاقة.

فمن هنا نحن نوصيك بأن توقفوا هذه العلاقة حتى توضع في إطارها الصحيح، وحتى تجتهد في إقناع أهلك وإيصال الفكرة صالحة بالنسبة لهم، وإذا كانت الفتاة متدينة ومن أسرة متدينة، وأنت صاحب دين ووجدت في نفسك هذا الميل، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح.

ونتمنى أن تدير هذا الحوار مع أسرتك بحكمة، وعليك أن تجتهد في معرفة الأسباب الحقيقية لرفضهم، فإن هذه الأسباب التي يذكرونها قد لا تكون الأسباب الحقيقية، ولذلك ينبغي أن تبين لهم ما في الفتاة من محاسن ومن أنها أسرة طيبة، وتتوجه إلى الله تبارك وتعالى الذي يملك قلوب العباد، فإن قلوب الأهل وقلوب الناس جميعا بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فاجعل التوجه إلى الله -تبارك وتعالى والتضرع إليه ديدنا لك وعادة، فإن الإنسان إذا توجه إلى الله -تبارك وتعالى- نال ما يريد.

نوصيك كذلك بتقوى الله -تبارك وتعالى-، وبغض البصر، وبالصبر، وبالإحسان إلى المحتاجين ليكون العظيم سبحانه وتعالى في حاجتك، ونتمنى كذلك أن تدير هذا الأمر بمنتهى الهدوء، وأن تقدم بين يدي -هذا الطلب- والديك صنوفا من البر وألوانا من الاهتمام والرعاية، فإن الأسرة كانت تنتظر هذا التخرج، فطمئنهم من هذه الناحية وبين لهم أنك وما تملك لهم، وأنك تعلمت من أجلهم؛ حتى تزول بعض المخاوف التي ربما تكون عالقة بالأذهان.

ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات