تزوجت وبعد الزواج أصابني الهلع، ما العلاج؟

0 388

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبدأ كلامي بالشكر لكم على ما تقدمونه من خدمات للمسلمين، وأشرح لكم حالتي التي دمرت حياتي.

تزوجت قبل رمضان ب 8 أيام، وكنت طبيعيا جدا، زوج سعيد بزوجته الصالحة، والحمد لله، حتى رأيت كابوسا لا أريد شرحه، وفجأة في أوائل شهر رمضان تقريبا لا أتذكر اليوم بالتحديد جاءتني نوبة هلع، ومن يومها وأنا لدي وساوس صعبة جدا، وكأني أحدث نفسي وأقول إني سأموت في هذا اليوم! حتى إذا تحدد موعد عرس أقول لنفسي إني لن أحضره إذا جاء أحد يسلم علي أقول إني لن أره مرة أخرى!

أصبحت متشائما جدا جدا، وأنا من قبل لم أكن هكذا إطلاقا.
حتى لو أحسست فقط بمجرد ألم في صدري أقول لنفسي إن هذا هو الموت، وأتذكر الناس الذين ماتوا فجأة، وأصبحت أخاف من التحدث عن الموت، أخاف من رؤية آيات في القرآن تتحدث عن الموت، أصبحت متشائما كما ذكرت حتى أخاف من أن أزور إخوتي فأموت فيقولون إني زرتهم قبل موتي.

أخيرا لاحظت أني عندما أبدأ في النوم ينقطع نفسي، حتى وأنا مستيقظ إذا شرد ذهني وسرحت ألاحظ أن نفسي متوقف!

أجريت كل التحاليل والكشوفات كلها سليمة، بفضل الله عز وجل، لا أدري ما أصابني بالتحديد! أنا حياتي تدمرت، وزوجتي متأثرة جدا مما يحدث لي.
للعلم أنا ذهبت لدكتور وكتب لي سيروكزات 12.5 ml لمدة 10 أيام، ثم ترفع الجرعة إلى 25 ml عقار ستللاسيل 1مجم

أفيدوني بحالتي الله يجزاكم خيرا، حيث إني أشعر أني الوحيد في الدنيا يشعر بهذا الإحساس الأليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الذي تعاني منه هو قلق المخاوف الوسواس، وأعتقد أنك قد اتخذت القرار الصحيح والسليم جدا بأن ذهبت إلى الطبيب وأعطاك عقار زيروكسات CR، فهذا دواء فاعل ممتاز، وإن شاء الله تعالى تستفيد منه كثيرا، وكما ذكرت فإن جرعة البداية هي (12,5) مليجرام، ثم بعد فترة أسبوعين يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبة كاملة - أي خمسة وعشرين مليجراما – وهذه تستمر عليها ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى (12,5) مليجرام لمدة شهرين، ثم (12,5) مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا من ناحية العلاج الدوائي، فهو - إن شاء الله تعالى – فعال وممتاز، وتستفيد منه كثيرا، أما عقار (ستللاسيل) فهذا ربما لا تحتاج لتناوله لمدة طويلة، لكن اتبع الإرشادات التي ذكرها لك طبيبك المعالج.

علاقة هذه النوبة بالزواج يمكن أن نحللها في الآتي:

أولا: قد لا توجد علاقة أبدا.

ثانيا: أن الأحداث الحياتية حتى وإن كانت جميلة في بعض الأحيان فقد تؤدي إلى رد فعل نفسي سلبي، وذلك أن بعض الأشخاص لديهم استعداد للقلق أصلا، ومن ثم قد تظهر عليهم بعض الأعراض، يعني: يجب ألا تتشاءم أبدا حول الزواج، وإن ربطته بهذه الأعراض يجب أن تربطه ربطا إيجابيا وليس ربطا سلبيا، وأرجو أن تطمئن الفاضلة زوجتك أن الذي حدث هو مجرد قلق مخاوف وسواسية، ولا علاقة له أبدا بالزواج منها، يجب بالفعل أن تطمئنها كثيرا في هذا السياق، وإن شاء الله تعالى الحالة محدودة جدا، ونعتبرها عابرة، لكن علاجها بصورة سليمة هو المطلوب، وأقصد بـ (سليمة) أن تلتزم بالدواء التزاما تاما، وتكمل مدة العلاج.

ويجب أن تصرف انتباهك عن هذه المخاوف، وذلك بأن يكون لك بعض الأفكار الإيجابية الضرورية، وعلم نفسك أن تستبدل الفكر السلبي بفكر إيجابي، وكن مجيدا في تنظيم وقتك، ومارس الرياضة، وفي ذات الوقت احرص على التواصل الاجتماعي، وقم بزيارة أرحامك مع زوجتك، وإذا كان بالإمكان أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية فهذا أيضا - إن شاء الله تعالى – فيه خير كثير بالنسبة لك، ولا شك أن حضور صلاة الجماعة والالتزام بها فيه دعم اجتماعي عظيم، وذلك بجانب الفوائد الأخرى وعلى رأسها احتساب الأجر من الله تعالى.

أرجو ألا تنزعج، حالتك - إن شاء الله تعالى – حالة عابرة، ومنحصرة فيما حدث لك من تفاعل يتمثل في قلق المخاوف الوسواسية.

أنصحك أيضا بتطبيق تمارين الاسترخاء، أداء علاجي مساند، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطبق تعليماتها، وحين تذهب إلى الطبيب في المرة القادمة أيضا يمكن أن يدربك على هذه التمارين.

لمزيد الفائدة يراجع علاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا 2744 - 274373 - 277975 - 278937.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات