رسالة شكر للشيخ الهنداوي وكل طاقم الشبكة المباركة.

0 504

السؤال

الحمد لله رب لعالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سلام عطر أزفه على حضرتك الشيخ الهنداوي وعلى كل من يقوم على هذه الشبكة المباركة.

ها قد عدت بعد أشهر من الغياب راجية أن تكون أحضان الشبكة دوما تضمني إليها.
لقد فارقت الشبكة بالكتابة لكم ولكن القلب لم يفارقكم أبدا، أنا الأخت فريزة من الجزائر، التي لا طالما أثقلت على حضرة الشيخ الهنداوي وغيره بالأسئلة،
والاستشارات.

لقد عدت لأبشركم حضرة الشيخ أنني تفوقت ونجحت في شهادة البكالوريا، و-الحمد لله - الذي وفقني للتخصص في علوم الشريعة التي طالما تمنيت دراستها، فأنا الآن في السنة النهائية تخصص دعوة وثقافة إسلامية، وسأتخرج بعد 3 أشهر إن - شاء الله-، وأيضا أبشركم أن علاقتي بوالدتي تحسنت كثيرا، حتى أنني أصبحت أتحدث معها دون حرج، وأخرج معها دون عقدة، إلا أنني لم أصل بعد إلى درجة بوحي لها بمشاعري وحبي الكبير لها أو أن أناديها أمي حتى الآن، وأيضا للأسف لم أستطع إقناعها بترك الذهاب إلى السحرة والدجالين أحد أسباب مشاكلنا الأسرية، ولكني أسأل الله الهداية لي ولها ولجميع المسلمين والمسلمات.

وبالنسبة للصحبة، والسكن الجامعي الذي أتواجد فيه فطالما أسمع أشياء سيئة عن الحي الجامعي، ولكن -الحمد لله- فأنعم الله علي بصحبة صالحة، مجموعة من البنات الطيبات اللواتي يعنني على ديني، وأرجو من الله أن تدوم هذه الصحبة أينما حللت فأدعو لي يا شيخ بذلك بارك الله فيك.

هذه معظم الأخبار السارة التي حملتها أشهر الغياب تلك، فأحمد الله كثيرا على تلك التغيرات وأشكر حضرتكم على النصائح والإرشادات التي كانت سندا لي في كثير من خطواتي، ولكن، طالما نحن في هذه الدنيا فلن نهنأ من المشاكل وبالتالي، أخبركم أيضا بأن أشهر الغياب تلك حملت أيضا بعضا من المشاكل والتعقيدات فأتمنى التوجيه والنصح فيها بإذن الله.

وأخيرا، أدعكم في رعاية الله وحفظه إلى لقاء قريب إن شاء الله، وجزاكم الله خيرا عنا جميعا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختكم في الله فريزة من الجزائر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل وهذا الوفاء، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في شيخنا الهنداوي، وفي إخواننا جميع المشايخ العاملين في هذا الموقع، ونحن جميعا حقيقة نتشرف بخدمة شباب الأمة وفتيات الأمة الذين هم أغلى ما نملك، وشكرا لمن استمعت بالنصائح وقامت بتنفيذها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم عليك نعمه وأن يديم عليك فضله، وأن يرزقك بر الوالدة، ويسعدها بقربك ونجاحك، وأن يلهم جميع المسلمين السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا يخفى على أمثالك – وأنت طالبة في الشريعة – أن الإنسان في كل الأحوال ينبغي أن يصحب والديه بالمعروف، قال الله تبارك وتعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمها} رغم أنهم يأمرونه بهذه الجريمة النكراء التي هي أكبر الجرائم، ثم قال بعدها: {وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع من أناب إلي} ولذلك ينبغي أن تتحسن العلاقة أكثر وأكثر مع الوالدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك ببعدها عن الدجالين وعن المشعوذين والكهنة والعرافين، وعن كل ما يغضب رب العالمين سبحانه وتعالى.

أما ما ذكرت عن السكن الجامعي ووجود سيئات، فاحمدي الله تبارك وتعالى الذي هداك والذي ألهمك الرشد والصواب، والذي هيأ لك رفقة صالحة تذكرك بالله تعالى إذا نسيت، وتعينك على طاعة الله إن ذكرت، وهذه الصحبة الصالحة نعمة من أكبر نعم الله تبارك وتعالى على الإنسان، والأمر كما قال عمر - رضي الله عنه وأرضاه - : (ما أعطي الإنسان بعد الإسلام عطاء أكبر من صديق حسن، يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله تعالى إن ذكر).

وأما بقية المشاكل فأعلمي أن الحياة لا تخلو من الجراح والأتراح، (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، فالمؤمنة تتعامل مع النعم بالشكر، وتتعامل مع المشاكل والمصائب بالصبر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، وإذا ابتلي صبر، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونكرر ترحيبنا بك وهذه العودة لهذا الموقع، وسنكون سعداء بالتواصل الدائم وعرض جميع ما يواجهك من صعوبات، فالإنسان ضعيف بنفسه لكنه قوي بعد الله بإخوانه بمناصرتهم وبتشجيعهم، وبتذكيرهم له بالله تبارك وتعالى، وأنت ولله الحمد طالبة دعوة وشريعة، وعليكم أيضا تحمل المسؤولية في بذل الهداية لبناتنا الغافلات، فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا – أو امرأة – خير لك من حمر النعم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – فاجعلوا همكم هداية الغافلات، والنصح لبنات المسلمين، ففي كل بنت خير، ولكن هناك من تحتاج إلى توجيه، وهذا التوجيه ينبغي أن يكون بحكمة، ننتقي الألفاظ الجميلة، ونختار الوقت الجميل، ونحسن عرض النصيحة، ونذكر المنصوحة بما وهبها الله تبارك وتعالى من إيجابيات حتى تحمد العظيم سبحانه وتعالى، لأن ذلك مدخل وباب إلى هدايتها وإلى عودتها إلى الحق والصواب.

نكرر شكرنا لك على هذا التواصل، ونكرر شكرنا لك على ثنائك على شيخنا الفاضل الهنداوي وعلى الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يستخدمنا في طاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يهدينا وييسر الهدى علينا، وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات