أعاني من نسيان شديد، وضيق في التنفس، فما العلاج؟

0 350

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من نسيان شديد، لدرجة أني في الصلاة لا أتذكر كم ركعة صليت، وعندما أقرأ أذكاري لا أتذكر هل كررتها 3 أم لا، وأشعر بدوران وثقل بالرأس، وتنميل، وأحيانا أشعر بأن الجهة اليسرى من رأسي أصابها الخدر، فما السبب؟

كما أنني أعاني من ضيق في التنفس، وأحيانا عندما أشتغل بشيء ما أنسى، ولكن عندما أتذكره، يزداد لدرجة أنه يحصل لي اضطراب في الزفير والشهيق، وهل هذا وسواس؟ وإذا كان نعم، فما الواجب علي فعله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حكاية زمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ضعف التركيز وتشتته في المراحل العمرية الشبابية يكون من أكبر أسبابه القلق النفسي، أو عدم النوم في الأوقات المطلوبة، وكذلك ضعف الحركة الجسدية – أي أن الإنسان يكون قليل الحركة، ولا يمارس أي نوع من الرياضة، وبعض الناس قد يكون لديهم اضطراب في التركيز ناتج من حالات عضوية، مثلا: ضعف إفراز الغدة الدرقية، وضعف الدم وفقره الشديد أيضا قد يخل بدرجة استيعاب الإنسان وتركيزه.

حالات عدم التذكر التي في الصلاة، والتي يكون الإنسان فيها غير منتبه: هذه مرتبطة ارتباطا مباشرا بالخشوع، فالإنسان حين يخشع قلبه وجوارحه لا شك أن تركيزه سوف يتحسن، ولا شك أن الشيطان دائما ما يحاول أن يلهي الناس عن التركيز في صلاتهم، ويجب أن نستعيذ بالله تعالى دائما من الشيطان ومن شروره.

أنصحك بضرورة مقابلة الطبيب، ابدئي بطبيب الأسرة - أو طبيبة الأسرة – أو الأمراض الباطنية، وذلك لإجراء فحص طبي عام، وكذلك القيام بتحليل الدم للتأكد من نسبته، وكذلك للتأكد من الوظائف الجسدية الأخرى، وعلى وجه الخصوص: يجب أن تتأكدي من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وفيتامين باء اثنا عشر، وفيتامين دال، فهذه الفحوصات مهمة جدا من وجهة نظري، وذلك حتى نتأكد تأكيدا قاطعا أنه ليس عندك علة عضوية كفقر الدم مثلا.

أما ضيق التنفس فقد يكون سببه القلق أيضا، وفي بعض الأحيان يكون سببه أيضا فقر الدم، وخاصة مع الجهد، وأنا لا أعتقد بأنه لديك وسواس حقيقي، ولكن أستطيع أن أربط هذه الأعراض، والاضطراب في الشهيق والزفير – كما ذكرت – قد يكون سببها القلق.

فبعد أن تتأكدي من الوضع الصحي الجسدي، هنا الأمور سوف تكون أوضح وأسهل، وإن اتضح أن السبب هو القلق النفسي فقط فهذا علاجه - إن شاء الله تعالى – بسيط، ويتم ذلك من خلال تنظيم أوقات النوم – وهذا مهم جدا – والنوم الليلي هو الأفضل.

كما أن ممارسة تمارين رياضية بسيطة تناسب الفتاة المسلمة سوف يكون مطلوبا في حالتك.

ومن الأشياء المهمة جدا والضرورية تطبيق تمارين الاسترخاء، واستشارات إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم 2136015 فيها الكثير من التوجيهات البسيطة والمفيدة، خاصة إذا داوم الإنسان على هذه التمارين.

حاولي أيضا أن توزعي وقتك، وأن تتواصلي اجتماعيا، وأن تكون لك مشاركات في داخل المنزل، ومن المهم جدا القراءة والاطلاع، لأن الاطلاع يحسن التركيز، وتلاوة القرآن أيضا تحسن القدرة على الاستيعاب وكذلك التركيز.

هذا هو الذي أو أود أن أنصحك به، وقد تحتاجين لعلاج دوائي بسيط في حالة أن الأسباب اتضحت أنها نفسية مائة بالمائة، والدواء الذي أرشحه في مثل هذه الحالات عقار بسيط جدا يعرف تجاريا باسم (فافرين)، ويسمى علميا باسم ( فلوفكسمين )، وهو مطلوب بجرعة بسيطة (خمسين مليجراما)، يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، وهو دواء لا يسبب الإدمان أو أي اضطرابات هرمونية خاصة الهرمونات النسائية.

كما يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج كثرة النسيان سلوكيا 269001 - 269270.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات