شخصيتي ضعيفة انطوائية خجولة حساسة

0 669

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر جميع العاملين بالموقع على الجهود الجبارة التي يقدمونها.

أنا شخص عمري 17 عاما, وأعاني من الشخصية الضعيفة أمام الناس, وخصوصا أمام أصدقائي في المدرسة, وأعاني من هذه الحالة منذ 4 سنوات، حيث إني لم أكن هكذا قبل ذلك, وأعاني أيضا من الانطوائية, فلا أتحدث مع الناس, ولا أشاركهم الحديث والضحك والمزاح, حيث إنه يوجد بداخلي شيء يجبرني على ذلك, وبعض الأحيان أيضا أكون خجولا بعض الشيء.

والمشكلة التي تضايقني أكثر أني حساس جدا, فعندما أدخل في مشكلة مع أحد أخاف بشكل كبير, وأبدأ بالارتجاف, وأحيانا تنزل مني الدموع, ولكنه يوجد بي شيء إيجابي, وهو التزامي بالصلوات كاملة بالمسجد, وشعوري بالخوف من الله دائما - والحمد لله - وقد وهبني الله نعمة مهارة كرة القدم, كما أن مستواي ممتاز جدا لدرجة كبيرة, ولكن مرحلة التوجيهي تمنعني من التسجيل بناد.

والمشكلة أني عندما ألعب مع أقاربي أو مع الجيران يكون مستواي ممتازا, لكني أمام أصحابي في المدرسة – أو بعض الأحيان - أشعر بالخوف والارتباك, لدرجة أن مستواي يكون سيئا.

وأخيرا: أنا قرأت العديد من المواضيع التي تخص ذلك, وحاولت أن أطبقها, لكني لم أستفد شيئا, ويوجد شيء بداخلي يمنعني أن أكون شخصا اجتماعيا, وأتمنى لو تعرض هذه المشكلة على طبيب نفسي, وأرجو تزويدي بمعلومات عن طبيب نفسي من الأردن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mhamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى شكرك لخدمات هذا الموقع.

وأحمد الله لك على محافظتك على الصلاة والتقرب من الله تعالى، فهذا سيكون عونا كبيرا لك، بالرغم من الصعوبات التي تمر بها الآن.

يبدو أن المشكلة قد بدأت وعمرك حينها 13 تقريبا - أي في بدايات مرحلة المراهقة - وربما لهذا علاقة كبيرة بطريق التربية والمعاملة التي تلقيتها في البيت, كالتعنيف الشديد, أو حتى الضرب، أو في المدرسة من توبيخ المعلمين, وربما سخرية بعض الطلاب، وهذا كثير مع الأسف في الكثير من مدارسنا، ويبدو أن السنوات الأربع الماضية ثبتت عندك هذه المشكلة؛ بحيث تشعر وكأنك لا تستطيع الفكاك منها.

دعني أطمئنك أولا فأقول: إنه لاشك من أنك ستتجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها، وهذه الصعوبة التي تعيشها، وخاصة أن في حياتك بعض الجوانب التي ستحملك وتنقلك مما أنت فيه، ومن نعم الله تعالى أنه عندما يأخذ شيئا يعوض عنه بأشياء أخرى، وإن كنا أحيانا لا نرى ذلك أو لا ندركه.

ومما سيكون عونا كبيرا لك ليس فقط دراستك، طالما أنك في آخر سنة من الثانوية، وإنما أيضا مهاراتك الرياضية, وخاصة في كرة القدم.

وليس غريبا أن يجد الإنسان نفسه أحيانا يتقن بعض المهارات في بيئة معينة، بينما يكاد يفقدها في بيئة أخرى، وربما لهذا علاقة بأنك أمام أقربائك وجيرانك تشعر بالثقة الكبيرة في نفسك؛ ولذلك فأنت تلعب بشكل ممتاز، بينما في أجواء المدرسة، ولسبب ما, فإن ثقتك بنفسك تكون ضعيفة، فلا تستطيع إظهار مهاراتك الرياضية بالشكل الذي تحب وتستطيع, وأنت كرياضي تعلم كم يبذل المدرب الرياضي للفرق الرياضية الكبيرة من جهد كبير في أهم شيء, وهو رفع معنويات اللاعبين وثقتهم بأنفسهم، فبثقة الإنسان بنفسه يمكن أن يقوم بالمعجزات، بينما ضعف الثقة بالنفس تجعل الإنسان يخفق حتى في الأعمال والمسؤوليات البسيطة.

وكما ترى فإن الموضوع يتوقف ولحد كبير على موضوع مدى الثقة بالنفس؛ ولذلك فالسؤال كيف تستطيع أن تركز اهتمامك وجهدك على هذا الأمر؟ كيف يبني وتعزز ثقتك بنفسك في المدرسة كما هي معززة في أجواء البيت والجيران؟

ومما يمكن أن يعينك كثيرا أن لا تتجنب اللعب مع زملاء المدرسة بسبب بعض الصعوبات التي تعترضك، فهذا التجنب لا يزيد المشكلة إلا استفحالا، وكلما ابتعدت عن اللعب معهم ضعفت ثقتك بنفسك، بينما اقتحام هذه الأجواء سيزيد كثيرا من ثقتك بنفسك.

وطالما أن ضعف الثقة بالنفس مرتبط بأجواء المدرسة، فإن ما يعزز هذه الثقة ويزيدها هو تقدمك الدراسي، وجودة مذاكرتك؛ بحيث تشعر في المدرسة أنك - بالإضافة للعب الكرة - على قدر طيب من الدراسة والفهم، وكلا هذين الجانبين سيزيد الواحد منهما الآخر.

وستلاحظ أيضا بعد رفع الثقة بنفسك أنه حتى موضوع الخجل والارتباك أمام الآخرين سيتحسن, وستشعر بالجرأة على الحديث والمواجهة.

وليس بالضرورة أنك تحتاج في هذه المرحلة لزيارة طبيب نفسي، وإنما يفيد الحديث المباشر مع من يمكن أن يكون مدربك الرياضي، أو حتى زميل لك صاحب خبرة وترتاح إليه، فالحديث أحيانا عما في النفس نصف الحل, ومع ذلك إذا لم تتحسن الأمور في خلال شهرين أو أكثر، فيمكنك مراجعة أخصائي نفسي، وليس بالضرورة طبيبا نفسيا؛ ممن يمكن أن تتحدث معه، ويشرح لك بعض الأمور التي تعينك على فهم ما أنت عليه, وأريد أن أشكرك هنا على وعيك وثقتك في نفسك، وأنك مستعد - إن تطلب الأمر - أن تراجع طبيبا نفسيا، ولم تسمح للوصمة الاجتماعية ولسمعة الأطباء النفسيين أن تقف بينك وبين سلامتك وسعادتك, وأرجو أن نسمع أخبارك الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات