أعاني من رهاب اجتماعي أو شخصية انعزالية، فما العلاج؟

0 360

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكر القائمين على هذا الموقع لإتاحة الفرصة.

بالنسبة لي: أنا شاب عمري 17 عاما، مشكلتي أني إذا شخص قال لي سأقابلك، أو أمر بك؛ أشعر بخوف وقلق رغم أني أحب الاجتماعية، أو لما أحضر مناسبات أحس بخوف، وقد حاولت أن أسجل في نادي رياضي، لكن لم أجتهد دراسيا، لأني شعرت فترتها بنفسية سيئة فأجلتها، علما أني ما أملك تلك الجرأة، وأيضا عندي نوع من الخجل، لكن بشكل خفيف.

سؤالي: ما هو الدواء المناسب لي؟ وما مدة العلاج؟ كما أني أوقات أشعر بـ (طفش) وضيق، رغم أنني أصلي لا أعلم ربما تكون كآبة، لكن عندما أقول أنا في اليوم الفلاني سوف أكلم صديقي لنخرج ويأتي ذلك اليوم ثم أكسل الخروج، وتحصل معي عدة مرات، جاءتني مرة أريد أن أسجل في النادي بدلا من البقاء و(الطفش) في المنزل، لكن والدي منشغل فتكاسلت أن أذهب بعد أن أتفرغ.

حالتي الآن غريبة (طفشان) وأكسل من الذهاب إلى الخارج، فأتمنى المساعدة.

ولكم جزيل الشكر .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الذي يتضح لي أنك تعاني من قلق الرهاب الاجتماعي من النوع البسيط، وفي ذات الوقت ربما تكون لم تتخذ الخطوات اللازمة نحو التخلص من هذه الحالة، وهذا جعلك تحس بالإحباط والاكتئاب البسيط في ذات الوقت.

أنا لا أعتقد أن حالتك تتطلب العلاج الدوائي، ولا بد أن نراعي سنك أيضا، فحالتك من خلال الإرشادات السلوكية المتفق عليها في مثل هذه الحالات يمكن أن يتم -إن شاء الله تعالى- شفاؤك، وتحس أن هذا الخوف والرهاب والخجل قد انتهى، لكن لا بد أن تكون متشجعا وملتزما بالتطبيقات.

أول خطوة هي: أن تعلم أن الخوف الاجتماعي وكذلك الخجل هي مشاعر سلبية تخص الإنسان، وليست معلومة لدى الآخرين، بمعنى أنه حين تحس بهذا الخوف والحرج وتنسحب من الموقف لا يحس به الآخرون، لكن يأتيك التصور بأنك مراقب من قبل الناس، وهذا هو الذي يؤدي إلى المزيد من الهروب من الموقف، وهذا يعمق الخوف والرهاب.

إذن الذي يحدث لك هو أمر خاص بك وليس خاصا بالآخرين، وأنت لست مراقبا، وعليه – الخطوة الثانية هي – عليك أن تقتحم وأن تخالط الناس، وأن تكون في المقدمة، ابدأ بصلاة الجماعة في المسجد، هذا أحسن تفاعل اجتماعي وعلاجي جمعي نفسي يقتل الرهاب تماما.

يمكن أن تبدأ بأن تكون متواجدا في الصف الثاني أو الثالث، أو الصفوف الخلفية، بعد ذلك انتقل في الصلاة للصف الأول، وهكذا، وبعد ذلك كن خلف الإمام مباشرة، هذا التدرج في الانتقال للتعريض، والتعرض من الوسائل العلاجية الممتازة، وهذا يحدث في بقية الأنشطة، بالنسبة للدراسة يجب أن تكون في الصف الأمامي، تكون مثابرا، تكون مجتهدا، وبالنسبة للأسرة: يجب أن تكون لك مشاركات متميزة في بر والديك وفي كل ما يفيد أسرتك.

ثالثا: هنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء مفيدة وجيدة وممتازة جدا، وموقع إسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2137015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق هذه التمارين.

رابعا: ممارسة الرياضة مهمة جدا لإزالة الكسل والخمول، والإنسان إذا ألزم نفسه بنشاط رياضي سيفيده، ويفضل أن يكون النشاط مع مجموعة من الشباب الذين ترتاح لهم، هذه وسيلة اجتماعية مهمة جدا، فأرجو أن تحرص عليها.

هذا هو الذي أود أن أوجهك إليه - أيها الفاضل الكريم - وإن شاء الله تعالى باتخاذك لهذه الخطوات سوف ينتهي هذا الخوف والرهاب الذي تعاني منه، وأنا أعتقد أنه عارض جدا ومرتبط بمرحلتك العمرية، ولا داعي للأدوية أبدا في حالتك.

ولمزيد الفائدة يراجع التالي: العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات