أعاني من رعشة شديدة عند القلق أو الخوف من شيء، ما السبب؟

0 1118

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته

اسمي أحمد، عندي 26 سنة، أعاني من رعشة شديدة عند المشاجرة، وعند القلق أو الخوف من شيء، هزة الرعشة في جميع أطراف جسمي، وعند الركبتين أكثر، ونبضات قلب سريعة ورعشة في الصوت.

أحس بخوف شديد وتوتر وقلق، وعدم ثقة بنفسي عند مواجهة أي مشكلة، سواء صعبة أو سهلة، أحاول الهروب من المواجهة بسبب الخوف والرعشة الذي يحدث لي في هزة الأمور والخوف الذي يحدث لي عندما أتحدث أمام عدد كبير من الناس.

أحاول الهروب بسبب الرعشة والخوف والتوتر ورعشة الصوت الذي تحدث لي، أريد استشارة جيدة تنقذني من هذا الخوف والرعشة، والقلق الذي يحدث لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عتريس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد حبانا الله تعالى بنفس وجسد يقظ، ويقظ جدا في بعض المواقف، خاصة إذا شعر الإنسان بأي نوع من التهديد، فالإنسان إذا واجهه الأسد (مثلا) إما أن يهرب منه، وإما أن يقتله، وكلاهما يحتاج إلى تحضير نفسي وجسدي، وهذا التحضير الجسدي يكون من خلال إفراز مواد معينة يفرزها الجهاز العصبي اللاإرادي، ومن أهم هذه المواد مادة تسمى بالمادة الأدرينالين، وهي التي تؤدي لظهور شيء من القلق والرعشة، وكذلك التعرق وتسارع في ضربات القلب.

الذي يحدث لك هو تفاعل طبيعي جدا، لكن قطعا إذا كان لديك قابلية سريعة لهذا التفاعل هذا يعتبر بالفعل شيئا مزعجا، والناس تتفاوت في درجة تحملها وفي درجة قدرتها على المواجهات.

الذي أراه هو أنك تعاني مما نسميه بقلق المواجهات، ولديك أيضا نوع من الرهاب الاجتماعي البسيط، وكلا الحالتين متداخل.

الذي أرجوه منك - أخي الكريم – هو أن تثق في نفسك، وأن تعالج نفسك من خلال أن تتصور في خيالك أنك في وضع يتطلب المواجهة، كأن طلب منك (مثلا) أن تفض خلافا أو تشاجرا بين الناس، هذا نوع من التجلد والقوة النفسية، أو طلب منك (مثلا) أن تصلي بالناس - وهذا يمكن أن يحدث – هنا تهيئ نفسك بأن تقوم بهذا الواجب، أو طلب منك أن تقدم درسا أو إرشادا لمجموعة من الناس – وهكذا - .

إذن عش هذه المواقف في خيالك، وفي نفس الوقت أريدك أن تلجأ إلى تطبيقات عملية، وهي أن تسعى دائما لأن تختلط بالناس، عليك بصلة الرحم، مشاركة الجيران والمعارف والأهل في مناسباتهم، كن دائما في الصفوف الأولى، فهذا يكسبك نوعا من الدفع النفسي الإيجابي.

بقي أن أقول لك إنك في حاجة لعلاج دوائي، وهنالك أدوية ممتازة جدا تعالج حالتك، هنالك دواء في مصر متوفر يسمى تجاريا باسم (مودابكس) ويسمى أيضا باسم (لسترال) أو (زولفت)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) هذا دواء جيد جدا لعلاج مثل هذه الحالات، وهو متوفر كما ذكرت لك، ولا يتطلب وصفة طبية، أرجو أن تتحصل عليه من الصيدلية، وابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة يوميا – أي خمسة وعشرين مليجراما، حيث إن الحبة تحتوي على خمسين مليجراما – تناولها ليلا بانتظام لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السيرترالين هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال)، ويعرف علميا باسم (بروبرالانول) هو دواء بسيط جدا، يمنع الرعشة وتسارع ضربات القلب، ابدأ في تناوله بعشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

حالتك - إن شاء الله تعالى – بسيطة جدا، وبتناولك لهذه الأدوية التي ذكرناها وتطبيق الإرشادات سالفة الذكر سوف تجد أنها أصبحت أفضل بكثير مما كنت عليه.

بالنسبة لموضوع المشاجرات: أرجو أن تتجنبها، مثل هذا السلوك لا خير فيه أبدا، كن رجلا حليما، كاظما للغيظ، مصلحا بين الناس، لا تلتفت إلى السفهاء، هذا من حسن الخلق، وإن شاء الله تعالى يساعدك كثيرا في استقرارك النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات