ضميري يؤنبني لأنني أحادث أحد أقربائي كتابة.. فما توجيهكم؟

0 460

السؤال

أنا أبلغ من العمر 17 سنة، -الحمد الله- أني أقيم الصلوات، وأقوم لصلاة الفجر دائما، -والحمد لله- هذا الأسبوع بدأت بمحادثة أحد أولاد الأقرباء لدي كتابة وهو يكبرني بالعمر، وليس متزوجا، وحاليا هو يقوم بخدمته العسكرية.

سؤالي: هل محادثة هذا القريب حرام على الرغم من أن أحاديثنا تقتصر على الأشياء المهمة، والحياة وغيرها، ولم نتطرق لأي حديث خارج عن الدين والآداب.

تكمن المشكلة في أنني في كل مرة أحادثه أرتعش من تأنيب ضميري، وخوفي من الحرام، وأريد الرجوع إلى ما كنت عليه سابقا عندما كان كل همي إرضاء الله.

علما أن هذه الأحاديث هي فقط مؤقتة إلى انتهاء خدمته، ما رأيكم؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم الحليم في هذه الأيام والليالي المباركة أن يبارك فيك، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يصرف عنك كل مكروه.

الأخت الفاضلة إن تساؤلك هذا يدل إن شاء الله على قلب يقظ يخاف الله ويرجو فضله، ولذلك نتوقع منك بعد معرفة الحكم أن تلتزمي به حبا لله ولدينه.

أختنا الفاضلة: لقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس )).

وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: (( جئت تسأل عن البر والإثم؟ )) قلت: نعم؛ قال: (( استفت قلبك ؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك )).

(والإثم ) هو ضد البر لأن الله تعالى قال: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان }(المائدة: الآية2) فما هو الإثم ؟

وقول النبي صلى الله عليه وسلم (الإثم ما حاك في نفسك ) أي تردد وصرت منه في قلق ((وكرهت أن يطلع عليه الناس)) لأنه محل ذم وعيب، فتجدك مترددا فيه، وتكره أن يطلع الناس عليك، وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه صافيا سليما، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثما ويكره أن يطلع عليه الناس.

وهذا الذي تشعرين به عقب كل مكالمة كما ذكرت.

لذلك ننصحك أختنا الفاضلة الابتعاد عن مثل ذلك حفظا لدينك، وطردا لأحد وسائل الشيطان التي يستخدمها للإغواء، فالأمر يبدأ بريئا كما يتوهم البعض، ثم يؤول إلى ما حرم الله والعياذ بالله.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يبارك في عمرك، وأن يجعل عاقبة أمرك إلى خير، ونحن سعداء بتواصلك معنا.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات