أرق ووساوس وارتباك في المواقف..

0 455

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا جدا على هذا الموقع الجميل، أسأل الله أن يجعل كل حرف تكتبونه لمساعدة الناس في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 29 سنة، أرجو منكم مساعدتي، فأنا أعاني من أرق حاد، ووسواس فكري (تفكير تافه) وحتى إذا أخذت منومات لا ينام عقلي، فأشعر باسترخاء مع أني أمارس الرياضة، وأذهب إلى الفراش في المساء، ذهبت إلى طبيب فصرف لي الريمرون 30 ، واستخدمته لأشهر، وبعدها صار لي موقف مع أحد الأقارب حيث أساء إلي إساءة بالغة، ومن يومها وأنا حاقد أفكر بالانتقام منه، وفقد الريمرون فعاليته، ولم أعد أستطع الرجوع للعيادة بسبب أن أحد الأصدقاء شاهدني، وأنا خارج من العيادة فكرهتها وتركت الحبوب لي الآن سنة.

أشعر الآن بأرق، وأحس أن عيوني جافة، وأزعجني التفكير التافه.

أنا أيضا لدي مشكلة قديمة هي الارتباك؛ حيث إذا مررت بنقطة تفتيش فإني أصبح شبهة مما يستدعيهم لتفتيشي، وأيضا إذا أردت رخصة من عملي، فإن طريقتي بالبرود والهدوء تجعلهم لا يصدقوني ويتجاهلونني دائما، وكذلك مع والدي إذا أخبرته إني أريد سيارته، فإنه لا يعطيني لا أدري السبب؟ أهو ترددي أم الهدوء أم الارتباك؟!

أيضا أنا لست مستبصرا بما يدور حولي، فدائما ما أتعرض للغش والاستغفال حتى من زملائي بالعمل؛ حيث إنهم يجعلون جزءا كبيرا من العمل على كاهلي، ولا أستطيع اكتشافهم.

أيضا أشعر بأني قاس؛ لأني إذا مات لدي عزيز فأني لا أبكيه رغم حزني الداخلي عليه، ورغم أني بصفة عامة حنون وطيب، ولكن عدم استطاعتي على البكاء تجعلني أشك بالقساوة.

ومشكلتي الأخيرة هي أني أفكر دائما بالجنس، وأتخيل كيف أن أصدقائي وإخواني الكبار يمارسون الجنس مع زوجاتهم.

شفتاي دائما جافتان وتتشققان باستمرار؛ حيث تصبح ملساء جدا بعد كل مرة أقطعها بأسناني، رغم أني استعملت العسل، وزيت الزيتون، وأدوية من الصيدلية، وفازلين، ولكنها تتقشع بسهولة من المرطبات خاصة، لا أدري إن كان الوسواس والقلق له دور في ذلك؟

آسف للإطالة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأرى أن قلق الوساوس هو مشكلتك الرئيسية والأساسية، فموضوع التفكير الزائد والانشغال بالأمور التي لا جدوى منها، وتعظيم وتكبير الصغائر، ومشاعرك بأنك تستغفل من قبل الآخرين، هذه كلها من وجهة نظري أفكار قلقية ووسواسية، وأفكارك ومشاغلك الذهنية حول كيفية أن أصدقاءك وإخوانك يعاشرون زوجاتهم، هذا كله من قبيل الفكر الوسواسي، وهذا النوع من الفكر يجب أن يقهر، ويجب أن يصد، ويجب أن يحقر، وأن تستبدله بفكر مخالف تماما.

موضوع جفاف الشفاة وتشققها، هذا نشاهده مع القلق، ومضغها وقطعها بالأسنان أيضا هو دليل على التوتر.

فإذن أنت مطالب بتحقير هذه الوساوس واستبدالها بفكر آخر، أيضا عليك أن تعبر عما بداخلك، لا تكتم الأشياء حتى لا تحتقن، لأن الاحتقان النفسي يولد المزيد من القلق والمزيد من التوتر وافتقاد الكفاءة النفسية وضعف التركيز وزيادة الوساوس.

حاول أن تتواصل اجتماعيا – هذا مهم جدا – واحرص حرصا شديدا على صلاة الجماعة في المسجد، لأن فيها نوعا من التواصل الاجتماعي الخاص جدا، وذلك بجانب أنها عبادة عظيمة، وسوف تحس بطمأنينة كبيرة جدا - إن شاء الله تعالى - .

طور نفسك على مستوى العمل، ويجب أن تحسن الظن بمن حولك، وحين تحسن الظن وتعاملهم بالتي هي أحسن سوف تفرض وجودك على الموقف، وهذا يجعلهم يتخذون مبادرات وينتهجون منهجا إيجابيا حيالك، فكن حريصا على ذلك أخي الكريم.

الصحة النومية تحسن من خلال ما ذكرته لك من إجراءات سلوكية، وممارسة الرياضة يجب أن تستمر عليها، وتثبيت وقت النوم ليلا، وتجنب النوم النهاري متطلبات أساسية نذكرها دائما، ولا شك أن محتويات الكافيين من شكولاتة وكولا وبيبسي وشاي وقهوة لا ننصح باستعمالها مساء، والتركيز على أذكار النوم، بيقين وتفكر وتأمل - إن شاء الله تعالى – يعود عليك بخير كثير.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا لا أحبذ المنومات كثيرا، وأرى أنك محتاج لأحد الأدوية المضادة للوساوس والمحسنة للمزاج ومحسنة للنوم أيضا، وأعتقد عقار (فافرين) سيكون دواء جيدا لك، واسمه العلمي (فلوفكسمين) ابدأ بتناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا، تناوله بعد الأكل، واستمر عليه لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعله مائة مليجرام ليلا، استمر عليه لمدة شهر، ثم اجعله مائتي مليجرام ليلا - وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك – استمر عليه لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى مائة مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعله خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما (حبة واحدة) يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب الفافرين هنالك دواء متميز يعرف تجاريا باسم (سوركويل) ويعرف علميا باسم (كواتبين) تناوله كدواء داعم مع الفافرين، والجرعة هي خمسة وعشرون مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات