كيف يرتقي المسلم في درجات اليقين ويزيد من تعلقه برب العالمين؟

0 404

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا على ما تبذلونه من جهود جبارة في خدمة هذا الدين.

لدي سؤالان:

1- كيف يرتقي المسلم في درجات اليقين، ويزيد من تعلقه برب العالمين، ويحب لقاءه ويشتاق إليه؟

2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل، فهل ما نفعله عندما نتكلم عن موضوع ما، فنسمع شيئا طيبا حسنا فنتفاءل خيرا فهل هذا معنى الفأل؟

أسأل الله العظيم باسمه الأعظم أن يتقبل صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ونحن صراحة نعلن إعجابنا بطريقة السؤال والسؤال عن هذا الأمر المهم، أن يسأل الإنسان عن الإيمان، عن اليقين، عن الكيفية التي يعبد بها ربنا العظيم سبحانه وتعالى، فهنيئا لك بهذه الروح، ونعتقد أن التفكير بهذه الطريقة وهذا السؤال هو البداية الصحيحة للسير في الطريق الذي يرضي الله تبارك وتعالى، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وأيضا نعلن سعادتنا بفكرة السؤال، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولك الأحوال، ونبين لك أن الإنسان يرتقي في درجات اليقين بتعميق معاني الإيمان، بمراقبته لله تبارك وتعالى، بالإكثار من الطاعات السرية مثل الصيام التي تكون بين الإنسان وبين ربه تبارك وتعالى، والطاعات الخفية كقيام الليل والصيام، والتهجد لله والابتهال لله، والقيام بأعمال يجتهد الإنسان في إخفائها، كذلك أيضا بالقراءة عن عظمة العظيم سبحانه وتعالى والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته سبحانه وتعالى.

وطبعا هناك أشياء واضحة، أن الإنسان يزداد بها إيمانا كما صح عن رسولنا – عليه صلوات الله وسلامه – وكما جاء في كتاب الله تبارك وتعالى عندما مدح الأخيار فقال: {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} فالإنسان يزداد إيمانا على إيمانه بتلاوة الكتاب، والمواظبة على ذكر الله تبارك وتعالى وشكره سبحانه وتعالى.

وإذا عرف الإنسان ربه تعلق به، إذا عرف نعم الله تبارك وتعالى أحب العظيم المنعم الوهاب المتفضل، واهب النعم من غير سابقة استحقاق سبحانه وتعالى، وإذا علم رحمة الرحيم وتوبة التواب ومغفرة الغفور وما أعده الله تبارك وتعالى لأوليائه من الكرامة ومن النعيم، فإن هذا أيضا يجعل الإنسان يشتاق إلى لقاء ربه تبارك وتعالى ويزداد إيمانا ويقينا.

- أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الفأل الحسن، وكان يتفاءل بالأسماء الجميلة، ودائما المؤمن يحسن الظن بربه تبارك وتعالى ويرجو من الله خيرا، والإنسان ينبغي دائما أن يكون عنده هذا الفأل الحسن، عندما يسمع كلاما طيبا، وعندما يسمع أسماء جيدة، لذلك لما جاء سهيل ابن عمرو إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - صلى الله عليه وسلم – (سهل الأمر).

والإنسان يعطى على قدر نيته، وإذا تفاءل الإنسان بالخير فإنه يجد الخير، وإذا جاءنا إنسان فأعطانا مبشرات فينبغي أن نستبشر، خاصة في لحظات يحتاج الإنسان إلى من يبشره بالخير، عليه أن يتفاعل ويحسن الظن بالله تبارك وتعالى، فإن من السنة مثلا أن نقول للمريض (ما شاء الله، أنت طيب، ووجهك طيب، ونعتقد أنك على خير) فيقول (الحمد لله) ويتفاءل خيرا، ولا يجوز أن يقول ما قاله ذاك الرجل عندما دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت الحمة شديدة عليه، فقال له - صلى الله عليه وسلم - : (طهور إن شاء الله) فما قبل الرجل هذه البشارة والفأل الحسن، قال: (أي طهور، بل هي حمة تفور، على شيخ كبير تزيره القبور) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم –: (فنعم إذن) فمات الرجل. فالإنسان ينبغي أن يتفاءل الخير ليجد الخير.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يزيدك إيمانا وثباتا، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، واعلمي أن الله تبارك وتعالى هو الوهاب، وهو الكريم سبحانه وتعالى، وقد يستحسن من الأعرابي عندما قال: من الذي يحاسب الناس؟ قال له: الكريم، فصرخ واستبشر وفرح، قالوا: لماذا؟ قال: لأن الكريم لا يدقق في الحساب. يعني الكريم دائما يتسامح، والله أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى، ولو يؤاخذ بما كسبت أيدينا وبما فعلنا لهلك الناس، ولكن يعفو ويصفح ويسامح ويستر سبحانه وتعالى.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب علينا وعليك، وأن يرزقك السداد والرشاد، وأن يكثر من أمثالك من الصالحات، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات