معاناة مع أحلام يقظة قسرية

0 447

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من أحلام يقظة قسرية، والتي تستهلك كل وقتي، وأعاني أيضا من تكرار مشاهد بشعة في مخيلتي بصورة قسرية، كفقء العين ونشر السن وغير ذلك، ذهبت لطبيب نفسي حيث شخص حالتي على أنها وسواس قهري، ووصف لي ريسبال (respal 2)، حبة واحدة يوميا وانفرانيل (anafranil 75)، حبتين يوميا.

المشكلة أنه حتى مع الدواء لازالت أحلام اليقظة القسرية تراودني معظم نهاري، ولازالت المشاهد البشعة أيضا تراودني، لكن المشكلة الأكبر تكمن في مضار العلاج نفسه؛ حيث منذ تناولت العلاج ضعف تركيزي وبدأت أشعر بالخمول، ولا أفهم حديث الناس معي من ضعف تركيزي، وبسبب هذه المشكلة أصبحت أتجنب الناس، وأتجنب الحديث معهم، قال لي طبيبي: أنها أعراض جانبية وستزول مع الزمن، وقد مر الآن ما يقارب سنة على تناولي العلاج ولم يتغير شيء، ضعف التركيز موجود والمشاهد البشعة القسرية موجودة، وأحلام اليقظة القسرية موجودة، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

بالفعل الأفكار القسرية المستحوذة والمتسلطة ذات مكونات مؤلمة نشاهدها كمكون أساسي لمكونات الوسواس القهري، وبصفة عامة علاج الأفكار الوسواسية أسهل كثيرا من علاج الطقوس أو الأفعال القهرية.

فعلتك علة أفكار وسواسية، وأنا قبل أن أتحدث عن الأدوية لابد أن تكون هنالك محاولات سلوكية للعلاج تصحب العلاج الدوائي، وكما يكون الطبيب شرح لك فمن المهم جدا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، لأن الوسواس في معظمه قلق، وتمارين الاسترخاء تؤدي إلى نوع من الهدوء الداخلي والسكينة مما يحسن التركيز، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلعي عليها وتحاولي تطبيق التمارين الواردة بها صباحا ومساء.
أسأل الله أن ينفعك بها.

الخطوة العلاجية الأخرى هي: أن تكتبي كل هذه الأفكار والأحلام القسرية في ورقة، ابدئي بأقلها حدة وشدة، ثم بعد ذلك اسردي البقية حتى تصلي إلى أقواها وأكثرها بشاعة، تدارسي هذه الأفكار واحدة بعد الأخرى، وحاولي أن تحقريها، أمسكي الفكرة الأولى، ركزي عليها، حلليها، سوف تجدين أنها فكرة سخيفة، قولي لنفسك: (هذه فكرة سخيفة جدا) وحاولي أن تربطيها بفكرة أخرى مخالفة لها تماما، فكرة (مثلا) تذكري حادثا بشعا أو شيئا من هذا القبيل، هذا يعتبر واحدا من المنفرات أو تقومي بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب أثناء تفكرك في هذه الفكرة، كرري هذه التجربة عشر مرات متتالية، هذا يؤدي إلى ما يسمى بالكف، وهو نوع من فك الارتباط الشرطي ما بين الفكرة الوسواسية والاستشعار الآخر، وفي هذه الحالة هو إيقاع الألم بالنفس- وهكذا-.

إذن توجد تمارين على هذه الشاكلة تساعد الناس كثيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأنفرانيل دواء جيد ولا أحد ينكر فعاليته، ولكن أتفق معك أنه يسبب آثارا جانبية، منها الجفاف في الفم والإمساك، وربما الثقل في العينين، والبعض قد يشتكي من علة في التركيز.

أنا أعتقد أن تواصلك مع طبيبك مهم، ويمكن للطبيب أن يستبدل الأنفرانيل بدواء آخر.

نعرف أن الفافرين وكذلك البروزاك من الأدوية الممتازة جدا لعلاج الوساوس القهرية، وحين تكون الوساوس القهرية مطبقة لا مانع من أن يتناول الإنسان دواءين مع بعضهما البعض - أي البروزاك والفافرين - وفي بعض الأحيان نعطي البروزاك مع جرعة صغيرة من الأنفرانيل، هذا أيضا ممكن جدا ومفيد جدا، وجرعة الرزبريادال يمكن أن تخفض إلى واحد مليجرام ليلا مثلا، أو يستبدل بعلاج آخر يعرف تجاريا باسم (سوركويل) أو (سوليان) هنالك خيارات علاجية كثيرة جدا، وأنا متأكد أن طبيبك على استبصار بها، فأرجو أن تعرضي عليه الأمر، وأنا متأكد أنه سوف يقوم بالإجراء الصحيح والسليم والذي يساعدك كثيرا.

لابد أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة بجانب تمارين الاسترخاء كما ذكرت لك، هذا يحسن كثيرا من التركيز لدى الإنسان.

وأفضل ساعات الدراسة ربما تكون في الصباح المبكر، لأن الإنسان حين يستيقظ من نومه يكون الدماغ قد مر بمراحل ترميمية للخلايا، وهذا يحسن الاستيعاب كثيرا.

قراءة القرآن أيضا بتمعن وتدبر وتفكر، وجدها الكثير أفضل المحسنات للذاكرة.

هذه كل الخطوات كلها جيدة وكلها مفيدة - إن شاء الله تعالى- وأنا حقيقة أتعاطف معك جدا، لأني أعرف بشاعة الفكر الوسواسي، لكن في نهاية الأمر الوساوس يمكن علاجه ويمكن هزيمته، وذلك من خلال تناول الأدوية مع التطبيقات السلوكية.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية:

علاج أحلام اليقظة سلوكيا 281321 - 273281 - 280938 - 281321.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات