أشعر بالموت، ولا أجد طعما للحياة، أرجو مساعدتي.

0 368

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر20 سنة، كنت أعيش حياة عادية، ولكن في يوم وفجأة، أحسست بأني سأموت، وأخذوني للمستشفى، واستمرت حالتي تلك 6 سنوات وأنا أعيش حياة بلا روح، مع حزن واكتئاب، وبكاء، وأشعر بأنه لا طعم للحياة، ودائما ما أحس بضيق في التنفس، وثقل على منطقة الصدر، وأحس بأن قلبي سوف يتوقف، ولا أشعر بأنه ينبض.

لا أستطيع أن أنام جيدا، ولا أعرف طعم الراحة، وذهبت لدكتور نفسي، وأعطاني دوجماتيل، وتربتيزول، ودواء آخر لا أتذكره، ولكنه للمخ، لأني أحس بتشويش في دماغي دائما.

أحس أني في عالم آخر، وأدقق في النظر إلى أخواتي وكأني أودعهم، ولكن لن أستمر على الدواء، وذهبت لطبيبة نفسية أعطتني باروكستين، ولكن تركت العلاج أيضا.

ماذا أفعل؟ لأني تعبت جدا، ولقد مضى على حالي هذه 6 سنوات، وأنا أفكر في الانتحار أحيانا، وذهبت للشيوخ، ومشيت في الطريق هذا، ولكن لاشيء تغير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس هنالك ما يدعوك أبدا للانتحار أو التفكير فيه، فأنت فتاة مسلمة مؤمنة، والمسلمة لا تفعل ذلك أبدا، لأن الله تعالى قال: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، وقال: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، والحياة جميلة، ولا أرى أنه لديك علة نفسية خطيرة أو مطبقة، نعم قد تكون مزعجة، ولكن يجب ألا يصل بك التفكير إلى هذه السوداوية.

قد علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم – إذا أهمنا شيء أن ندعو بهؤلاء الدعوات، فقال: (اللهم إني عبدك – أمتك – ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتك بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربي قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي)، أو بقوله: (لا إله الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم).

كوني إيجابية في حياتك، وكوني نشيطة، وكوني متفائلة، وابحثي دائما عما ينفعك، واحرصي على أن تكوني في المقدمة، وذلك من خلال مشاركتك للأنشطة الأسرية، كوني مع صديقاتك الصالحات، والمؤازرة منهن مهمة جدا ومطلوبة في مثل هذه الحالات، واجعلي لحياتك هدفا، وضعي الآليات التي توصلك إلى هذا الهدف.

هذه هي الطريقة الصحيحة، وأنت ترين الآن أن النشاط الشبابي الجميل، والمفيد جدا، والذي أصبح يجعل الشباب يحس بهويته وبدوره، فلا تعيشي في عالم آخر يسيطر عليه الفكر السوداوي والفكر التشاؤمي، أنت أفضل مما تتصورين، اجعلي ذلك شعارا لك، - وإن شاء الله تعالى - ستنطلقين انطلاقة جديدة في هذه الحياة، وقولي: (آمنت بالله رب العالمين)، وسوف يذهب الله ما أهمك.

الذهاب للشيوخ، والرقية الشرعية، أمر مفيد لا شك في ذلك، ولكن هذا يجب أن يكون في نطاق ضيق، والاكتفاء بشيخ واحد - أو داعية - هذا يكفي، ويمكن أن ترقي نفسك، والأهم من ذلك أن يحافظ الإنسان على صلاته، فهي خير معين للإنسان في هذه الحالة، فهو ما يقوم به بنفسه من عبادة وعمل صالح، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، هذه قاعدة ذهبية جدا.

يا أيتها الفاضلة الكريمة: ارفعي من معدل عبادتك، ويجب أن يكون لديك الصبر والجلد، وأؤكد لك أن الحياة طيبة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وعالم ومتعلم).

بقي أن أقول لك: أنك قد أخطأت بعض الشيء بأن تركت دواء الباروكستين، الباروكستين من الأدوية الممتازة جدا، وأيضا هنالك عقار سيرترالين، وعقار إستالوبرام، هذه هي الأدوية الفاعلة والناجعة والقوية جدا لعلاج قلق المخاوف أيا كان نوعه، ومدة العلاج يجب ألا تقل عن ستة أشهر، ويجب أن يكون هنالك التزام تام بتناول الدواء في وقته، وبالجرعة المطلوبة، لأن هذه الأدوية تعمل من خلال البناء الكيميائي.

أعتقد أنه أمامك فرصة عظيمة جدا بأن تنسي تماما آلام السنوات الستة السابقة، وذلك من خلال تطبيق ما ذكرته لك، وأن تلتزمي بتناول العلاج الدوائي.

الدوجماتيل والتربتزول لا أرى أنها أدوية جيدة بالنسبة لحالتك – مع احترامي الشديد للطبيب – لأن التربتزول قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، كما أن فعاليته في إزالة المخاوف ليست ممتازة مائة بالمائة، والدوجماتيل دواء جيد وفاعل، ولكنه قد يرفع من مستوى هرمون الحليب لدى البنات، وهذا قد يؤدي إلى بعض الاضطراب في الدورة الشهرية، أما بالنسبة للأدوية الأخرى – أقصد بذلك الباروكستين أو السيرترالين أو الإستالوبرام – فهي الأفضل والأحسن في حالتك.

علاج الخوف من الموت سلوكيا: 259342 - 265858 - 230225.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات