الوساوس أتعبتني وفعلت المستحيل لتذهب فلا جدوى، فما الحل؟

0 292

السؤال

السلام عليكم.

وأنا أقرأ القرآن بدأت تأتيني أفكارا لا أحبها عن الشك في الدين، يعني وساوس دينية، وفعلت المستحيل لكي أتخلص منها، ولكنني فشلت، لم أعد أستطيع النوم, فقدت شهيتي في الأكل, أتعبني هذا الوسواس, وأخجل أصارح والداتي بالمرض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه وساوس، وساوس شك في الدين تأتي للناس خاصة الطيبين والأشخاص الرقيقين، والوساوس كما نذكر دائما يكون محتواها في الأشياء العزيزة على الناس، ولا شك أن الدين هو أعز شيء لدينا، وإن شاء الله تعالى هذا فيه خير كثير لك، هذا - إن شاء الله تعالى – دليل على حرصك على كتاب الله، ولا شك أن الشيطان له تدخلات كثيرة جدا مع الإنسان، وهو يوسوس، كما قال تعالى: {فوسوس لهما الشيطان} وقال: {من شر الوسواس الخناس}.

فنصيحتي لك هو أن تثابري وتستمري في قراءة القرآن، وفي ذات الوقت تحقري تماما هذه الأفكار، وتخاطبيها (أنت أفكار وسواسية لعينة، لن أكترث لك، لن أتوقف مطلقا عن قراءة كتاب الله تعالى والاستمتاع به، اذهب عني أيها الوسواس الحقير) وهكذا، بل علاجه في قول الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} هذه طرق جيدة جدا إذا واظب عليها الإنسان.

مخاطبة الوسواس مخاطبة مباشرة لتحقيره، وفي ذات الوقت لا تتوقفي عن تلاوة القرآن، بمعنى أن تعرضي نفسك للمصدر الذي يثير الوسواس، مع عدم الاستجابة لسلبيته. هذا علاج جيد وعلاج - إن شاء الله تعالى – مفيد جدا.

سماعك لدقات قلبك وأنك لا تحبين ذلك: قد يكون هذا نوع من القلق، القلق يؤيد إلى ذلك، والوساوس في الأصل هي نوع من القلق.

فحالتك هي قلق الوساوس، فأرجو أن تطمئني، وحقيقة أنت لم تذكري عمرك، لذا لا نستطيع أن نصف لك أي نوع من الأدوية، لكن أعتقد أنك إذا تحدثت مع والدتك حول هذا الموضوع وأن هذا وسواس وأنه قد أتعبك كثيرا، وأنك تريدين مقابلة الطبيب النفسي، لا مانع في ذلك أبدا، لأنه توجد أدوية ممتازة جدا سوف تساعدك، لكن لابد أن نتأكد من سلامة هذه الأدوية، لأن بعض الأدوية لا توصف في أعمار معينة.

إذن خلاصة هذه الاستشارة هو أنك تعانين من قلق الوساوس، هذا - إن شاء الله تعالى – يدل أنك شخص ممتاز ومحترم، وليس ضعفا في دينك أبدا، ولا ضعفا في شخصيتك. الوساوس تعالج من خلال ألا تتركي الشيء الذي يثيرها، وهي قراءة القرآن في هذه الحالة، وفي نفس الوقت تحقري الوساوس، والشيء نصحتك به هو أيضا أن تذهبي إلى الطبيب، وإخطار والدك سوف يساعدك كثيرا، لأن الإنسان حين يتحدث عما يعاني منه خاصة إذا كانت الحالة قلقية، هذا ممتاز جدا، وهذا نسميه بالتفريغ النفسي، يعني أن الإنسان قد فضفض وفرغ ما بداخله، وهذا في حد ذاته علاج، وأنا متأكد أن والدتك سوف تفيدك كثيرا، وسوف تهتم بهذا الأمر.

عموما الشيء المطمئن أيضا أن الوساوس كثيرا ما تختفي لوحدها، خاصة إذا بدأ الإنسان فعلا في مقاومتها.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات