أكره العمل مع حاجتي الماسة له.. أرجوكم ساعدوني

0 490

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم جزيل الشكر، وأشكر والدي العزيز الدكتور/ محمد عبد العليم على الرد على جميع استشاراتي السابقة والتي استفدت منها كثيرا.

أما مشكلتي الآتية أنني بحاجة ماسة إلى العمل بسبب ظروفنا المادية الصعبة جدا، ولكني لا أستطيع، فأنا أكره العمل كرها شديدا أيا كان العمل، فأنا أحس أني في سجن، جربت وعملت، ولكن طوال وقت الدوام أشعر أن شيئا يخنقني، ولا أصدق أن يأتي وقت انتهاء الدوام حتى أغادر وأرتاح نفسيا، وما أن أرجع للبيت أبدأ بالتفكير باليوم التالي، وأنني سوف أعاني نفس المعاناة، وهذا شيء يضايقني ويكرهني بالعمل، ويجعلني دائما في حالة استنفار وقلق أثناء العمل مما يؤثر على علاقتي بزملائي بشكل سلبي، حيث أحس أنهم لا يطيقونني، ولا يحبون وجودي، وهذا الشيء يزيد الطين بله بالنسبة لي، وأنا أعاني من ألم شديد في معدتي عندما أتضايق نفسيا، وهذا سبب آخر يزيد من مواجعي.

بالمناسبة أنا أعاني من رهاب اجتماعي، ولي حوالي شهرين أو أكثر قليلا أتناول الزولفت، وذلك بعد مشورتكم بجرعة حبة باليوم، ولكني لم أشعر بذلك التحسن لماذا لا أدري؟

أرجوكم ساعدوني كي أحب العمل فأنا بأمس الحاجة له مع أني طالب، وظروفنا المادية صعبة جدا، خصوصا أن مصاريف جامعتي أرهقت أهلي، مع العلم أنني أكره العمل في أي مجال وليس في مجال محدد.

آسف على الإطالة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كراهية العمل سببه عدم إدراك قيمته، وعدم تقدير أهميته، فكل المطلوب منك أن تعرف أن الرجل لا قيمة له بدون عمل، والعمل جميل، والعمل يطور المهارة، والعمل يحسن من التواصل، والعمل يفتح أبواب الرزق، فبكل بساطة خذ الأمور على هذا النهج، وضع لنفسك أسبقيات في جدول تفكيرك في الحياة، اجعل العمل على رأسها، لا تضعه في آخر اهتماماتك أبدا، أعطه أهميته، أعطه قيمته، أنت شاب، لديك طاقات نفسية، ولديك طاقات جسدية، رتب نفسك، اذهب إلى الفراش ونم مبكرا، هذا يساعدك في تجديد طاقاتك في الصباح، أد صلاة الفجر في وقتها، مارس بعض التمارين الرياضية، تذكر أن هذه الأمة بورك لها في بكورها، أقدم على العمل بهذه الانشراحية، وهذا الانفتاح وهذا الجمال، هذا هو المطلوب.

وتذكر الذين يعملون ساعات طويلة جدا في اليوم، تذكر الذين يعملون في أكثر من وظيفة، وأنا لا أريدك فقط أن تنظر إلى العمل كوسيلة للكسب، نعم الكسب مهم، لكن العمل قيمة حقيقة ومساهمة في عمارة هذه الأرض وفي تطوير مهاراتك.

أنت محتاج لتغيير المفاهيم، وهذا هو الذي تحتاجه، وليس أكثر من ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أقول لك ارفع جرعة الزولفت إلى حبتين في اليوم.

في بعض الحالات الاستجابات لهذه الأدوية – ومنها الزولفت – لا تأتي إلا من خلال تناول الجرعة الوسطية أو الجرعة الكبرى، الجرعة الكبرى للزولفت هي أربع حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك ستكون محتاجا لهذه الجرعة، ارفع الجرعة إلى حبتين يوميا، تناولها على الأقل لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك ارجع إلى حبة واحدة في اليوم.

ومن خلال التفكير الإيجابي، ومن خلال إدارة الوقت، والأشياء التي تحدثنا عنها سابقا أعتقد أن فرصتك طيبة وجيدة وممتازة جدا لأن تقتنع بأهمية العمل، بل تحبه، ودائما اسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، والعمل هو أحد الأمور المهمة في الدنيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات