وسواس وخوف من الموت بطريقة شديدة وقد تعودت على الزانكس .. وأخاف أن أتركه

0 360

السؤال

أعاني منذ فترة من الوسواس والخوف من الموت بطريقة شديدة جدا، حتى أني صرت لا أحس بطعم الحياة, وكل يوم أذهب إلى طبيب, وأهلي تعبوا معي جدا، وأنا تعبت من كثرة الأدوية, حتى ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي الزانكس, وأخذته وتعودت عليه ,حتى أني لا أنام إلا بعد أخذه, ولا أستطيع تركه, وذهبت لطبيب آخر, ووصف لي ريميرون30، وأنا خائف من أخذه, وخائف أن أموت, وحالتي كل يوم أسوأ، ماذا أعمل؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: الوسواس المقترن بالمخاوف فعلا يجعل الإنسان يحس بشيء من الكدر، وعسر المزاج، وهذا له توابع سلبية على المزاج العام، لكن - يا أخي - الإنسان مهما كانت ظروفه يجب أن يتعلق دائما بالأمل والرجاء، وأن يكون إيجابيا في تفكيره، وأن يتذكر الإيجابيات الموجودة, ويحاول أن يطورها، والاجتهاد في الحياة أمر لا مناص ولا هروب منه أبدا.

الإنسان من خلال آليات بسيطة جدا يمكن أن يهزم الوساوس, وكذلك الاكتئاب المصاحب لها, وذلك من خلال إدارة الوقت بصورة جيدة، والإصرار على أداء المهام اليومية وتنفيذها بصورة صحيحة، وأن يخصص وقتا للعمل, ووقتا للزيارات, ووقتا للراحة، ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للعبادة, ووقتا للرياضة، ومن خلال هذا النوع من المنهج والتطبع تتغير الأمور, ويصبح الإنسان سعيدا ويحس بقيمته, فيا أخي الكريم: لا تجهل هذا الجانب أبدا في العلاج.

دور الأدوية لا ينكر, وهو مقدر جدا, والأدوية سهلت الكثير على الناس، لكن إذا لم تقرن بتغيير نمط الحياة, وتحسين الدافعية, فلا أعتقد أنها تفيد الإنسان وحدها.

أخي الفاضل الكريم: التعلق بالزانكس يمكن أن تتخلص منه من خلال التخفيف التدريجي للجرعة، والطبيب حين وصف لك الريمانون فأعتقد أنه كان قرارا جيدا وممتازا؛ لأن الريمانون دواء مضاد للاكتئاب, ومحسن للمزاج, ويحسن النوم بصورة ممتازة جدا.

ومثل حالتك سوف تستجيب - إن شاء الله تعالى - بصورة جيدة, خاصة إذا تناولت جرعة صغيرة من السيركويل مع الريمانون ليلا، والسيركويل بجرعة (25) مليجراما لمدة أسبوع, ثم ترفع إلى (50) مليجراما, بالإضافة لجرعة الريمانون ليلا، وأعتقد أن ذلك سوف يخلصك تماما من الزانكس, وفي نفس الوقت سوف يؤدي إلى تحسين في مزاجك؛ لأن دراسات كثيرة جدا أشارت أن السيركويل له خاصية وفعالية كمضاد للاكتئاب, وهذا أثبت من خلال الأبحاث الحديثة، فأعتقد أن التعديل الدوائي في حالتك سوف يريحك كثيرا، فإذا كنت تتناول في فترة الصباح عقارا مثل السبرالكس بجرعة (10 ) مليجرامات فهذا سوف يكون حسنا أيضا, لأن السبرالكس له خاصية معينة جدا في علاج الخوف، خاصة الخوف غير المبرر من الموت.

فالأمور - إن شاء الله تعالى - تتبدل وتتحول إلى ما هو أفضل، وواصل مع طبيب واحد, والتزم بتعليماته، واسع دائما لما هو أحسن، وأن تغير نمط حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات