هل من الطبيعي أن تبقى أعراض الهلع بصورة شبه مستمرة؟

0 387

السؤال

أنا أعاني من نوبات الهلع منذ 3 شهور، أول مرة جاءتني كنت قاعدا مع أصحابي، وأحسست بهبوط في الدورة الدموية، وبرعشة، ولم أقدر على القيام، وشعرت بضيق في التنفس، ودخلت العناية المركزة، ودقات قلبي وصلت لـ (180) ثم ذهبت لدكتور مخ وأعصاب، وصف لي لوسترال ونيدروبين وأمبيريد، استمريت عليها 3 أسابيع، وشعرت بتحسن كبير، ولكن في الاستشارة الأخيرة طلب مني التوقف عن الدواء تماما، وفعلا توقفت وشعرت أن الأعراض ترجع مرة أخرى، أحس بدوخة طول الوقت، وعدم اتزان، وعند النوم أشعر بالخوف، وبإحساس غريب، كأن روحي تتسحب، أشك أن لدي نوبات هلع، لأني أعرف أن هذه الأعراض تظهر فقط أثناء النوبة، ولكن ليس بصورة مستمرة، ثم وصف لي زيروكسات 25 سي آر، وأنا أستخدمه منذ 5 أيام.

سؤالي: هل من الطبيعي في نوبات الهلع والقلق أن الأعراض تبقى بصورة شبه مستمرة؟ وما المدة اللازمة لظهور نتيجة الزيروكسات؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد مرت علينا منذ مدة قريبة استشارة مشابهة جدا لاستشارتك هذه، وأود أن أقول لك أن نوبات الهلع أو الفزع موجودة، وهي تظهر لدى الناس دون مقدمات في بعض الأحيان، والناس الذي تحمل شخصياتهم سجايا وسمات الحساسية قد يكونون أكثر عرضة لهذا النوع من النوبات، نوبات الهلع مفزعة، هذا يجب أن نعترف به، لكن في ذات الوقت أؤكد لك أنها غير خطيرة أبدا.

أنا استغربت من أنك قد دخلت العناية المركزة، لابد أن يكون هنالك سبب لذلك؛ لأن دخول العناية المركزة يعني أن الحالة كانت بالفعل فيها شيء من الصعوبة، أو ربما قام الأطباء بهذا الفعل واتخاذ قرار بإدخالك العناية المركزة لمزيد من التحوط والاطمئنان.

عموما -الحمد لله تعالى- كل فحوصاتك أثبت أنها سليمة وصحيحة، وأنا أقول لك أن عقار زيروكسات من الأدوية الممتازة جدا لعلاج هذه النوبات، لكن يفضل أن تبدأ بجرعة 12.5 مليجرام، خمسة وعشرين مليجراما ربما تكون كبيرة بعض الشيء، وإن تحملتها فلا بأس في ذلك، لأنك ذكرت أنك تتناول هذا الدواء منذ خمسة أيام، عموما نحن نفضل أن تبدأ بـ 12.5 مليجرام لمدة أسبوعين على الأقل، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما، ويستمر عليها الإنسان لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى 12.5 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر (مثلا) ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

يمكن أن ندعم الزيروكسات بعقار إندرال، دواء جيد جدا، خاصة في كبح جماح الأعراض الفسيولوجية المصاحبة لنوبات الهلع، والجرعة يمكن أن تكون عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

ممارسة تمارين الاسترخاء مهم جدا، وكذلك الرياضة، وحاول أن تتجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، وذلك بأن تصرف انتباهك بأن تملأ فراغك، وأن تكون شخصا حيويا ونشطا، وتدير وقتك بصورة صحيحة.

بالنسبة لسؤالك: هل من الطبيعي في نوبات الهلع والقلق أن الأعراض تبقى بصورة شبه مستمرة؟ وما المدى اللازمة لظهور نتيجة الزيروكسات؟

أولا: نوبات الهلع لا تكون مستمرة دائما، قد تكون لدقائق، قد تكون لساعات، ونادرا أن تكون لأيام، لكن الذي يبقى في جميع الأحوال هو ما نسميه بالقلق التوقعي، أي أن الإنسان يكون متوقعا لهذه النوبات لأنها تجربة ليست سهلة، ومن خلال هذا التوقع يكون الإنسان في حالة قلق، وهذا نسميه بقلق المخاوف، وربما يأخذ الأمر أيضا الطابع الوسواسي.

ثانيا: بالنسبة لعقار الزيروكسات، منافعه أولية جدا تظهر خلال أسبوعين من بداية العلاج، لكن فعاليته الحقيقية لا يصل إليها الإنسان قبل ثمانية أسابيع، وأهم شيء لأن يؤدي العلاج فائدته المطلوبة هو أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء في وقته وزمانه المقرر، وكذلك بالجرعة المطلوبة، هذه شروط أساسية جدا لأن يستفيد الإنسان من الدواء.

أرجو أن أكون قد أجبت على استفساراتك بصورة معقولة، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات