سرعة ضربات القلب أصابتي بنوبة هرع وهلع!

0 356

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 22 عاما, ووزني 136كيلو, وطولي 172سم, قبل 3 أشهر وقبل أن أنام ضربات قلبي أصبحت سريعة وقوية بعض الشيء, وكأني أقوم بمجهود, ولكني كنت مستلق على الفراش, بعدها أحسست بأن شيئا ما يمسك قلبي ثم يتركه, وظل هذا يتكرر كل 5 دقائق تقريبا إلى أن ذهبت للمستشفى, كان ضغطي 150على 100, وقاموا بعمل تخطيط للقلب, وكان سليما, وعملت تحاليل للدم وكانت سليمة أيضا.

لكن الكوليسترول كان مرتفعا بعض الشيء, كان الكوليسترول الضار 220 و 167, بعدها أحسست بضيق, وكآبة, وقلق, وخوف, وصرت أفكر كثيرا في الموت, وأحس دائما وكأني سوف أموت في هذه اللحظة.

ذهبت إلى كثير من المستشفيات, وقمت بتخطيط القلب, واختبار الجهد, وأشعة الإيكو, وكلها سليمة, ولله الحمد, لكن أظل متوترا, وخائفا, ولا أستطيع السيطرة على أفكاري التشاؤمية, في بعض الأحيان أحس بالراحة لمدة يوم أو يومين, ولكن أرجع بعدها للكآبة والخوف.

فهل أنا مريض نفسيا؟ وما هو نوع المرض؟ وكم هي فترة العلاج؟ وهل المريض النفسي يتعالج 100% أم أنه يعيش مع مرضه وأدويته؟ فقط مسكنات وليست علاجا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الأعراض التي انتابتك من الواضح أنها ما نسميه بنوبة الهرع البسيطة، بدأت لديك كضيق في التنفس وتسارع في ضربات القلب، وبعد ذلك بالطبع أصبحت مشغولا حول صحتك، وهذا أمر مبرر جدا.

الحمد لله تعالى أنت تأكدت الآن من الناحية العضوية أن الأمور جيدة، فقط بقي موضوع الكولسترول وزيادة الوزن، وأعتقد أن في مثل عمرك هذه يجب أن تكون حريصا وتضع برامج علاجية حقيقية لتخفيف الوزن, وتخفيض مستوى الكولسترول.

أنت في حاجة حقيقة لذلك، فأرجو ألا تهمل هذ الموضوع أبدا، والبرامج بالطبع سوف تشمل تحكم في الغذاء, وتناول أغذية معينة، تحسب فيها السعرات الحرارية اليومية، مع ممارسة الرياضة.

بالنسبة لحالة القلق والتوتر التي تعاني منها: الرياضة إذا داومت على ممارستها سوف تفيدك كثيرا.

ثانيا: أرجو أن تقوم بمراجعة الطبيب دوريا، مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، فقط من أجل التأكد من صحتك العامة، هذا وجد من الطرق الممتازة جدا لطمئنة الناس وإزالة المخاوف المرضية والتوهم المرضي.

ثالثا: تمارين الاسترخاء سوف تكون مفيدة جدا وجيدة في حالتك، ولدينا استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وتحاول أن تطبق التعليمات والإرشادات الواردة فيها، وسل الله تعالى أن ينفعك بها.

رابعا: من الضروري جدا أن تجعل لحياتك معنى، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت والاجتهاد في دراستك، والتفكير التأملي الإيجابي، وأن تسعى لأن تكون من المتميزين في دراستك.

خامسا: أعتقد أنك ربما تحتاج لعلاج دوائي لفترة قصيرة، هنالك عقار بسيط جدا يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميا باسم (فلوبنتكسول) أنت محتاج أن تتناوله بجرعة نصف مليجراما (حبة واحدة) -وهذه جرعة صغيرة– تناولها يوميا لمدة شهر ونصف, ثم توقف عن تناول الدواء، وواصل في الإرشادات والنصائح السلوكية التي ذكرناها لك سلفا.

بالنسبة للإجابة على أسئلتك، السؤال الأول: هل أنا مريض نفسيا؟ .. أنت لست بمريض نفسيا، هذه ظاهرة نفسية، بسيطة، وكما ذكرت لك حالتك هي نوع من قلق المخاوف الذي أحسب أنه عارضا وقتي -بإذن الله تعالى– لكن في ذات الوقت يجب أن تهتم اهتماما شديدا بموضوع السمنة.

السؤال الثاني: كم هي فترة العلاج؟ .. أوضحتها لك فيما يخص العلاج الدوائي.

أما بالنسبة للعلاج السلوكي من ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء والاجتهاد والتفكير الإيجابي، هذه يجب أن تكون نمط حياة، بمعنى استمراريتك عليها سوف تعود عليك بفائدة عظيمة.

السؤال الثالث: هل المريض النفسي يتعالج مائة بالمائة أم أنه يعيش مع مرضه والأدوية أم أنها فقط مسكنات وليست علاجا؟ ..

أولا: الأمراض النفسية كثيرة جدا، ومختلفة جدا، هنالك أمراض عصابية، هنالك أمراض ذهانية، هنالك أمراض نفسية عضوية، هنالك أمراض متعلقة بتركيب الشخصية، هنالك أمراض متعلقة بالمؤثرات العقلية – وهكذا -.

إذن لا نستطيع أن نعامل الحالات أو الأمراض النفسية ككتلة واحدة، ونسبة لهذا الاختلاف وهذا التباين هنالك أمراض يتم الشفاء منها تماما –خاصة الأمراض العصابية– وهنالك قلة من الأمراض –خاصة الذهانية– تكون معيقة جدا لصاحبها، وقد تستمر معه لسنوات طويلة وتفقده مهاراته الاجتماعية.

وهنالك عوامل مهمة جدا هي التي تحدد مسيرة العلاج ومآل الشفاء من عدمه، وهذه العوامل هي: التزام المريض أو الشخص المصاب بالعلة بالتعليمات الطبية –خاصة فيما يتعلق بتناول الأدوية والمتابعة الطبية, وتطبيق الإرشادات النفسية– هذه عوامل مهمة جدا.

العامل الثاني، وهو: مدى التطور المهاري والاجتماعي للإنسان، الإنسان لا يمكن أن يؤهل نفسه ويتمتع بصحة نفسية جيدة إلا إذا كان مثابرا ومجتهدا ونافعا لنفسه ولغيره, فإذن هذه هي العوامل الضرورية والمهمة جدا.

أود أن أذكر أمرا ضروريا ومهما جدا، وهو أن التطور الذي طرأ على الطب النفسي مهول, وكبير جدا, وقد لا يصدقه الإنسان، لذا كثير من الحالات النفسية يمكن مساعدتها الآن.

بالنسبة للأدوية: هنالك أدوية بالفعل هي مسكنات، لكن هنالك أدوية هي علاج أيضا، وهذا متروك للطبيب وأمانته ونوعية الحالة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات