وساوس في العقيدة والنظافة تبعها اكتئاب وخوف .. فأنقذوني

0 368

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من اكتئاب شديد، بدأ معي الأمر في المرة الأولى بالخوف من المكان، فقد كنت أفزع كثيرا من أي صوت، وأفكر بأنني سأجد شيئا في المنزل، وقد كنت أخاف - حتى في صلاتي - من أن يكون أحد ورائي، بعدها تحول ذلك إلى خوف شديد من المستقبل، وبعد ذلك أفكار تشككني في عقيدتي، وتسبب لي الألم النفسي، وتجعلني أردد بصوت مرتفع: إنني مسلمة، وأخيرا انتقل ذلك إلى وسواس النظافة، فأنا أغسل يدي من أشياء لم أكن أنتبه لها سابقا، وتأتني أفكار أني إذا لم أغسل يدي فسوف أنقل الجراثيم إلى الناس.

أخيرا: أصبحت لدي هواجس وأفكار خطيرة، ومن حولي يقولون: إنها خاطئة تماما، لكني لا أستطيع تصديقهم، وهي مرتبطة بحادث مر معي منذ سنوات وقد كنت قد نسيته، وارتحت من هذه الأفكار التي سببت لي الخوف، وارتفاع دقات القلب بشكل كبير, وفقدان الشهية.

وقد كنت عانيت من مثل هذا المشكلة، لكن ليس بنفس حدة الأفكار، وزرت طبيبا نفسيا، وشفيت - بإذن الله -، وأنا أسكن الآن بأمريكا، ولا أرتاح لزيارة طبيب غير مسلم.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ karima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

يظهر أن الحالة قد عاودتك مرة أخرى، ويظهر من الوصف الذي ورد في رسالتك أنك تعاني من قلق المخاوف، وأصبحت هناك جوانب وسواسية أيضا، منها ما هو فكري، ومنها ما هو طقوسي، أو فعلي، وهذه الحالات تشخص تحت ما يعرف بقلق المخاوف الوسواسية، وهو تشخيص واحد، فلا نقول: إنك تعاني من حالات متعددة، فهي حالة واحدة تتسم بهذه الجزئيات والتشعبات، وهي تأتي تحت ما يسمى بحالات العصاب، والحالة - إن شاء الله تعالى – بسيطة، وليست معيقة؛ لكنها قد تكون مزعجة بعض الشيء.

أيتها الفاضلة الكريمة: كما شفيت في المرة السابقة فأسأل الله تعالى أن يكتب لك الشفاء هذه المرة أيضا، والأمر يتطلب منك تجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، وتحقير فكرة المخاوف والوساوس، فهذا مهم جدا، ومع تحقيرها يجب أن تقومي بفعل ما هو ضدها، فهذا يساعدك كثيرا، فاصرفي انتباهك، وذلك من خلال أن لا تتركي للفراغ مجالا؛ حتى لا تستحوذ عليك هذه المخاوف والوساوس، وملء الفراغ الزمني، وذلك الفراغ الفكري لدى الإنسان هو من الوسائل الممتازة جدا للانصراف عن القلق والوسوسة والمخاوف.

وبجانب ذلك أنصحك بأن تمارسي تمارين الاسترخاء فهي ذات فائدة عظيمة جدا، وهناك برامج متعددة على الإنترنت توضح كيفية إجراء هذه التمارين، كما أنه توجد كتيبات وأشرطة كثيرة بهذا الخصوص، وأحد الطرق الجيدة للاسترخاء تعرف بطريقة جاكبسون, فاحصلي عليها باللغة الإنجليزية - إن شئت - فربما تكون أكثر دقة، وإن شئت أن تحصلي عليها باللغة العربية فهذا أيضا جيد، وفي موقعنا إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015)، توضح من خلالها كيفية القيام بهذه التمارين.

بقي أن نحدثك قليلا عن العلاج الدوائي، فالأدوية - والحمد لله تعالى - أصبحت فعالة جدا، وغيرت حياة الناس, وذلك من خلال التصدي الحقيقي لفكر القلق والمخاوف والوساوس.

عقار بروزاك عقار معروف، ومنتشر عالميا، وأصله اكتشف في أمريكيا بواسطة شركة ليلي، وفي عام ( 1988) دخل الأسواق، ومنذ ذلك الوقت ظل هذا الدواء بنفس الفاعلية، والدرجة التسويقية لم تنخفض أبدا، وهذا مما يميزه ويدل أنه دواء سليم وفعال.

أنت تحتاجين إلى تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي (20) مليجراما، تناوليه بعد الأكل لمدة شهر, بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اخفضيها إلى كسبولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها كسبولة يوما بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذه المدة العلاجية الخاصة بتناول الدواء ليست مدة طويلة أبدا، وهذه المرة وددنا أن نكون أكثر تحوطا حتى لا تأتيك انتكاسة أخرى، ومتى ما تمازج العلاج الدوائي مع العلاج السلوكي الذي أشرنا إليه سلفا فسوف تكون النتائج رائعة جدا، ويستمر معك التعافي - بإذن الله تعالى -.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات