مشاكلي تمنعني من نجاحاتي..أفيدوني وأرشدوني

0 320

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية يا دكتور أنا أعاني من أكثر من مشكلة، وأكثرها تعتبر نفسية.

اكتشفت أن لدي رهابا اجتماعيا؛ بسبب أني لما أذهب إلى السوق لا أريد أن يراني أحد، وأخاف أن يراني شخص يعرفني، وعندما أكون بالجامعة في بعض الأوقات أستحيي من الأكل أمام الأشخاص.

علما أني ببعض الأوقات تكون لدي جرأة، وكنت سابقا أجيد الحديث والكلام والمناقشة، ولكن بالسنوات الأخيرة، لم أعد أستطيع الحديث، وجذب الآخرين بالحديث، قد تكون بسبب أنني مررت بفترة كنت معتزلة الناس فيها؛ بسبب أني عشت فترة وحيدة بالمنزل مع والدي، لكن الحمد الله تحسنت الأحوال هذه السنة، واجتمعنا مع أمي وأبي وجميع إخوتي.

ولكن المشكلة هي أني فقدت بعضا من المهارات:

أولا: التحدث.

ثانيا: الثقة، فمنذ صغري لم تكن لدي ثقة بنفسي، فقط كنت أشعر بالثقة في مرحلة الابتدائية، وهي ثقة الطفولة، ومن ثم لم تعد لي ثقة بنفسي.

ثالثا: الاندماج مع الناس، وهذه مشكلتي الغريبة، فأنا أكون صداقات، ولكن لاحظت أنها لا تطول، أو بالأصح أنها تكون فترة دراسة لا تنقطع بسبب مشكلة؛ بل تنقطع بسبب إهمال مني، وعدم معرفة أصول التواصل.

رابعا: التشتت، أحيانا أكون إنسانة تفكر فقط بالنجاح، وأحيانا أفكر بالتسلية والمؤانسة، وبعض الأيام ينعكس حالي بحسب من هم حولي.

صدقني يا دكتور أنا متعبة جدا جدا من نفسي، أريد فقط أن أكون راضية عن نفسي، ومقتنعة بها، عدم ثقتي بنفسي تقودني لأن أتحدث بكلام يكثر به الكذب، لكي يعجبوا بحواري، يعني أنه لم يسألني أحد وجاوبته بصراحة عن نفسي.

وأحيانا أعبر عن إحساسي بصدق، أو موضوع حدث لي بصدق خصوصا للأشخاص الذين في الجامعة، ودائما يراودني إحساس بأني الإنسانة الغنية، وأني ملزمة بأن أظهر حالتنا الغنية، وأحيانا أحب التواضع.

دكتور قد يكون هناك انفصام! علما أني في فترات أكون إنسانة واعية، ولا يهمني من حولي، وقد تكون أهدافهم ليس لها مستقبل، مقتصرة على اللهو، ومرات أخرى أتجه لتفكير غيري.

خامسا: ليس لها اسم، فردة فعلي تتأثر بمن حولي، فمثلا عندما أكون جالسة، وكنت متضايقة من أمر معين، لا أقوم إلا إن وجد شخص وقام، فأتجرأ بردة فعلي وأقوم، يعني أن ردة فعلي محصورة بمن حولي.

دكتور، وأنا أتكلم أدركت مدى ضعف شخصيتي، علما بأني ذكية ولكن ... أحيانا أستحقر نفسي، أنا فعلا مشتتة.

وهناك مشكلة أخيره وهي: أني كنت معجبة بأستاذة؛ بسبب شخصيتها، ولكن لا أبين إعجابي ومحبتي لها، وسبب إعجابي بها مبني على جمال شخصيتها المرحة، ومقتصر على نجاحاتها فقط، يعني - محبة أخوية - وكنت أبين لها بنظراتي بأنه لا تهمني مسألة الكره وعدم المحبة.

وهي مشاعر عكس ما أخفيه من الداخل، المشكلة هنا يصعب أن تعامل شخصا تحبه بالكراهية.

لا أدري لماذا فعلتها؟ ولكن قد يكون لأنه لا توجد لدي الثقة بأن أبين احترامي ومحبتي المحترمة، فشككت بأنها تفهمني خطأ؛ بسبب زماننا المليء بمشاكل الإعجاب، وما يتبعه من أمور.

أرجوك ساعدني؛ لأني متأكدة وواثقة بأنه لو استمرت مشاكلي، لن أكون مبدعة بمجال تخصصي.

أرشدني بالنصائح، والكتب التي يمكن أن تفيدني، علما أني لا أستطيع أن أذهب إلى طبيب نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريد حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنك مدركة لصعوباتك، وإن شاء الله تكوني أيضا مدركة للحلول، فإنه من الواضح أن لديك درجة من قلق المخاوف، وهنالك أيضا جوانب وسواسية، خاصة حول مقدراتك ودرجة تفاعلك مع الآخرين، وأعتقد أن تقييمك لمقدراتك الشخصية أقل مما هو حقيقي، وهذه بالطبع إشكالية تؤدي إلى المزيد من الإحباط والشعور بالإخفاق وعدم الفعالية.

فأنت محتاجة لما نسميه بتأكيد الذات، وتأكيد الذات يأتي من خلال أن تكوني منصفة لنفسك وتقييمها تقييما صحيحا.

أدركي إدراكا جيدا الوجوه الإيجابية في شخصيتك، وأدركي في نفس الوقت السلبيات، وبعد ذلك انتقلي لمرحلة الفهم والقبول لذاتك، أي أن تقبلي ما هو إيجابي وتحاولي أن تدعيمه، وأن تقبلي ما هو سلبي لكي تسعي للتخلص منه، وهذا - إن شاء الله تعالى - ينتج منه ما نسميه بتطوير الذات.

أنصحك أيضا ألا تفرضي رقابة صارمة على كل صغيرة وكبيرة في تصرفاتك، أنا أرى أن الجانب الوسواسي أيضا يسيطر عليك للدرجة التي تجعلك تضعين هذه الأحكام السلبية على شخصيتك وعلى أدائك.

من المهم جدا أن يجعل الإنسان لحياته معنى، وهذا بالطبع لا يمكن أن يؤدي إلى حل قبل شهر – كما ذكرت في رسالتك – لكن إذا وضعت الأهداف، وهذه الأهداف كان لها معنى، والأهداف حين توضع هي نفسها تهيئ للإنسان الوسيلة التي يوفر من خلالها الآليات التي توصله إلى هدفه، فمثلا: من يريد أن يتميز أكاديميا، الآلية معروفة، وهي الاجتهاد والدراسة وترتيب الوقت والثقة في النفس.

إذن الهدف أو المدخل هو الذي يوصل الإنسان إلى الآليات، والآليات - إن شاء الله تعالى – تؤدي إلى المخرجات الصحيحة. اتبعي هذا المنهج.

وإدارة الوقت بصورة صحيحة مهمة جدا، وهي أمر أساسي لأن ينمي الإنسان ذاته، وأن يستفيد من وقته، أن تكون لك قدوة طيبة وحسنة وصالحة، هذا أيضا يجب أن يكون متوفرا وتسعي نحوه.

الإيجابية – ونقول الإيجابية المطلقة – فيما يخص المشاركة في الشؤون الأسرية؛ لأن التفرد، أو أن يكون الإنسان ليس فعالا داخل أسرته هذه مشكلة كبيرة، وتضعف مهارات الإنسان وثقته بنفسه.

أنت لا تعانين من أي أعراض فصام، هو مجرد قلق المخاوف، مع التوجه الوسواسي في التفكير – كما ذكرت لك – ويضاف إليهما التقييم السلبي للذات.

أنت أفضل مما تتصورين، فأرجو أن تتبعي الخطوات العامة التي ذكرتها لك.

بالنسبة للكتب: هناك كتاب جيد يسمى (التعامل مع الذات) للدكتور (صالح بشير الرشيدي) من دولة الكويت، وبالرغم مما ذكرته من أنك لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب نفسي؛ لكن يمكن أن تتواصلي مع مرشد نفسي مثلا، فهنالك الآن الكثير من العيادات المختصة في الإرشاد النفسي والتوجيه.

وعموما ما سوف يقال لك سوف يكون على نفس النمط الذي ذكرته لك، وهو:

• المزيد من الثقة في الذات.

• التفكير الإيجابي.

• إدارة الوقت بصورة صحيحة.

• الرفقة الطيبة.

• المشاركة والتفاعل الاجتماعي، وهذا هو المطلوب.

بالنسبة للأستاذة التي ذكرت أنك معجبة بها، أتمنى أن يكون هذا الإعجاب في حدود ما هو مشروع، وفي حدود ما هو مقبول، والإنسان حين يكون معجبا بشخص ما، يعبر له عن هذا الإعجاب بصورة لا شعورية، يعني المشاعر سوف تتحدث عن نفسها، وأنت لست مطالبة أبدا بأن تتصنعي هذا الإعجاب.

الإعجاب في مثل هذه الحالة يجب أن يقوم على التقدير والاحترام، وهذا يكفي تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات