هل الأندرال يعالج القلق والخوف؟

0 734

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سعادة الدكتور: محمد عبد العليم, أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على ما تقوم به من مجهود.

لقد أرسلت لكم استشارة سابقة (2145598), وقمت بالرد عليها مشكورا, ووصفت لي الأندرال بجرعة 10 مليجرامات, ولكن هذه الجرعة غير متوفرة عندنا بالسعودية, ولا يوجد سوى جرعة 40 مليجراما, فما الحل؟ هل آخذها وأقسمها نصفين - وبهذا ستصبح الجرعة الواحدة 20 مليجراما -؟
ولم تصف لي دواء ينومني الليلة السابقة للمناسبة فبماذا توجهني - حفظك الله -؟

وعندي سؤال هام وهو: أني وجدت في بعض إجاباتك للإخوان بخصوص هذا الدواء أنه لا يعالج القلق والخوف بذاته, وإنما ينظم ضربات القلب والرعشة, والصيدلي أخبرني أن هذا الدواء لا يعالج مشكلة القلق والخوف وإنما يخفف الخفقان, والحقيقة أني لا أعلم ما هو الخفقان, ولكني لا توجد لدي رعشة شديدة - ولله الحمد -.

علما أن ما أعاني منه هو خوف, وقلق, وضيق بالصدر, وهم عند التفكير بأموري الحاسمة, كالزواج, والوظيفة, ولا أستطيع النوم عند اقترابها, وربما يأتيني غثيان, وغير ذلك, ولا توجد رعشة شديدة, وإنما قلق وضيق يعيقني عن الإقدام, وينتهي هذا القلق عند إلغاء هذا الموضوع, أو تأجيله لفترة بعيدة.

مع العلم أن خطبتي تأجلت إلى ما بعد رمضان - بإذن الله -.

وتقبل بالغ تحياتي وشكري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ متضايق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يفرج همك.

ليس هنالك ما يدعوك أبدا للمضايقة، فالأمر أبسط مما تتخيل - أيها الأخ الفاضل الكريم -.

بالنسبة للأندرال, والذي يعرف باسم (بروبرانولول) (Propranlol), فهو في الحقيقة يعمل على التحكم في الجانب الفسيولوجي, أي الجانب العضوي الذي ينشأ من القلق أو المخاوف، وحين يتم التحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي - وذلك من خلال عمليات فسيولوجية متعددة تحدث لهذا الدواء - يحس الإنسان بأن صدره ليس متضايقا بالصورة التي كان عليها, وإن كان هنالك تعرق فإن هذا التعرق يختفي, ويحدث استرخاء في العضلات, وإذا كانت هنالك رعشة فإنها تختفي, فهذا جانب مهم جدا, خاصة إذا كان المطلوب هو العلاج الآني, أو العلاج المستعجل, أو أن الأعراض الفسيولوجية تزيد من القلق, وتزيد من الخوف, وحين يتم السيطرة عليها من خلال دواء مثل الأندرال, فهنا - الحمد لله تعالى - يقل مستوى الخوف جدا.

أما الخوف نفسه - كعامل نفسي -فالأدوية التي تساعد في علاجه هي أدوية من نوع مختلف, وبما أنك تتناول عشبة القلب, فأنا قمت بإقرار ذلك, وكنت مؤيدا لك في تناول هذا الدواء؛ لأن هذه العشبة أيضا تعمل على مادة السرتونين وهي مشابهة لدرجة كبيرة للأدوية, مثل: الزيروكسات, واللسترال, وإن كانت فعاليتها أقل, إذا اعتبرنا أن حالتك بالفعل لا تتطلب أكثر من ذلك.

يا أخي الكريم: استمر على عقار عشبة القلب.

أما بالنسبة للأندرال فلا تنزعج أبدا فيما يخص الجرعة، والحبة التي تحتوي على أربعين مليجراما يمكن أن تقسمها إلى قسمين وتناول عشرين مليجراما, ولا توجد أي مشكلة في تناول عشرين مليجراما صباحا, وتناول عشرين مليجراما مساء - أي أربعين مليجراما كاملة - وعند المناسبة تناول عشرين مليجراما قبل ساعتين من المناسبة, وحتى إن تناولت أربعين مليجراما أو ستين مليجراما في اليوم فلا بأس في ذلك أبدا، فالدواء بسيط, وهذه الجرعة تعتبر سليمة جدا.

وبالمناسبة يوجد مركب من الأندرال يعرف أندرال (80), وهو بطئ الإفراز, ويستعمل بمعدل كبسولة واحدة في اليوم, وهذا النوم على وجه الخصوص يسيطر تماما على الأعراض النفسوجسدية المصاحبة للقلق, ولقد عرفت من بعض الإخوة أنه متوفر في المملكة العربية السعودية.

عموما - أخي الكريم - أسأل الله لك التوفيق والسداد، ولا تنزعج فالأمور سوف تسير على خير, وكما ذكرت لك فالذي يسيطر عليك هو القلق التوقعي أكثر من أي شيء آخر.

تمارين الاسترخاء سوف تفيدك كثيرا، ومرة أخرى أقول لك: ارجع لاستشارة إسلام ويب (2136015) لتطبيق تمارين الاسترخاء, فهي أيضا ذات قيمة علاجية رائعة جدا.

أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك, وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات