ما علاج القلق الزائد المسبب للخوف؟

0 551

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجو المساعدة, تأتيني حالات خوف من لا شيء, بمعنى أنه لا يوجد سبب معين له, وأشعر بضيق, بالرغم من أني قليل المشاكل, وأشعر بارتياح في مسيرتي, ويأتيني أحيانا خوف من الموت, أو من مرض يعيقني, وبالأخص أنني أمارس الرياضة, ومحب لها, وأنا مجتهد في التقرب من الله قدر الإمكان, وبعض الأحيان يأتيني خوف من المستقبل في بعض اللحظات, ولكني سرعان ما أستغفر الله, وأقوي ثقتي في الله مرة أخرى، ولي قريبة يأتيها نفس الخوف, ولكن هي يأتيها باستمرار على فترات قصيرة, ويستمر معها لوقت, ولكنه يقل, فقط مجرد وقت ثم يعود مرة أخرى, وهي تشعر بضيق شديد, واختناق, وصداع في أغلب الأوقات بسبب هذا, على الرغم من أنها مداومة على الصلاة والحمد لله, وتقرأ القرآن, وعلاقتها طيبة بأهلها وزملائها.

ملاحظة: هي تعاني من عدم الثقة أو الشك في المقربين إليها بسبب بعض المواقف التي مرت بها, ووقوعها في خداع بعض الناس أكثر من مرة صنع لديها شيئا من الشك, برغم تأكدها من إخلاصهم.

والسؤال بالنسبة لخوفي ما هو علاجه؟ وبالنسبة لقريبتي ما هو علاجها؟ وهل تذهب لطبيب أم ماذا؟

شكرا وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالنسبة لحالتك: الخوف دائما هو دليل على وجود القلق، ونقصد بذلك الخوف الذي يكون أكثر مما هو متوقع أو مما هو مقبول، والقلق النفسي هو طاقة نفسية قد تكون إيجابية لكنها إذا تكاثرت وتراكمت وأدت إلى انفعالات هنا بالطبع يكون القلق قلقا سلبيا.

الناس يتفاوتون في درجة ما يصابون به من مخاوف ومن توترات، وقل ما نجد شخصين تتطابق أعراضهما مطابقة كاملة، لذا تلاحظ أنك تعاني من مخاوف وقريبتك تعاني من مخاوف، لكن الصورة ليست صورة متطابقة، إنما هنالك اختلافات، والتباين بين البشر موجود في كل شيء، حتى في مثل هذه الأعراض النفسية البسيطة.

أنا أود أن أؤكد لك شيئا ويجب أن تؤكده لقريبتك هذه: وجود هذه الحالات من قلق ومخاوف واكتئاب وحالات نفسية أخرى ليست دليلا أبدا على ضعف إيمان الإنسان أو ضعف شخصيته، هذه الحالات تصيب الصالح والطالح، تصيب البر والفاجر، والغني والفقير، والأبيض والأسود، لا ينجو منها أحد، لكن قطعا الشخص الصلب في إيمانه الصابر المحتسب لا شك أن مقاومته لهذه الحالات –ولكل الأمراض– تكون أفضل من غيره.

فأرجو ألا تلوم نفسك ولا تحس بالذنب أبدا، هذه مشاعر إنسانية يعبر عنها، قد تكون أكثر مما هو مطلوب، قد تكون هنالك عوامل حياتية لعبت دورا، أو أحداث معينة، أو أمور متعلقة بالتربية، أو البناء النفسي للشخصية. فإذن هنالك أسباب كثيرة جدا وعوامل، وفي بعض الأحيان لا توجد أي عوامل وأي أسباب.

العلاج بالنسبة لحالتك بسيط جدا: أولا حقر هذا الخوف بعد ما شرحنا لك طبيعته.

ثانيا: كن متواصلا من حيث الناحية الاجتماعية، يجب أن تكون فعالا ومؤثرا، فعالا على نطاق الأسرة، تأخذ مبادرات، تشارك، تضيف أفكارا جديدة، تكون بارا بوالديك، وتجتهد في الحياة، والاجتهاد في الحياة يعني أن يجيد الإنسان ما يجب أن يقوم به في هذه الحياة، والإجادة في كل شيء، الإجادة في العبادة، الإجادة في العمل، في الدراسة، في التواصل الاجتماعي، هي من أفضل ما يدعم الصحة النفسية.

بالنسبة لموضوع الخوف من الموت أو الخوف من الأمراض: هو جزء من عملية القلق التي تعاني منها، وهذا أيضا يعالج من خلال أن تركز على الأذكار، وأن تعرف أن الإنسان لا حيلة ولا وسيلة له في أن يمنع الموت، وكل ما هو مطلوب أن تعيش حياة طيبة هانئة ولا تلقي نفسك إلى التهلكة، وتكون حريصا على صحتك، وتسأل الله أن يحفظك، هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك, ممارستك للرياضة لا شك أنها إضافة جيدة وممتازة جدا.

أود أن أنصحك بتناول أحد الأدوية المتميزة جدا لعلاج الخوف، والدواء يعرف تجاريا في مصر باسم (مودابكس) واسمه العلمي هو (سيرترالين) دواء بسيط فعال وأنت محتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما –أي نصف حبة– تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، يفضل تناولها في المساء بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعها إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وإن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرت له سوف تتحسن ثقتك في نفسك، وتكون أكثر فعالية.

بالنسبة لقريبتك: أعتقد أن حالتك مختلفة بعض الشيء، لأن لديها شيئا من الشكوك وربما يكون سوء التأويل، وهذا يحتاج للمزيد من التقييم، لذا مقابلتها للطبيب النفسي سوف تكون -إن شاء الله تعالى– مجدية ومفيدة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لكما العافية والشفاء ولجميع المسلمين، وبالله التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات