أقلق وأخاف من أبسط الأمور وجربت الفافرين ولم يفدني!!

0 471

السؤال

أنا شخص أشعر بالقلق والخوف من كل شيء، حتى من أبسط الأمور، أي موقف -وإن كان عاديا- أشعر بقلق يحولني لكتلة من العرق والتلعثم في الكلام والاضطراب، أخاف من أن يتم فصلي من العمل, أخاف من أصحاب العمل بدرجة كبيرة جدا، وأخشى أن أفعل أي شيء يؤدي لحدوث مشكلة، أخاف أن تموت أمي فجأة، أخاف أن أموت فجأة، أخاف أن يموت ابني أو ابنتي في رحم أمه (وهي الآن حامل) أي تعامل مع أي شخص أو اتفاق أشعر أنه لن يتمه، وسيصدمني فيه، أو سيحدث شيء لا أحبه، أظل أفكر في كل مرة، وأتوقع السيئ، وأتوقع أنه ستحدث مشكلة أو مصيبة، كل حياتي على هذا المنوال.

أخذت منذ فترة فافرين (50) بمعدل (100) ملجم يوميا، ولم يفدني بشيء، ماذا أفعل؟ هل يوجد علاج آخر؟ وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأنت ذو نفس شفوقة وجدانية حساسة، فيها الكثير من الرحمة والخير، فلا تنظر لهذه المشاعر نظرة سلبية - هذا مهم - وقل لنفسك: (الخوف من هذا النوع لن يبدل في الأمور شيئا) الخوف من الموت، الخوف من الأحداث الحياتية -أيا كان هذا الخوف- يجب ألا يأخذ هذا الطابع الوسواسي، وصدقني أن الحرص على أذكار الصباح والمساء تزيل مثل هذا الخوف؛ لأن الإنسان حين يصبح ويذكر يعرف أنه في كنف الله وفي معيته حتى يمسي، وحين يمسي يقول أذكار المساء بيقين وأمل كبير تغشاه -إن شاء الله- طمأنينة عظيمة، فكن حريصا على ذلك، هذا مجرد توجيه بسيط، لكنه ذو قيمة عظيمة، وكثيرا ما ننساه في حياتنا.

الأمر الآخر: يجب أن تحقر فكرة الوساوس والمخاوف، قل لنفسك: (لماذا أشغل نفسي بها لهذه الدرجة؟ وكل الذي أخاف منه -إن حدث- سوف يحدث ولا حيلة لي في تغييره أو تبديله، لأن الله قدره، ولماذا أكون متشائما؟ لماذا لا أكون متفائلا؟ لماذا لا أتوقع أن أمي سوف تعيش في صحة وهناء وأنا أسعى دائما لبرها ورضائها) وهكذا.

مخاوفك تحمل الطابع الوسواسي، مثلا تخاف أن يموت ابنك أو ابنتك في رحم زوجتك وهي حامل الآن، هذا خوف وسواسي، ولا شك في ذلك، ليس لك حيلة في مثل هذه الأمور، اسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة الطيبة، وهذا يكفي تماما.

إذن تحقير الفكر ومناقشته بشيء من المنطقية يؤدي إلى زواله تماما، لا تكن شخصا متطيرا، لا تملأ نفسك بهذا التوقع السلبي القلقي الوسواسي، استبدله بما هو مخالف -كما ذكرنا لك- كل شيء في هذه الدنيا له مقابل، هنالك إيقاع ونسق جميل جدا في الحياة، كل شيء له مقابل، المرض له مقابل وهو الصحة، الموت له مقابل وهو الحياة، الفقر له مقابل وهو العيشة في رضا وهناء، وهكذا. فإذن إياك أن تميل إلى كفة فكرية واحدة، انقل نفسك إلى الكفة الأخرى الإيجابية.

أخي الكريم: أفضل دواء يفيدك هو السبرالكس والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام) حيث له فعالية خاصة لعلاج المخاوف الوسواسية. الفافرين لا بأس به أبدا، ربما كان من المفترض أن ترفع الجرعة إلى 200 أو 300 مليجرام في اليوم، حتى تتحصل على فائدته العلاجية، لكن يمكن أن تستبدله بالسبرالكس – كما ذكرت لك – ابدأ بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة – وذلك بعد أن تتوقف عن الفافرين، استمر على خمسة مليجرام لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميا – أي عشرة مليجرام – استمر عليها لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرام يوميا، وهذه هي الجرعة العلاجية والتي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بهذه الطريقة الجيدة والجلية نكون قد وضعنا لك برنامجا علاجيا ممتازا، وبشيء من التفكير الإيجابي -إن شاء الله تعالى- تتبدل هذه الأفكار، وعليك أن تغير من نسق حياتك ونمطها، وأن تجعلها مفعمة بالنشاط والحيوية – هذا مهم – ولا تنس أن تمارس الرياضة، واحرص دائما على صلاة الجماعة ففيها خير كثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات