انطوائية وبعد عن الناس هربا من المشاكل.. كيف أتخلص من ذلك؟

0 347

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة منذ صغري، لا أستطيع أن أتغلب عليها، وهي عندما أتحدث عن مشكلة ما من المشاكل الطبيعية التي تمر علي بني آدم، مشكلة مع أشخاص في الجامعة، أو مشكلة في العمل، مشكلة مع الجيران .... الخ.


الطبيعي أن الواحد يقلب الصفحة، وينسي، لكني أقعد أفكر في هذه المشكلة ثلاثة أيام بلياليها دماغي لا تهدأ من التفكير في المشكلة.

وهذا لأني في كثير من الحالات يكون الحق معي؛ لكني لا أعرف أن أعبر عنه، فخصمي يهزمني بالكلام، وهو علي باطل، وليس له أي حق، فتبدأ دماغي في التفكير، ونفسي في التأنيب، وكان المفروض أن أفعل كذا، وأقول كذا، وما كان المفروض أن أقول كذا وكذا، لدرجة وصل بي الحال أن أكلم نفسي وبصوت عال، وأسرح كثيرا أمام الناس، وممكن تصدر مني أثناء التفكير فيما حصل حركات لا إرادية مثل الرعشة في الجسم، وتشنج في الأيدي، ورعشة في الرأس.

وأيضا أصبحت أميل إلى الانطوائية، والبعد عن الناس لتجنب مزيدا من المشاكل، ولجلب راحة البال.

كيف أتغلب على هذه المشكلة، وبم تنصحونني؟

جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيظهر أن شخصيتك حساسة، وهذه الحساسية أدت إلى قلق، والقلق يخفض كثيرا من مقدراتك على التواصل الاجتماعي، والانطوائية التي تعاني منها وكذلك الرعشة في الجسم، والتشنج في اليدين، ورعشة الرأس، هذه قد تكون ناتجة من التفاعلات الفسيولوجية التي تصاحب القلق النفسي خاصة القلق الذي يكون مصدره المواجهات الاجتماعية، ويسمي البعض هذا النوع من القلق (الخوف الاجتماعي الظرفي من النوع البسيط).

أنت محتاج لأن تطور المهارات الاجتماعية، وهذا يتم من خلال: أولا أن تكون دائما لك رفقة صالحة طيبة من الشباب، ليسوا من أصحاب المشاكل، أو المواجهات، إنما الذين تسمع منهم الكلمة الطيبة، وتستأنس بصحبتهم، وتشاركهم في الحوارات التي تدور بين الشباب، وتكون متواصلا مع مثل هذه الفئات من الناس. هذا يشعرك بالطمأنينة، والطمأنينة هي الزاد لتحسين فعالية الإنسان لكل المواقف خاصة المواقف الاجتماعية.

ثانيا: عليك بتحقير فكرة أنك غير مقتدر في المواقف الاجتماعية، الفكرة التي تعاني منها في الأصل هي فكرة سلبية، ويظهر أنك اقتنعت بها، وقبلتها، وأصبحت مسيطرة عليك، لا، أنت مقدراتك أفضل مما تتصور، ويمكنك أن تعبر عن نفسك، أو بالفعل أنت تعبر عن نفسك ولكنك لا تستشعر ذلك.

ثالثا: هنالك ما نسميه التعريض، أو بناء المهارات في الخيال، هذا يتطلب منك أن تجلس في الغرفة، وفي لحظة هدوء، تتصور وتضع وتكون سيناريو لحدث معين، هذا الحدث يتطلب منك المواجهة. مثلا: طلب منك أن تلقي محاضرة، أو عرضا لموضوع معين أمام الأساتذة والطلاب، أو طلب منك زملاؤك أن تصلي بهم صلاة الجماعة، أو طلب منك زملاؤك أن ترتب لهم لرحلة في نهاية الأسبوع، عش مثل هذه السيناريوهات بكل تفاصيلها، وهذا النوع من التعريض مجرب، وهو مفيد إذا طبقته بالصورة الصحيحة.

رابعا: يجب أن تكون لك ممارسات اجتماعية محددة، مثلا: أن تنضم لفريق رياضي به بعض الأصدقاء، أو أن تذهب وتنضم إلى مجموعة تحفيظ، أو تلاوة القرآن في المسجد، أو تنخرط في أي منظمة ثقافية، أو اجتماعية، أو خيرية شبابية، هذه كلها تحسن من المهارات الاجتماعية وتعطيك المزيد من الثقة في نفسك.

هنالك أيضا فنون بسيطة لتطوير المهارة، وهي سهلة جدا، لكن فائدتها كبيرة، مثلا: التدرب على كيفية تحية الآخرين – هذا مهم جدا – أن تلقي السلام على الناس بصورة رصينة، وكاملة، وبشيء من البشاشة، وأن تسأل الناس عن أحوالهم، هذه مهارة، ومهارة كبيرة، ومهمة جدا وتجعلك - إن شاء الله تعالى – تنصهر وتنسجم مع الناس تلقائيا، لأن أخذ هذه المبادرات يزيل أي حجر عثرة في القدرة على التعبير، والتفاعل الاجتماعي.

وأخيرا: أرجو أن تجتهد كثيرا في دراستك، وتزود نفسك بالعلم الرصين، فالتفوق الأكاديمي يزيد من مهارات الإنسان، ويحسن ثقته في نفسه.

لا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، أرجو أن تطبق ما ذكرته لك، وإن شاء الله تعالى بمرور الزمن سوف يزداد سقف مقدراتك الاجتماعية.

وإليك علاج عدم القدرة على الحديث والتعبير سلوكيا: (267560 - 267075 - 257722).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات