نوبات هوس واكتئاب وحزن وخوف من الحديث مع الناس.. كيف أكون إنسانا طبيعيا؟

1 443

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أنا أعاني من مرض اضطراب وجداني ثنائي القطب، منذ حوالي 8 سنوات جاءت لي حوالي 4 نوبات، أول نوبة كانت نوبة هوس، وانتهت بعد دخولي المستشفى، وبعدها بأربع سنوات جاءت لي نوبة هوس مع نوبة اكتئاب، وعانيت أشد المعاناة من نوبة الاكتئاب، حيث أني لم أكن أتكلم غير القليل جدا من الكلام.

مرت حوالي 8 أشهر ورجعت لحالتي الطبيعية بعد أن عملت، أما النوبة الثالثة فجاءت لي نوبة هوس مع نوبة اكتئاب، وكنت أعاني من نفس المعاناة من الاكتئاب، ولكن بعد مرور 7 أو 8 أشهر رجعت لحالتي الطبيعية بدون علاج؛ لأني كنت أظن أني غير مريض، وأخيرا آخر نوبة جاءت لي منذ حوالي 6 أشهر نوبة هوس، وتم علاجي، ولكني بعدها دخلت في نوبة اكتئاب، وأخذت له دواء ويلبوترين، ولكنه لم يفعل شيئا فأوقفته، مع العلم أني آخذ دواء ريسبيردال نصف قرص 4 مليجرام للهوس حتى لا يرجع، وأنا الآن أعاني من مرض الاكتئاب، ولا أشعر بمتعة في الحياة، ودائم الحزن، ولا يوجد شيء يفرحني، وعندي تشاؤم من كل شيء، عندما أركب مثلا السيارة أظن أن عجلة السيارة ستنقطع أو المفتاح سيضيع، وحينها لن أستطيع التصرف.

أي شيء يحزنني، أما المشكلة الرئيسية للحزن عندي أني لا أجد كلاما أتكلمه مع الأشخاص فأظل ساكتا، وأجد الناس بجانبي يتكلمون وأنا لا أستطيع أن أتكلم؛ لأني لا أجد أي كلام أقوله، وهذا يغضبني كثيرا، مع العلم أني كنت كذلك في النوبتين السابقتين، وخفت، لكن الآن أتمنى أن أتكلم مثل الناس، وأكون إنسانا طبيعيا فما الحل؟ وهل سأرجع مرة أخرى بعد 8 أشهر أتكلم مثل الناس، وأكون طبيعيا مثل المرات التي سبقت، أم أن الموضوع سيطول؟ أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فكما تفضلت - ووصفت حالتك بصورة واضحة جدا - أنك بالفعل تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، ويظهر أن القطب الاكتئابي هو الأقوى لديك، وكما تعرف أن الأدوية المثبتة للمزاج تعتبر هي جوهر، بل المحور الرئيسي لعلاج حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وعليك أن تصبر على الأدوية، فهي - إن شاء الله تعالى – نعمة عظيمة حدت كثيرا من مشاكل هذا المرض.

فيا أخي الكريم: تناول الجرعة الوقاية تعتبر مهمة جدا، أما التأرجح البسيط من عسر في المزاج في بعض المرات فهذا - إن شاء الله تعالى – يصرف عنك، ويمكنك أن تتحمله دون أي مشاكل.

الرزبريادال لا شك أنه دواء جيد، لكن أعتقد أن عقار سوركويل هو الأفضل لحالتك، لأنه يتميز بأنه مثبت للمزاج، يمنع نوبات الهوس، وفي ذات الوقت يحسن المزاج أيضا، فهو ذو خواص كبيرة جدا وفاعلة جدا، وإذا وافقك طبيبك على استبدال الرزبريادال بالسوركويل فأرجو أن تقدم على هذه الخطوة، وأعتقد أن ذلك سوف يثبت بل يحسن مزاجك كثيرا مما يؤدي إلى تحسن التركيز لديك، وكذلك التفاعل والتواصل مع الآخرين، وهي المشاكل الرئيسية التي تعاني منها الآن.

بعض حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية تحتاج أيضا لدواء يعرف باسم (لامكتال) – هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (لامتروجين) – هو أيضا مثبت جيد جدا للمزاج، ويساعد كثيرا في زوال القطب الاكتئابي على وجه الخصوص.

فاطمئن تماما أنه من ناحية الأدوية توجد أدوية فاعلة وممتازة جدا، والحمد لله تعالى مصر عامرة بالأطباء المتميزين، فاحرص على مواعيدك مع طبيبك.

هنالك إجراءات أو علاجات تأهيلية يجب ألا تتجاهلها وألا تهملها، ومن أهمها: أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة، رياضة الجري، المشي، الكرة، وغيرها من الرياضات، الرياضة محفزة للإنسان لتحريك طاقاته الداخلية، وتزيد من درجة التركيز لدى الإنسان، وتستند بها مقدراته المعرفية، فكن حريصا على ممارسة الرياضة، ولابد أيضا أن تقرأ، القراءة هي المزود الحقيقي للمعرفة، اقرأ قراءة متأنية ومتدبرة، وقراءة القرآن لابد أن تأخذ أيضا حيزا من وقتك، لأن ذكر الله تعالى فيه طمأنينة للقلوب، ولا شك أن الإنسان إذا ذكر الله هذا سوف يقلل موضوع النسيان وضعف التركيز لديه.

انقل نفسك دائما للفكر الإيجابي، وحاصر الفكر السلبي لديك، انظر إلى الأشياء الجميلة في حياتك، حتى ولو كانت بسيطة، وحاول أن تبنيها وأن تقويها، وأن تتخلص من كل التفكير السلبي الغير مفيد.

هذا هو الذي أنصحك به، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات