زوجي لا يعيرني أي اهتمام، ولا يهتم إلا بالجنس وأفكر بطلب الطلاق.. أرجو المشورة!

2 675

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي مع زوجي، فهو لا يهتم لأموري، ولا يعيرني اهتماما، خاصة عندما يكون وسط أهله، حاولت أن أجذبه إلي ولكن دون جدوى، وأصبحت أفكر في الطلاق، لأنني لا أحس بأنني متزوجة، فهو يهتم كثيرا بأمور الجنس، والباقي لا يعنيه، وفي الحقيقة فأنا إنسانة من النوع الذي يهتم بالمشاعر أكثر من الجنس.

لقد كرهت هذه الحياة، وأوشكت أن أكرهه، لأنني حاولت معه كثيرا، وأحس بأن عمري ضائع معه، خاصة أن الجميع يحسده علي، لأنني على قدر من العلم، والمال، والجمال - والحمد لله-.

أفكر كثيرا في الطلاق، لأنني من النوع الذي يحتقر الرجل الذي يفضل الجنس على الحياة.

أفتوني في أمري.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ foufou حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

نرحب بك - ابنتنا الكريمة - في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ومرحبا بك وبزوجك، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وأرجو أن تصبري على هذا الزوج، واعلمي أن الجنس أيضا من أهداف الحياة الزوجية، فتجاوبي مع زوجك، وحاولي أيضا أن تعيشي معه هذه اللذة والمتعة الحلال التي أباحها الله تبارك وتعالى، واجتهدي دائما في عدم المقارنة بين أهله وبينك، فلأهله حقوق، ولك كذلك حقوق، وحاولي الاقتراب من زوجك، وأكثري من القواسم المشتركة بينك وبينه، فإن المرأة العاقلة تستطيع أن تدخل لحياة زوجها عندما تتعرف على الاهتمامات الخاصة بالزوج، فتشاركه في تلك الاهتمامات، ثم تحرص على احترام مشاعره، بل واحترامه بين أهله.

فأنا أعتقد أنه عندما يكون بين أهله ينبغي أن تظهري له مزيدا من الإحترام والحفاوة، وكذلك ينبغي هو أن يفعل ذلك عندما تكوني بين أهلك، يظهر لهم ولك المزيد من الإحترام والحفاوة.

وتجنبي الغيرة السالبة، فإن الشريعة التي تأمره بالإحسان إليك، هي الشريعة التي تأمره بأن يحسن إلى أهله ويكرمهم، ولعل في هذا مصلحة كبرى لك، فإن أهل الزوج إذا شعروا بأن ابنهم لا يهتم بهم،فإن النتائج ستعود سالبة على الزوجة، لأنهم يعتقدون بأن زوجته قد أخذته منهم، خاصة إذا كان له أم أو أخوات، فإن الغيرة تشتد عند ذلك، وأم الزوج قد تغار من الزوجة؛ لأنها تعتقد أنها جاءت لتشاركها في جيب ولدها وفي حبه، ولذلك أرجو أن تدركي أن هذه الأشياء أمور عادية جدا وموجودة، ونحن نحتاج إلى أن نتعامل معها بحكمة، وحبذا لو أن الزوج هو الذي كتب إلينا حتى نبين له أهمية توفير الدعم المعنوي، والحفاوة، والتشجيع بالنسبة لك، والحرص على إكرامك، كما أرجو أن تساعديه على هذا الجانب.

وإذا كان الرجل يحرص على مسألة الجنس، فإن هذا دليل على أنه يميل إليك، وأنه راغب فيك، وبادليه المشاعر، واجتهدي في أن تعيشي معه هذه المتعة الحلال، بدلا من الهروب من هذا الوضع، وأرجو أن تصارحيه أيضا إذا كنت لا تشعرين بالراحة، أو كان اختياره للأوقات التي يريدك فيها غير مناسبة، فإن المرأة العاقلة تعتذر بأدب، وتبين للزوج أنها أيضا تشاركه المشاعر، وأنها راغبة فيه، وأنه عندها في منزلة رفيعة، فالرجل أيضا يفرح بالثناء، ويفرح بمدح الزوجة له، فالرجل عبارة عن طفل كبير يفرحه المدح، ويسعد جدا إذا وجد تقديرا من زوجته.

وإذا كنت أنت متواصلة مع الموقع فإنا ندعوك إلى الآتي:

أولا: اللجوء إلى الله تعالى.
ثانيا: الاهتمام بمظهرك أكثر وأكثر.
ثالثا: الاقتراب من الزوج.
رابعا: البحث عن قواسم مشتركة واهتمامات تشتركي فيها مع الزوج.
خامسا: عليك أن تتجنبي المقارنات، يعني لا تقولي (لماذا تحترم أهلك) ولكن قولي (أعطني حقي) ففرق كبير بين هذا وذاك، فبعض الأخوات لا تريد من زوجها أن يحترم أهله أو يحتفي بهم، وهذا طبعا غير صحيح – سواء كان من الرجل أو من المرأة – فمن مصلحة الأسرة أن يهتم الرجل بأهله وأن تهتم المرأة كذلك بأهلها، ويهتم كل طرف كذلك ويحترم أهل الطرف الآخر، لأن هكذا تتبادل المشاعر.

ولا ننصحك مطلقا بإنهاء هذه العلاقة، فإنك لن تجدي رجلا بلا عيوب، واعلمي أن المجتمع لا يقبل المرأة المطلقة – بكل أسف – مهما كان عندها من جمال ومكانة، لأن قالة السوء تنتشر فيها، والفرص غير كثيرة للمطلقات، بل غير كثيرة أصلا للفتيات، فكيف إذا كانت المرأة مطلقة، وخاضت تجربة بعد ذلك، ونحن دائما نقول: (ظل الرجل خير للمرأة من ملايين الدنانير والدولارات والريالات والجنيهات)، لأن للنساء خلق الرجال، وللرجال خلقن النساء، فالإنسان لا يمكن أن يسعد إلا مع شريك، إلا مع إكمال هذا النصف الآخر للإنسان.

فاتقي الله في نفسك، واطردي هذه الوساوس، وحاولي أن تنظري لزوجك بطريقة أخرى، وأن تضخمي فيه الإيجابيات، وتحاولي أن تقتربي منه، وأن تجتهدي في أن تحاوريه، وان تختاري الأوقات الجميلة، وحاولي الثناء على أي خطوة إلى الأمام وفي الاتجاه الصحيح، فإن هذا باب كبير جدا للنجاح، فإذا وجد الرجل أن المرأة تقدر مساعيه، وتقدر محاولاته في تغيير نفسه، وتشكره على المعروف الذي يفعله، وتشكره على إقباله عليها، فإنها موعودة بالمزيد، بخلاف الزوجية التي تقول: (أنت لا تفعل شيئا، وأنت كذا وأنت كذا)، فإن هذا يوصل الرجل للإحباط، ودائما الإنسان إذا لم يقدر فإنه يبتعد ويبتعد، وهذا ليس فيه مصلحة لك.

فإذن نحن نعتقد أن الفرصة بيدك، وأنت - ولله الحمد – عاقلة، وناضجة، وأنت من تواصلت مع هذا الموقع، ومن هنا نحن ندعوك إلى أن تكوني الأحسن، إلى أن تكوني الأفضل، إلى أن تدركي أن الإحسان للزوج باب يوصل إلى جنة الله تبارك وتعالى.

ونتمنى لو تواصل معنا زوجك حتى يسمع النصائح التي تبصره وترشده في نجاح وصلاح حياتكما، ونقترح عليك أن تنقلي له بعض التوجيهات الشرعية التي ينبغي للرجل أن يهتم بها، نقلا عن العلماء، أو عن طريق شراء كتب، أو جلب محاضرات، حتى يستفيد بهذه الطريقة غير المباشرة، وعندها ستكونين أول من يربح ويجني الثمار الطيبة لهذه العلاقة، ومعلوم أن الحياة الزوجية تمر بمنعطفات ومحطات وصعود وهبوط، ولكن المؤمنة دائما توقن وتدرك أن هذه هي طبيعة الحياة، فتجتهد في أن تتفاعل مع الإيجابيات، ثم تلجأ إلى الله تبارك وتعالى عند حصول الضيق، وتواظب على ذكره وشكره، وتقرأ الرقية الشرعية، وتتوجه إلى رب البرية.

نسأل الله أن يديم بينكما الألفة، وأن يلهم زوجك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات