انتقلنا لمنطقة جديدة فعدت للتبول اللا إرادي؛ فماذا أفعل؟

1 426

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مند سن الحادية عشر من عمري كنت أتبول خلال النوم، لكن ليس بصفة دائمة، وبعد مدة أصبحت أستيقظ خلال النوم، وظننت أني شفيت، لكن بعد انتقالنا من المدينة التي كنت أعيش فيها إلى مدينة لم أزرها من قبل، وأصبحت تعيش معنا زوجة عمي وأبناؤه، وكنت لا أطيقها وأغضب من وجودها معنا لكونها امرأة قاسية، ولا تساعد في أشغال البيت رغم أنها تعيش معنا في بيتنا، أصبحت أتبول مرة أخرى، والآن أنا في السابعة عشر من عمري.

أرجو منكم المساعدة على إيجاد الحل لمشكلتي ومعرفة أسبابها، علما أني لا أعاني من أي مرض جسدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد أصبت بحالة التبول اللاإرادي منذ عمر الحادية عشر، وهذا نسميه بالتبول اللاإرادي الثانوي، وهذا بالفعل يؤكد عدم وجود علة جسدية أو عضوية، والمنشأ النفسي للتبول اللاإرادي من أهم أشكاله هي القلق والشعور بعدم الاطمئنان والأمان، لكن بصفة عامة في مثل عمرك لابد أن تتم أيضا بعض الفحوصات الطبية الأساسية، أهمها فحص البول للتأكد من عدم وجود التهابات مثلا، فأرجو أن تقدمي على هذه الخطوة.

إذا وجدت التهابات بالطبع سوف تعالج، والالتهابات في حد ذاتها قد لا تكون السبب الأساسي، لكن ربما تكون ساعدت في هذا التبول اللاإرادي، وأنا أعتقد أن السبب الأساسي هو الانتقال من مدينة إلى أخرى، وشعورك السلبي نحو زوجة عمك وأبنائه، ومن هنا أرجو أن تتقبلي الأوضاع حتى ولو نسبيا، فلا تنظري فقط في الجوانب السلبية الخاصة بأسرة عمك، لابد أن تكون هناك بعض الإيجابيات أيضا، وفي ذات الوقت كوني أنت مبادرة بالكلمة الطيبة، بالأفعال الخيرة تجاههم، هذا - إن شاء الله تعالى – يريحك كثيرا، وفي ذات الوقت الأشياء التي تجدين أنها من الصعب أن تثقي فيها في زوجة عمك فهنا حاولي أن تكون هناك مسافة بينك وبينها دون أن تسببي لها أي نوع من الحرج، ودون أن تسببي لها أيضا أي نوع من الإزعاج والضغوط النفسية على شخصك الكريم.

وأنا أريدك أيضا أن تركزي على دراستك، أن تشغلي نفسك بما هو مفيد، أن تلجئي دائما أن تكوني طيبة النفس ومسترخية، أنت صغيرة في السن، وإن شاء الله تعالى أمامك أيام طيبة جدا، فلا تزعجي نفسك بالصعوبات الحياتية البسيطة التي حولك.

أيضا هنالك تمارين نجدها مفيدة في مثل هذه الحالات، أولها أن تحاولي أن تمسكي البول في أثناء النهار، هذا مهم جدا، لأنه يعطي المثانة فرصة للاتساع، وكذلك ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تقوي عضلات البطن، وهذه يمكن ممارستها داخل البيت، هذه أيضا احرصي عليها وسوف تساعدك.

لا بد أيضا أن تتوقفي حتى ولو بصورة نسبية من شرب المدرات بعد المغرب، وأقصد بذلك (الشاي – القهوة – الحليب) هذه خففي من شربها، لأن تكوين البول بكميات كبيرة في أثناء الليل أيضا يساعد على التبول اللاإرادي.

من الأشياء البسيطة – لكنها هامة جدا – هي أن تذهبي إلى الحمام قبل النوم، وتفرغي المثانة إفراغا تاما، بمعنى: بعد أن ينقطع البول وتحسي أنك قد قضيت حاجتك ادفعي مرة أخرى، هذا الدفع سوف يفرغ المثانة من أي بقايا للبول لازالت موجودة، وهذه مهمة جدا.

إذن هنالك إرشادات سلوكية أرجو أن تطبقيها، وهناك توجيهات عامة في خصوص المعاملة مع زوجة عمك وأبنائها، وهنالك أيضا توجيهات في أن تصرفي انتباهك وتشغلي نفسك فيما هو مفيد، والجزء الأخير أنه ربما تحتاجين إلى علاج دوائي، هنالك دواء مشهور جدا يعرف باسم (إمبربرمين) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (تفرانيل) هذا الدواء معروف بفاعليته الممتازة في علاج التبول اللاإرادي من النوع العصابي – أي الذي ينتج من توترات عصبية – وجرعته هي أن تبدئي بعشرة مليجراما ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها خمسة وعشرين مليجراما ليلا، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات