كيف أتعامل مع أخي الصغير الذي لا يحترمني ويغار مني؟

0 490

السؤال

السلام عليكم.

لدي أخ أصغر مني بسبع سنوات, وهو الأصغر في العائلة، وأحيانا نختلف, وأخرى نتفق، وقد سافرنا من بلدنا منذ عام تقريبا, وابتعدنا عن أمي, وعن بيتنا، وهنا افتقد أخي أغلب ما كان يحبه, وافتقد مدرسته, وعمره الآن عشر سنوات, ونعيش مع أبي، ولكن أمي تأتي لزيارتنا عندما تسمح لها الفرصة؛ لأنها معلمة, ولا تستطيع ترك وظيفتها.

كثيرا ما أتقاتل أنا وأخي، فهو يريد أن يلعب على الكومبيوتر، وأنا أترجم وأدرس، ورغبته في اللعب لا تنتهي, بالرغم من كونه لعب لأكثر من 3 ساعات، وتركه اللعب مللا منه، ولكنه يحب مضايقتي، بالإضافة إلى أنه غير مرتب, ولا ينظف وراءه, ولا يرتب أغراضه، وأنا أتضايق منه, وخاصة عندما يوسخ البيت بعد أن أنظفه، فأطلب منه أن ينظف ما وسخ، ولكنه لا يبالي, وعندها أعنفه, وأدع أبي يعنفه أيضا، ويجعله يفعل ذلك رغما عنه, وهو يغار جدا عندما يسمع أبي كلامي، ولا يعترف بخطئه، ودائما يكذبني، ولكن أبي يعرفه, ويعرف أفعاله فيصدقني.

وقد أصبح أخي بالفترة الأخيرة يكثر الكلام معي جدا؛ لأنه أصبح ملازما للبيت, وضعيف الشخصية في الخارج، ولم يعد يلعب بالكرة مع أولاد الحارة، وذات مرة ظللنا وحدنا في البيت، وكنت أشاهد التلفاز, وهو كان يريده، وبعد أن تناقشنا بدأ يتلفظ بألفاظ, وكأنه يريد أن يتقاتل معي، فلم أعره كل الاهتمام؛ لأني أعلم أني إذا رددت عليه فسنتقاتل، وللأسف فلقد اغتاظ, وقام وضربني, وأنا ضربته، ولكنه كان يقول لي: بأني أثرت على عقول عائلتي، وأنهم يصدقونني، مع كوني كاذبة و..و.. إلخ.

وقد كان يرى أن تلك هي الفرصة المناسبة للانتقام مني, وقد فوجئت بذلك, ولم أتوقعه؛ فقد كنت ألعب معه كثيرا، وكنا نضرب بعضنا لعبا، أهذا هو السبب الذي دفعه ليضربني! ولكنه نادرا ما يمد يده على أختي الكبيرة, وقد أصبح عصبيا, ويصرخ بصوت عال، ولكنه أصبح يكثر الكلام معها أيضا، فهل ما حصل معنا بسبب فقدانه لأبي لأن أبي كان مسافرا، وبعدها أمي، بالإضافة إلى ما ذكرته سابقا, هل هي أسباب أثرت في طريقة تعامله معي؟ وكيف يجب أن أعامله حتى أعيد احترامي؟

الرجاء المساعدة، فأنا أريد أن أبنيه لا أهدمه، وأريد أن أستغل فرصة غياب أمي؛ لأنها تدللـه كثيرا، وغالبا ما تخطئ بسبب الحنان الزائد, والاشتياق له، وعندما تعود أمي كيف يجدر بي معاملته أيضا؟

أتمنى الإجابة السريعة، وعذرا للإطالة, وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

في الحقيقة: لا أدري فلدي شعور بأن أسرتك قد اضطرت لمغادرة بلدكم بسبب الأحداث المؤلمة التي تجري فيها، وخاصة أنكم انتقلتم منذ سنة، ولعل هذا الانتقال, وهذه الغربة, وما رافقها ويرافقها الآن من الابتعاد عن بيتكم، وافتقادكم جميعا لأمكم، كلها عوامل من شأنها أن تجعلكم أكثر توترا من المعتاد، وأكثر عصبية مع بعضكم.

هذا كله بالإضافة إلى المرحلة العمرية التي وصل إليها أخوك الأصغر هذا، وفي هذه السن، وخاصة مع الهجرة, والغربة, والظروف الصعبة, وابتعاده عن أمه، وهو الصغير، كلها أمور قد تجعله أكثر عدوانية من المعتاد.

أنا أميل إلى الاعتقاد بأن أكثر ما ذكرت في رسالتك عبارة عن "أعراض" وليس المرض، أعراض لهذه الظروف الصعبة التي تمرون بها، وأنصح بأن يكون بينكم جميعا، وحتى أختك الكبرى والوالد والأم عندما تزوركم، أن تتحدثوا وبكل انفتاح وصراحة عن أنكم جميعا تعيشون في ظروف صعبة تجعل كل واحد منكم في عصبية وانفعال، فكيف يمكنكم جميعا مساعدة بعضكم بعضا؟ وكيف يتحمل الواحد منكم الآخر؟

ويفيد أيضا في مثل هذه الظروف القيام ببعض الأعمال المسلية، وخاصة بالنسبة للصغار كهذا الأخ، وحتى أنت، فمثل هذه الأنشطة والأعمال من شأنها أن تخفف عنكم جميعا، وتعينكم على التكيف الأفضل مع الظروف الصعبة التي تمرون بها الآن.

وإن شاء الله ما هو إلا وقت قصير وتتمكنون من العودة لبلدكم، وبيتكم، وأمكم.

وفقكم الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات